وسائل حفظ الطعام في عهد الفراعنة
طرق الطهي في مصر القديمة
كان لدى القدماء المصريين صحة جيدة بسبب اهتمامهم الشديد بالتغذية الصحية، وكانت طرق طهي الطعام في عهد الفراعنة صحية للغاية، واعتمد القدماء المصريون عدة طرق أساسية لطهي الطعام، مثل:
- السلق: يمكن طهي الأسماك واللحوم والطيور في الماء المغلي مع بعض الأعشاب والتوابل، وفي حالة الرغبة في حفظها، كان المصريون القدماء يسلقونها بلطف ثم يجففونها في الشمس ويملحونها
- الشواء: هذه الطريقة الثانية التي استخدمها القدماء المصريون لطهي الطعام، حيث كانوا يقومون بإدخال عصا خشبية من فم الطائر ولفها لاستخراج الأمعاء، ثم يشوون الطعام فوق النار. كما كان القدماء المصريون يشوون الأسماك بشكل دوري نظرا لتوافرها بكميات كبيرة في النيل والبحيرات، وكانوا يستهلكون كميات كبيرة منها، وكذلك كانوا يشوون شرائح اللحم الطازج
أفضل طرق حفظ الطعام في عهد الفراعنة
كانت الأراضي الزراعية على ضفتي النيل الأزرق من أغنى وأخصب الأراضي في العالم، حيث تنتج كميات هائلة من المحاصيل. وقد اهتم المصريون القدماء بتخزين بعض الأطعمة للاستعمال في الأوقات اللاحقة، وكانت من بين وسائل حفظ الأطعمة في عهد الفراعنة:
- التخليل: وهو يشبه إلى حد كبير عملية التخليل التي نعرفها الآن في عصرنا الحديث، حيث يتم حفظ الطعام المراد تخليله في محلول أو سائل مضاد للميكروبات، وكانت بداية التخليل عند الفراعنة باستخدام الجعة أو النبيذ بسبب احتوائهما على مستوى منخفض من الحموضة، مما يتسبب في تحويلهما إلى خل وتأكسدت بوجود الكحول فيهما وتحولت إلى حمض الأستيك، أما التخليل فيتم بواسطة محلول الملح والخل والكحول مع إضافة الزيت النباتي.
- استخدام السكر كمادة حافظة: استخدم المصريون القدماء السكر كمادة حافظة للفواكه والخضروات، حيث كانوا يضعون الأطعمة داخل جرة عسل طبيعي ويقومون بغليها لقتل الميكروبات والحفاظ عليها لفترات طويلة، وهذا ما نقوم به الآن في تصنيع المربيات مع استخدام مواد حافظة مختلفة.
- التجفيف: استخدم المصريون القدماء طريقة تجفيد الحبوب والفواكه، مثل التين والعنب والبلح والخضروات، وحتى الأسماك، قبل تمليحها
- التمليح: كانت طرق حفظ الطعام الأساسية في الحضارات القديمة وخاصة في الحضارة المصرية القديمة هي التدخين والتمليح للأطعمة المختلفة لحفظها لفترات طويلة. وكانت الأسماك واللحوم هي الأطعمة التي استخدمها المصريون القدماء طريقة التمليح لحفظها.
أنواع الأطعمة في مصر القديمة
ماذا كان يأكل المصريون القدماء سؤال يتردد كثيرا، فهناك عدة أنواع من الأطعمة في مصر القديمة كالتالي:
- الخبز: الخبز كان أساسياً في طعام المصريين القدماء، واشتهر بعدة أنواع مثل الخبز الخميري والملتوت والكسرة، ويشتهر أهل صعيد مصر بإعداد نفس هذه الأنواع من الخبز
- اللحوم: أولى قدماء المصريين اهتمامًا بتناول اللحوم الطازجة المطهية بعناية وبطُرق صحية، مثل لحوم الماعز والجاموس والأوز والطيور، وكذلك لحوم الأسماك التي كانت متوفرة بكميات هائلة في نهر النيل
- الحبوب والغلال: كان القمح والشعير والعدس والفول والسمسم هي الحبوب الرئيسية التي اهتم المصري القديم بزراعتها وتخزينها واستخدامها في الطعام
- الفاكهة والمشروبات: كان التين والعنب والرمان هم أهم الفواكه التي تم زراعتها في مصر القديمة، وكانت الجعة والنبيذ هما أهم المشروبات، واشتهرت مصر بالنبيذ الفاخر الذي استخدمه المصريون القدماء لأكثر من 3000 سنة، وكان هناك نبيذ أبيض وأحمر متاح للجميع، وكان المصريون ماهرون في تحضيره باستخدام مجموعة متنوعة من أصناف العنب، بالإضافة إلى الأعشاب الطبيعية مثل اليانسون والحلبة والنعناع
- وكان يهتم المصري القديم بتقديم الفاكهة وفطائر العسل والمربيات بعد تناول الوجبة الأساسية، و اهتم المصري القديم بتناول الخضروات والبقوليات أكثر من تناول اللحوم لأن مصر بلد حار وفى حالة ذبح حيوان لأكلة يجب ان يتم استهلاكه في نفس اليوم حتى لا يفسد لحمة، ولم يكن بالطبع يتوافر للعامة مثل هذا الترف ولهذا اقتصر تناول اللحوم على بعض المناسبات والأعياد، وكانوا يتفننون في طبخ الفول الاخضر ويصنعون منه الشوربات والبصارة (وهي أكلة مصرية مشهورة حتى يومنا هذا) وكانوا يصنعون أيضا وجبات من العدس واللوبيا يوميا للعمل وبناة الأهرامات.
الطعام والشراب والعالم الآخر
يعتمد المصري القديم في عقيدته على الإيمان بالبعث والخلود والحياة بعد الموت، ولذلك نجد الطعام والشراب والحبوب والغلال متواجدة ومخزنة في مقابر ملوك وملكات الفراعنة بالإضافة الى الفاكهة والبلح والزبيب واللبن والزيت، وكذلك كان المصري القديم يؤمن بتقديم القربان والوجبات والطعام لينال رضا الآلهة، وكان غالبا يكون القربان من الخبز والكعك والنبيذ، بالإضافة إلى تقديم السمك واللحوم والوز والبط والفطائر والعسل.
المطبخ في مصر القديمة وأدوات المطبخ والطعام
كانت النمط الغذائي الصحي هو السائد في مصر القديمة بين الفقراء والأغنياء على حد سواء. كان الخبز مع الجعة والعدس والكرفس والخس والبصل والفجل الطبق الأكثر شهرة. كان المصريون مهتمين بتناول الأسماك أكثر من اللحوم الحمراء. وكان الاهتمام الأكبر بتناول كميات من الخضروات في كل وجبة مثل الفجل والبصل والكراث والخيار والكرنب والشبت والبقدونس. كان الثوم طعاما يوميا للعمال والشعب بشكل عام.
وأيضا اهتم المصريون القدماء بزراعة النخيل واكتشفوا فوائد تناول البلح، وأطلقوا عليه اسم `بلح أمهات`، كما اهتم المصري القديم بتناول العسل الأبيض، وكانت مصر أول دولة تربي النحل وتستخرج العسل. وتروى البرديات والقصص على جدران المعابد أن المصريين القدماء كانوا يحرصون على اجتماع العائلة لتناول الطعام حول طاولة منخفضة مستديرة (وهي ما تزال موجودة في بعض البيوت الريفية وفي صعيد مصر)، وكانوا يهتمون بالنظافة الشخصية وغسل الأيدي قبل وبعد الأكل.
عادة ما يوجد المطبخ في نهاية المنزل، ويكون سقفه مصنوعا من الخوص والقش للسماح بالتهوية والتخلص من الروائح أثناء عملية الطبخ وإعداد الطعام. غالبا ما يتم وضع المطبخ بجوار غرف التخزين للطعام والحبوب. يحتوي المطبخ على أدوات الطعام الأساسية وحوض للعجين وحجر رحى لطحن القمح والحبوب، بالإضافة إلى السلال والمناخل والسكاكين والملاعق. يتم بناء الفرن من الحجارة المقاومة للحرارة العالية، ويحتوي على سطح مستو يسمح بوضع الأواني المصنوعة بدقة. تم العثور على العديد من تلك الأواني وأدوات المطبخ في المقابر المختلفة.
آلة الطعام عند الفراعنة
اعتقد المصري القديم في أن الخيرات التي تأتي من الأرض والمحاصيل الوفيرة ما هي الا من خيرات الآلهة، واهم الة فرعوني للطعام هو الاله “نبرى” الذي نقش صورته على جدران المعابد وتم تصويره برجل ممتلئ ومتدلي الصدر، وبجواره إله المحاصيل “سخت” وهي تمسك بالقرابين وهي بط واوز وسمك وبيض وتسير خلف الاله نبرى الذي يتدلى منه الحبوب والغلال ويمسك بسنابل القمح، وكان هناك أيضا الالهة “سخمت” آلهة الحقل وكان يتم تصويرها على جدران المعابد في صورة سيدة تحمل قرابين الآلهة التي تضم البيض والطيور والخبز والاسماك وتمسك بورق اللوتس في يدها، وكان هناك أيضا الآلهة “رننوت” وتم تصويرها في شكل افعى عملاق تأكل الفئران التي تهدد المحصول وتدافع عن الأرض الزراعية وتقضى على الأعداء.
الآلهة “حتحور” هي ابنة رع وزوجة حورس، وكانت تلقب بآلهة السماء وتصور على جدران المعابد على شكل ألهة برأس بقرة ترعى في الأرض، ولها قرنين وكانت تصور في جسم بقرة ورأس أنثى بضفائر سميكة تحيط بوجهها، وهناك الكثير من الأطعمة الفرعونية وبعض عادات القدماء المصريين في تقديم وطهي الطعام