أهمية إدارة الغضب لأولياء الأمور ودورها في تربية الابناء
انفعال الغضب بين المدح والذم
أحيانًا يكون الغضب أمرًا جيدًا على سبيل المثال ، قد يمنحك الغضب الطاقة لإنجاز شيء ما أو للدفاع عما تؤمن به او للدفاع عن النفس في بعض المواقف لكن يجب عند الشعور بالغضب التحكم في غضبك بطرق إيجابية وصحية ويمكن أن يمنحك أيضًا فرصة لتكون مثالًا جيدًا لأطفالك لكي تُظهر لأطفالك كيفية التصرف بتحكم وقت الغضب.
ومع ذلك، يمكن أن يكون الغضب سلبيا، خاصة عندما يحدث بكثرة أو يفقد السيطرة عليه، فيمكن أن يؤدي إلى فقدان أعصابك عندما تكون غاضبا، ويؤدي إلى تفاقم المشكلات والتعارك مع الآخرين إذا لم تمنح نفسك وقتا للهدوء. قد تتصرف بطرق غير مفيدة وحتى مؤذية أيضا. ويحتاج الأطفال إلى الشعور بالأمان والهدوء، لذا وجود الأطفال في بيئة مليئة بالصراعات والصراخ ليس جيدا بالنسبة لهم.
لماذا يشعر الآباء بالغضب في بعض الأحيان
تربية الأبناء مهمة كبيرة ومهمة ويجب الموازنة بين العديد من المطالب المختلفة للأسرة بما في ذلك العمل ووقت الأسرة والأعمال المنزلية وأنشطة الأطفال والأنشطة الاجتماعية فعندما تكون انت المسئول عن هذا الموقف فمن السهل أن تفقد الصبر وتشعر بالغضب عندما لا تسير الأمور كما هو مخطط لها، في بعض الأحيان قد تشعر بالغضب أو الإحباط من شريكك الأسرة إذا كان شريك لا يتوافق مع القرارات المتعلقة بتربية الأطفال وومسألة الانضباط والأعمال المنزلية ويمكن أن تؤدي هذه الأنواع من الخلافات إلى صراع ومشاكل اسرية كبيرة
وفي بعض الأحيان قد يسبب هذا الموقف ان تغضب طفلك أو تجعله يشعر بالغضب والإحباط على سبيل المثال إذا كان طفلك غاضبًا نتيجة هذه الصراعات وتحدث معك بوقاحة أو لم يفعل ما تطلبه فقد تشعر بالغضب أيضًا قد تجد نفسك تهاجم وتغضب على طفلك في هذه اللحظة وتندم عليها لاحقًا، وهناك عوامل أخرى يمكن أن تجعلك أكثر عرضة للشعور بالغضب مثل المرض والتوتر في العمل والصعوبات المالية وقلة النوم وقلة الوقت لنفسك ولكن قد يساعدك أن تعرف أن العديد من الآباء قد واجهوا تحديات مثل هذه بمساعدة العائلة والأصدقاء والمهنيين الصحيين.
يجب أن يعرف طفلك أن الانضباط هو طريقة جيدة لتعليمه، فكر في سلوكك الخاص أولا لأن الإساءة ليست جسدية فقط، فالكلمات يمكن أن تتسبب في جروح عميقة وأضرار دائمة ولا تشفى. استخدم سلوكك لتظهر للأطفال أن الصراع يمكن حله بدون ضرب أو صراخ أو شتائم، فكر في الحصول على مساعدة احترافية لإدارة الغضب إذا كنت لا تستطيع التحكم في غضبك أو إذا كانت لديك مشاكل في العلاقة مع أطفالك أو أحفادك. يمكن لمقدمي الرعاية الصحية مساعدتك في تعلم المهارات التي تحتاجها للتواصل بشكل أفضل مع الأطفال، كما يمكنهم مساعدتك في تغيير أي أنماط تفكير سلبية.
التعرف على علامات الغضب
يعطيك جسدك إشارات عن الغضب، وعندما تتمكن من تحديد هذه الإشارات، يمكنك اتخاذ الخطوات اللازمة لمنع غضبك من الخروج عن السيطرة والسيطرة عليه، وتشمل هذه الإشارات المبكرة للغضب ما يلي:
- تسريع معدل ضربات القلب
- اضطراب في المعدة
- الشعور بالتوتر
- سرعة التنفس
- احمرار في الوجه
- شد في الكتفين
- الضغط على الفك واليدين
- زيادة التعرق
أفكار بسيطة لإدارة الغضب
- الفكرة الأولى تحديد غضبك
إن ملاحظة العلامات المبكرة للغضب والتحكم به هما الخطوة الأولى، بالإضافة إلى معرفة ما الذي يثير غضبك ومحاولة إصلاحه أو تجنبه والبعد عنه.
- الفكرة الثانية حاول أن تهدأ
بعد ملاحظة العلامات المبكرة للغضب، يمكنك استخدام مهارات إدارة الغضب لتهدئة نفسك والقيام ببعض الأشياء، خاصة إذا لم تتمكن من الابتعاد عن طفلك
حاول إبطاء التنفس للوصول الى الدرجة الطبيعية ثم خذ شهيقًا لمدة ثانيتين ثم أخرج الزفير لمدة أربع ثوان افعل ذلك عدة مرات حتى يتباطأ معدل ضربات قلبك وإذا كان ضرورياً بإمكانك قضاء بعض الوقت بعيدًا عن طفلك حتى تهدأ ويزول غضبك ثم افعل شيئًا يهدئك مثل الاستماع إلى بعض الموسيقى أو التصفح في مجلة أو مجرد النظر من النافذة أو ممارسة بعض الرياضات أو اذهب للخارج للجري أو المشي أو أخذ حمامًا دافئًا أو التحدث إلى صديق عن شعورك ولكن يجب التأكد من أن طفلك في مكان آمن قبل قضاء بعض الوقت قد تتمكن من مطالبة شخص ما بمراقبة طفلك أثناء ذهابك إلى مكان هادئ لبضع دقائق.
هناك عدة العلامات تي تدل على أنك تهدأ مثل تباطئ معدل ضربات القلب واسترخاء عضلاتك ويجب الأنتباه في حال إذا كان صوت طفلك مرتفعًا جدًا فحاول سد أذنيك أو وضع سماعات إلغاء الضوضاء للحظة ثم خذ أنفاسًا عميقة وبطيئة، وهناك خطوات يجب أن تفعلها اثناء وجود بعض المشاكل مع طفلك وهي
- تحدث بلطف واستمع جيدًا، وتكلم بوضوح وتتأكد من فهم الطفل لما تقوله، وتذكر أن تستمع بعناية لما يحاول أن يقوله لك.
- كُن منطقيًا، فمن المحتمل والطبيعي أن يحاول الأطفال وخاصة الأطفال الصغار إثارة غضبك. لذلك، عليك أن تدرك أن الطفل لن يأتي إليك.
- يجب تجنب التعميم وعدم قول أمور مثل `أنت لا تنظف غرفتك أبدًا` أو `دائمًا تترك فوضى`، وبدلاً من ذلك ينبغي تقدير الأشياء التي يفعلها الطفل بشكل جيد أوصحيح
- حاول استخدام كلمة `أنا` بدلاً من `أنت`، حيث سيساعد ذلك في جعل الأمور أقل عدائية. على سبيل المثال، قل `أشعر بالإحباط عندما أقوم بهذا لأن…` بدلاً من `أنت تجعلني مجنونًا`.
- يجب عدم التفاعل دفاعًا إذا انتقدك طفلك، وينبغي محاولة فهم ما يزعجه بالفعل، وذلك من خلال طرح الأسئلة بلطف وبهدوء لمحاولة حل المشكلة بدلاً من الدخول في معارك أو الانتقام.
- استخدم الفكاهة وابتسم، وكن مرحًا مع طفلك وقم ببعض المصارعة الوهمية، ولكن لا تشارك في المضايقات العدائية ولا تفرط في النكات على حساب طفلك.
- عندما يواجه طفلك مشكلة وهو متعب أو متوتر بسبب يوم طويل في العمل، ينبغي لك أن تأخذ قسطًا من الراحة أولاً. حرمان النفس من الراحة قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة، لذا يجب منح النفس 10 إلى 15 دقيقة للاسترخاء والهدوء والقيام بشيء يستمتع به، ثم يمكنك معالجة المشكلة بشكل أفضل وأكثر فاعلية.
- الفكرة الثالثة فكر في الموقف
في حال هدأت، قد يكون من الجيد التفكير فيما حدث عندما كنت غاضبًا، حتى تتمكن من الاستفادة من التجربة والتعامل بشكل أفضل مع المواقف المماثلة في المستقبل. وترجع أهم أسباب انفعالات الغضب عند الأطفال إلى:
- وجود الغيرة من الزملاء والإخوة.
- الفشل في الدراسة.
- التربية القاسية بشكل مفرط من الوالدين.
- التدليل المفرط الذي يجعل الطفل يحقق جميع رغباته دون رفض من الوالدين.
- تمثيل الطفل لوالده عندما يكون غاضبًا ومتحمسًا.
- إصابة الطفل بعاهة من العاهات الجسدية.
أهمية إدارة الغضب
ليس من الجيد أظهار الغضب من شخص تحبه خاصةً الطفل الغضب هو شعور طبيعي وصحي ولكن تظهر الأبحاث العلمية أن الغضب المتكرر غير المنضبط او المتحكم مرتبط بأمراض القلب واضطرابات الجهاز الهضمي ومشاكل النوم ومشاكل صحية أخرى كما أنها مرتبطة بالعنف الأسري والعدوان ويمكن أن تساعدك إدارة الغضب في التعامل مع طفلك أو حفيدك بطريقة لطيفة وبناءة كما أنه يمثل مثالًا جيدًا لكيفية التعامل مع المواقف الصعبة وحل النزاعات والمشاكل الاسرية