هل تعلم ” من هو مغسل الرسول ؟ ”
من غسّل الرسول
عند وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، قام سبعة من الصحابة بتغسيله وهم: علي والفضل والعباس وقثم بني العباس واسامة بن زيد واوس بن خولة وصالح مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك وفق حديث عن الإمام علي رضي الله عنه، حيث قال: “غسلت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذهبت أنظر ما يكون من الميت فلم أر شيئا، وكان طيبا صلى الله عليه وآله وسلم حيا وميتا، وولي دفنه وإجنانه (ستره) دون الناس أربعة: علي والعباس والفضل وصالح مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان العباس وقثم وفضل يقومون بخدمة النبي صلى الله عليه وسلم، وأما أسامة وصالح مولى الرسول فكانا يصبان الماء على جسده الطاهر، وأما أنا فكنتُ أقوم بالغسل، وأما عن أوس بن خولة فكان يسنده الجسد الطاهر إلى صدره .
كيف غُسل رسول الله
لم تقع على المسلمين مصيبة اشد من وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك وفق حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن عائشة رضي الله عنها انه قال : ” يا أيها الناس أيما أحد من الناس أو من المؤمنين أصيب بمصيبة فليتعَزَّ بمصيبته بي عن المصيبة التي تصيبه بغيري، فإن أحداً من أمتي لن يصاب بمصيبة بعدي أشد عليه من مصيبتي ” .
عندما بدأوا في غسل الرسول صلوات الله وسلامه عليه، اختلف الصحابة حول كيفية غسله، هل يجب أن يخلعوا ثيابه كما يفعلون عند غسل جميع موتى المسلمين أم يغسلونه وهو في ثيابه؟
توقف الصحابة عند هذا الأمر المحزن ولم يتمكنوا من اتخاذ القرار الصائب. وحدثت معجزة إلهية حيث تم تغسيل الرسول وهم في حيرة من أمرهم. عندما غلبهم النوم، سمعوا صوتا يناديهم من آخر البيت بأن يغسلوا رسول الله مع ثيابه. فقاموا بتغسيل نبي الله وهو يرتدي ثيابه، حيث كانوا يصبون الماء على جسده الطاهر فوق ثيابه ويدلكونه بقميصه دون أن يلامسوا جسده الكريم .
وقد جاء ذلك في حديث عائشة رضي الله عنها كما روى ابو داوود عندما قالت : ” لما أرادوا غَسْلَ النبي صلى الله عليه وسلم (تغسيله بعد موته)، قالوا: والله ما ندري أنُجرِّدُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم من ثيابه كما نجرِّدُ موتانا، أمْ نغسله وعليه ثيابه؟ فلما اختلفوا ألقى الله عليهم النوم حتى ما منهم رجل إلا وذقنه في صدره (مالت رءوسهم علي صدورهم)، ثم كلمهم مُكَلِّمٌ من ناحية البيت لا يدرون من هو: أن اغسلوا النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ثيابه، فقاموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فغسلوه وعليه قميصه، يصبون الماء فوق القميص ويدلكونه بالقميص دون أيديهم “
كان غسل الرسول صلى الله عليه وسلم مختلفا عن غسل المسلمين العاديين، وتأكد ذلك عندما أعلن المنادي أنهم قد غسلوا الرسول وهو في ثيابه، وهذا يعتبر معجزة متعلقة بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم .
تم تكفين النبي صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب بيضاء اللون، وهي من قطن بدون قميص أو عمامة، وبعد ذلك كانت صلاة الجنازة على النبي صلى الله عليه وسلم فردًا دون إمام .
ماء غسل الرسول
قد يتساءل البعض عما حدث الى ماء غسل الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولكن الاهم في الامر ان ينشغل الامر بما فيه عمل او يعود على امره بمنفعة ، وليس من الهام ما حدث لما غسل النبي ، ولا كان الصحابة انشغلوا به وتناقلوا ما حدث لماء الغسل لأهميته ، وانما ما نقل في الاثر بعض الاحاديث الضعيفة دون اسناد عن صحة ذلك .
فقد كان ماء غسل الرسول تتجمع عن جفونه وكان علي رضي الله عنه يحسوها ، وهذا ما جعله على هذا القدر من العلم ، وذلك وفق ما ورد – وان لم يثبت صحته – ” حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ عَنْ حَسَنِ بْنِ صَالِحٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَ الْمَاءُ مَاءُ غُسْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ غَسَّلُوهُ بَعْدَ وَفَاتِهِ يَسْتَنْقِعُ فِي جُفُونِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ عَلِيٌّ يَحْسُوهُ “
الفعل يدل على حب الشخص للتبرك بالنبي صلى الله عليه وسلم، ولكن لا يجوز اتباع هذا الفعل في الحياة اليومية، ولا ينبغي التبرك بأي شخص آخر غير النبي صلى الله عليه وسلم، لأن ذلك يعتبر بدعة .
ما حدث بعد غُسل رسول الله
بعد غسل جثمان الرسول صلى الله عليه وسلم وتكفينه، تم إقامة صلاة الجنازة عليه كصلاة جماعة، ولكن المسلمين كانوا يصلون عليه فرادى (أي ليست صلاة جماعة) كما هو الحال في صلاة الجنازة لدى المسلمين الآخرين .
اما عن الامر الثاني فهو ان صلاة الجنازة على النبي لم يكن لها امام ، وذلك لأن المسلمين حينها احتاروا وتسابقوا في امر امامة صلاة الجنازة على رسول الله ، وعندما لم يعلموا من امرهم شيء تركوا الصلاة بدون امام ، وكان الناس يدخلون من باب المسجد للصلاة عليه صلى الله عليه وسلم يكادون يخرجون من الباب الآخر ( وذلك من كثرة الاعداد )
ويقول الامام الشافعي في ذلك : يصلي الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرادًا لا يؤمهم أحد، وذلك لأنه أمر عظيم وتقديرًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأنهم يتنافسون في عدم تولي الإمامة في الصلاة عليه واحد
كان الصحابي أسعد بن عرارة أول من صلى على النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الجنازة، وكان البراء بن معرور أول من صلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبره، وبالنسبة لصلاة الجنازة الغائبة على رسول الله، فكان النجاشي هو أول من أداها .