ادعية واذكاراسلاميات

دعاء عقد نية الصيام

دعاء عقد نيّة الصيام

شهر رمضان المبارك هو نعمة من الله تعالى على عباده، حيث يبذل العباد جهدهم في طاعته، راغبين في نيل رضا الله. وكان الصحابة رضي الله عنهم يتضرعون إلى الله في الدعاء لستة أشهر على أن يبلغهم شهر رمضان، ثم يتضرعون لستة أشهر أخرى ليتقبله منهم. وفي دعاء دخول شهر رمضان، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “لقد أظلكم شهر رمضان”. فشهر رمضان مناسبة زمنية تهل علينا بنفحاتها كل عام، حيث جعله الله خيرا ونعمة، وفتح فيه باب الطاعة وأسباب الحسنات وعلو الدرجات، وقيدت فيه الشياطين وفتحت فيه أبواب الجنة وأغلقت فيه أبواب النار، ومن أفضل الأدعية في شهر رمضان هو: “اللهم ارزقني فيه فضل ليلة القدر، وصير أموري فيه من العسر إلى اليسر، واقبل معاذيري وحط عني الذنب والوزر، يا رؤوفا بعباده الصالحين.

واحد من أهم أعمال الرسول في شهر رمضان هو تجديد النية، ويدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزى به، والصيام جنة)، ورواه البخاري ومسلم، وكذلك من أهم أعمال الصحابة في رمضان كثرة الدعاء، وقد قال سفيان الثوري: “أحب إلي إذا دخل العشر الأواخر أن يتهجد بالليل، ويجتهد فيه”، لذا يجب علينا تنظيم أعمال شهر رمضان من الصلاة وقراءة القرآن وغير ذلك من العبادات المستحبة في الشهر المبارك.

ربما يكون السبب وراء فرض الصيام هو جعل المسلمين يشعرون بالجوع والعطش الذي يعاني منه الفقراء طوال حياتهم، وتدريب المؤمنين على تجنب الخطايا، بالإضافة إلى أداء العبادات بأفضل شكل ممكن والاستمرار في ذلك بعد شهر رمضان، وتعزيز الإيجابية وحث المسلمين على مساعدة الآخرين وزيادة الخير وتجنب المنكرات، وكذلك تكفير الذنوب وزيادة التقوى. إذا تم التفكير في هذه الأمور بشكل جيد، سيتم الإجابة عن سؤال لماذا يجب صوم شهر رمضان.

كيفية عقد نيّة الصيام

ليتم صيام يوم الغد أو صيام شهر رمضان في العام المحدد، يجب على الصائم تحديد نية الصيام في قلبه. ويختلف صيام رمضان عن الصيام الآخر، ويتم تحديدنية الصيام من خلال تحديد صيام يومين أو صيام الشهر كاملاً في رمضان. وعلى سبيل المثال، يمكن للصائم أن يقول: “أنا ناوي صيام شهر رمضان.

النيّة وحكمها في الصيام

العزم على تنفيذ شيء ما دون تردد، وتأكيد القلب على ذلك الفعل، وفيما يتعلق بالصيام: إنها النية وقصد القلب، حيث يقرر المسلم في قلبه أنه سيصوم غدا، ولا يجوز له أن يعلنها بالكلمات ويقول: “أنا نويت الصيام” أو شبيهة من العبارات التي ابتدعها الناس. والنية هي أن يكون هناك قرار حاسم في القلب بالقيام بشيء معين دون تردد، وتكون هذه العملية متجذرة في القلب. لذلك ينوي المسلم في قلبه أن يصوم غدا، ولا يوجد أمر بأن يعبر عن ذلك بالكلمات، بل هذا اتفاق واتفاقية توصل إليها العلماء. ويقول الصائم في ذلك: “أنا نويت صوم كذا” أو عبارة مماثلة من العبارات التي ابتدعها الناس.

والمراد أن يكون في الليل وقبل الفجر لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من أفطر قبل الفجر فلا صومه). الترمذي، ويجب أن يُبيت النية ليلًا وقبل طلوع الفجر، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : “مَنْ لَمْ يُجْمِعْ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ فَلا صِيَامَ لَهُ” رواه الترمذي، فإذ لم يعقد نيته للصيام ولا يصح صيامه.

أحكام متعلّقة بنيّة الصيام

اختلف العلماء في أحكام نية الصيام، بما في ذلك تحديد النية، وفيما يلي آراء كل مدرسة فقهية في هذا الأمر:

  • المذهب الشافعي: قد ذهب البعض إلى أن فطرالنية لا يفسد الصوم، وأن المسلم يجب أن يعلن نيته للخروج من الصيام.
    المذهب الحنفي:يرى: لا يبطل صوم من نوى الإفطار وإفساد صيامه بالفطر، فالصوم يشبه العبادة الأخرى كالحج، فالمسلم لا يتركه بقصد الفطر، واستدلوا على ذلك بقولهم أن النبي صلى الله عليه وسلم :”إنَّ اللَّهَ تَجاوَزَ عن أُمَّتي ما حَدَّثَتْ به أنْفُسَها، ما لَمْ تَعْمَلْ أوْ تَتَكَلَّمْ قالَ قَتادَةُ: إذا طَلَّقَ في نَفْسِهِ فليسَ بشيءٍ”.
  • يمكن العثور على أدعية رمضان قصيرة مستمدة من الرسول صلى الله عليه وسلم في النية، من بينها: `اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام، ربي وربك الله`.
  • المذهب المالكي: يرى هذا المذهب أنّ الصوم يفسد وذلك بأن يعزم الصائم على قطع صومه بهدف الإفطار عمومًا، دون أن يأكل من يُسبب فساد الصيام من طعام أو شراب أفطر إلا ما ورد في كتابه عن ابن حبيب، أن الصوم لا يفسد إلا بأكل ما يقطع الصيام فقط، وقد برهن المالكيون على قولهم بأن الإمساك عن الصوم ليس عبادة يقترب بها العبد إلى سيده، إلا فيما يتعلق بالنية، فالصائم يصوم ثم يصح صومه وتكفي نيته، حيث يبقى النظر في نية الصوم بالقرب من الله.
    المذهب الحنابلي: لا يُبطل الصيام بسبب التردد في النية بين الصيام والإفطار، ولكن إذا كانت النية هي الإفطار، فإنه يُبطل الصيام بذلك، حتى لو لم يكن هناك نوع آخر من المفطرات مثل الأكل والشرب.

من نسى أن يُبيّت النيّة ليلًا

ينقسم الصوم من حيث وجوب تبيت النية بالليل إلى قسمين وهما:

  • – الصيام الثابت هو الذي يتطلب النية والعزم عليه في الليل، ومن أمثلة ذلك إقامة شهر رمضان وقضاء النفل الذي فسد وتعويض كسور النذر وحفظ النذر المطلق وتحقيق صيام الكفّارات بجميع أنواعه.
  • الصيام الذي لا يتطلب تأجيل النية وتحديدها معروف باسم الصيام المعلق على زمن محدد، مثل صيام النفل كله وصيام شهر رمضان وصيام النذر المحدد بزمن، ويتم تحديد وقت النية لهذا الصيام من الليل إلى الصباح.
  • الصيام الذي لا يتطلب تحديد النية وتبييتها هو الصيام المتعلق بزمان محدد، مثل صيام شهر رمضان وصيام النذر والنفل، ويتم تحديد وقت النية في هذا الصيام قبل منتصف النهار.

تختلف الآراء بين المذاهب الفقهية فيما يتعلق بنية الصوم، ويتم شرحها فيما يلي:

  • المذهب الشافعي: يجب أن يتم تحديد النية في الليل قبل منتصف الليل، وهذا يعتبر ضروريا في الصيام الواجب مثل صيام رمضان والصيام الفرضي وصيام النذر والقضاء. لذلك يسمح بتحقيق النية قبل وقت الظهر. وقد استدلوا على ذلك بقول عائشة رضي الله عنها، زوجة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال لها في يوم من الأيام: `هل لديكم طعام للفطور؟` فقالت: `لا`. فقال: `إذا سأصوم`. وفي يوم آخر قال لها: `هل لديكم طعام؟` فقالت: `نعم`. فقال: `إذا فكروا`، وإن كانت قد أديت الصيام الفرضي.
  • المذهب الحنفي: يستحب عنده عقد نية الصيام في الليل أو عند طلوع الفجر في جميع أنواع الصيام ، وإذا جاءت نية صيام المسلم بعد طلوع الفجر، فإذا كان صومًا تطوعيًا معينًا، أو صومًا واجبًا مثل رمضان، أو صيام نَذْر خاص بوقت معين، صحت النية فيه، ولكن إذا كانت النية متعلقة بالصيام في الذمة لم تصح.
  • المذهب الحنابلي: كما وافق هذا المذهب نظيرة ” الشافعي” في وجوب تعيين وتبييت النيّة ليلًا، وذلك في صيام الفرض أو الواجب، على عكس نيّة التطوع يجوز تعيينها قبل طلوع النهار أو بعده، وما يدل على ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم في يوم عاشوراء: “هذا يَوْمُ عَاشُورَاءَ، وَلَمْ يَكْتُبِ اللَّهُ علَيْكُم صِيَامَهُ، وَأَنَا صَائِمٌ، فمَن أَحَبَّ مِنكُم أَنْ يَصُومَ فَلْيَصُمْ”.
  • المذهب المالكي: يجب تبييت النيّة في الصيام بالليل، وتبدأ من غروب الشمس إلى طلوع الفجر، كما يصح تبييتها عند طلوع الفجر، ولا يجوز ذلك بعد الفجر ، وإذا كان الصيام تطوعيًا لا يصح، بينما إذا كانت النيّة قبل غروب شمس اليوم السابق ولم تتأثر النية بشيء من المفطرات بعد العقد وقبل طلوع الفجر، ولم ينقطع النية إلا الإغماءأو بالجنون صح ذلك.

حكم التلفظ بنيّة الصيام

اختلف العلماء فيما بينهم حول حكم النية في الصيام، ومن بين العلماء من المذهب الشافعي والحنبلي والحنفي أن تعيين النية أو التلفظ بها من السنن الشرعية، ولا يكفي التلفظ باللسان، بل يجب إجراؤها في القلب؛ لأن النية في القلب، والجهر بها بدعة، ولم يصلنا عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا عن أحد من الصحابة رضي الله عنهم ذلك، وما يدل على أفضلية دعاء الصائم هو قوله تعالى: “إذا سألك عبادي عني فإني قريب، أجيب دعوة الداع إذا دعان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى