ما سبب إنشاء الدواوين
نشأة الدواوين في عهد الخليفة
نشأة الدواوين كانت في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، وكان هذا الأمر من الأمور الأساسية التي تعتبر من ملامح التاريخ الحضاري للأمة العربية الإسلامية، والهدف الأساسي من ذلك كان تنظيم عائدات الخلافة، والديوان بمعناه الحرفي هو السجل أو الجدول أو القيد، وبمعناه الواسع، هو جزء من جهاز إداري ينظم أعمال الدولة الإدارية والمالية والعسكرية، وهو موضع لضبط أحوال الناس، ويطلق عليه الدفتر
في البداية، لم يكن هناك ديوان، بل كان هناك ما يسمى بالعطاء بعدما فرض رسول الله عليه الصلاة والسلام العطاء، وكانت نسبته مختلفة حسب تفاوت الفرد للشخص، وكان العطاء يوزع في المدينة على سجلات على أسس منها السباقون إلى الإسلام، والأغنياء، وغير ذلك.
صحيح أن الديوان لم يؤسس إلا في عهد عمر بن الخطاب، ومع ذلك، منذ البداية وضع النبي عليه الصلاة والسلام الأسس للنظام الإداري، ومنها انطلقت فترة الخلفاء الراشدين. قام بالعديد من الأعمال التنظيمية، مثل استشارة مجلس الشورى، وكان لديه ترجمان يجيد الفارسية والقبطية والرومية، وهو زيد بن ثابت. قام الرسول بإرسال رسله وسفراءه إلى الملوك، وتم تمويل الجيوش بميزانية مالية بسيطة، بالإضافة إلى العديد من الأفعال الأخرى التي تدل على عظمة النبي عليه الصلاة والسلام وشخصيته القيادية.
ماسبب انشاء الدواوين
لعدة أسباب، دون الديوان في السنة العشرين من الهجرة
- زيادة عدد المقاتلة
- كثرة الاموال
- توزيع العطايا بالحق
- ضبط توزيع الاموال، وتنظيمها
- تم في عهد عمر بن الخطاب توسيع رقعة الدولة وزيادة الفتوحات
- توزيع المال بالوجه الحق
- تسجيل اسماء المقاتلين ومقادير اعطياتهم
- يتم كتابة أسماء الجيش وأهل العطاء لإعطائهم مؤونة تكفيهم وتخفف من أعبائهم في الجهاد
- الهدف هو تحويل الأمة إلى جيش وتوجيهها للجهاد في سبيل الله
يرى البعض ان السبب الاساسي لانشاء الديوان كان في عهد عمر بن الخطاب عندما كثرت عليه الاموال، حيث قدم مبلغ مالي كبير على عمر مقداره خمسين الف درهم من البحرين، فاستكثرها عمر، ولم يدري كيف يصرفها، وشعر بضرورة تنظيم مؤسسات الدولة الادارية والمالية، فمهد ذلك الى انشاء ديوان يعطي الناس عليه
كان النبي عليه الصلاة والسلام يوزع العطاء بالتساوي بين الناس، ولم يفرق بين الأحمر والأسود. وبعد ذلك، قام أبو بكر بتحقيق المساواة في العطاء بين الناس، بغض النظر عن الحجم أو العبودية. ولكن عندما تولى عمر بن الخطاب الحكم، بدأ يميز بين الأشخاص استنادا إلى موقعهم في الإسلام. ففي البداية، كان يوزع المال على سكان المدينة والمهاجرين والأنصار، لأن الخليفة العادل عمر بن الخطاب يرغب في توزيع المال بالعدل. وكان يقول: `من هاجر بسرعة، يعطى بسرعة، ومن تأخر في الهجرة، يؤخر عنه العطاء`
اتبع عمر بن الخطاب منهج الرسول، فلم يعطِ الأعراب من مال الزكاة، بل أعطَاهم من مال الصدقة، وركّز في العطاء على أهل المدينة الذين بذلوا كل جهدهم في الدفاع عن الدين الإسلامي
اختلف ديوان عمر بن الخطاب عن غيره من الدواوين في ذكر أسماء المقاتلين فقط، دون ذكر أوصافهم أو أوصاف دوابتهم، على عكس ما حدث في عهد الخليفة مروان بن محمد
نشأة الدواوين وترتيبها
اختلف البعض على عام نشأة الدواوين، على الرغم من اتفاقهم انها تمت في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، واختلفت الروايات في ذلك، فمنهم من رأى عنها تدونت في سنة 15 ه، ومنهم مثل ابن الكازروني والقلقشندي الذين رأوا ان الديوان دون عام 19 ه، واكثر الروايات كانت ان الديوان دون في سنة 20 ه.
قام عمر بن الخطاب بترتيب الدواوين على أسس متعددة، من بينها
- تم ترتيب النسب بحسب قرب الصلة بينهم وبين النبي عليه الصلاة والسلام، حيث بدأ ببني هاشم والأقرب فالأقرب، وهكذا راعى الديوان أنساب النبي عليه الصلاة والسلام
- لم يبدأ بنفسه على الرغم من اقتراح بعض الصحابة ذلك، ورفض حتى أن يكون ترتيبه الثالث بعد نسب النبي عليه الصلاة والسلام ونسب أبي بكر، لأنه رضي الله عنه أراد بترتيب الديوان وجه الله فقط.
- لم يُسجّل جميع العرب، بل قام بالتسجيل أهل المدينة الذين تحملوا العبء الأكبر في الدفاع عن الدين الإسلامين ونصرته
- لم يفرض الأعراب على النبي صلى الله عليه وسلم شيئًا من العطايا، بل أعطوا فقط من مال الصدقة
- استثنى العبيد ولم يفرض عليهم، ومنح الحرية للعتقاء
- كان الترتيب حسب قدم الرجل في الإسلام، وغناؤه في الإسلام، وحاجته، وكل ذلك كان لوجه الله دون أي منفعة شخصية يحصل عليها الفاروق
انواع الدواوين في الخلافة الاسلامية
- ديوان العطاء
- ديوان الجباية
- ديوان الجند
- ديوان الخراج
ديوان العطاء: الديوان الذي أسسه عمر بن الخطاب، وقام بتوزيع المال والتقسيم بناء على الأثر في الإسلام، ونظم فيه المقاتلين وأسرهم من أجل دعم نصر الإسلام وزيادة الجيوش. كان الدافع الأساسي وراء تأسيس هذا الديوان هو زيادة الثروة وزيادة عدد المسلمين، وقد لاقى تقسيم عمر رضا المسلمين لأنه قسمهم وفقا للمعيار الديني وهو الأفضلية في الإسلام
ديوان الجباية: يجب ألا نخلط بين ديوان العطاء وديوان الجباية، وهذا الديوان لا يتعلق بديوان عمر بن الخطاب
ديوان الجند: تم في هذه الوثيقة كتابة أسماء جميع الجنود وتموين الجيوش وإصلاح العطايا. ومنذ كتابة هذا الديوان، أصبحت الجيوش الإسلامية أكبر قوة، وأصبح التجنيد الإلزامي نظاما أساسيا
ديوان الخراج: في هذا الديوان تم كتابة جميع واردات الدولة المالية التي تأتي من مال الزكاة والجزية، وذلك لكثرة الفتوحات والوارد المالي في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، من أجل تنظيم الإنفاق وصرفه على المسلمين وفقا لمبدأ التفاضل والأثر في الإسلام، وبالأخص من شارك في غزوة بدر، والتفاضل حسب النسب، مثل نسب النبي عليه الصلاة والسلام الشريف
بيت المال: يعد بيت المال من الأسس الحديثة التي لم تكن موجودة في عهد النبي محمد عليه الصلاة والسلام ولا في عهد الخليفة الأول أبو بكر الصديق، ويرجع السبب الرئيسي لإنشائه إلى تعدد الموارد المالية التي تأتي من أموال الزكاة والصدقات والجزية والخراج، وقد تم تأسيسه للإنفاق على مصالح المسلمين وتأسيس الجيوش وتنظيم المال على أسس مستقرة، وتتم عملية توزيع المال الموجود في بيت المال بشكل منظم على أساس الرواتب أو المكافآت أو الصدقات أو العطايا أو الهبات تحت إشراف شخص مختص يسمى بصاحب بيت المال.
“في العصر الأموي، تطورت الأنظمة الإدارية بشكل كبير، وظهرت العديد من الدواوين مثل ديوان الطراز وديوان البريد وديوان الرسائل وديوان الخاتم وغيرها
في العصر العباسي، شهدت الإدارة والتمويل تطورًا كبيرًا، وتأسست الدواوين التالية:
- ديوان الازمة
- بيت مال المظالم
- ديوان الموالي والغلمان