السن المناسب لتعويد الأطفال على الصيام بدون خطورة
السن الشرعي للصيام
السن الشرعي للصيام هو سن البلوغ، ففي السنة النبوية وتعاليم الدين الإسلامي، يفرض الصيام على البالغين، ولذلك، فإن فكرة تدريب الأطفال على الصيام منذ سن السابعة وفرضه منذ العاشرة هي من المفاهيم الخاطئة من الناحية الصحية والشرعية، وتم ذكر الكثير من المعلومات حول أضرار الصيام على الأطفال قبل سن ال١٢.
تدريب الطفل على الصيام يجب أن يتم تدريجيًا
قبل تدريب الأطفال على الصيام، يجب أن يتم تأهيلهم نفسيا لمعنى الصيام في الإسلام، حيث تستمر فترة التدريب لمدة ثلاث أو أربع أعوام، وقد تبدأ مرحلة التدريب على الصيام من سن السادسة أو السابعة، ولا يجب فرض الصيام على الطفل بالقوة، وإذا كان جائعا أو عطشانا يجب إعطاؤه ما يحتاج إليه.
ومع ذلك يجب أمر الطفل بالصيام حتى يعتاد عليه، كما أن الصيام سوف يكتب له من الأعمال الصالحة، ولكن يجب أيضاً أن لا تكون فترة الصيام طويلة، فمثلاً قد يصوم من أذان الظهر حتى العصر، ويجب على الوالدين الإنتباه إلى أن الصيام في فصل الصيف يكون أكثر صعوبة من الشتاء، ويجب مراعاة ذلك حتى لا يصبح الفل نافرا من الصيام.
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ينصح برفع القلم عن ثلاثة أشخاص: المجنون حتى يعود إلى وعيه، والنائم حتى يستيقظ، والصبي حتى ينتهي من الحلم الليلي. وقد رواه أبو داود في كتابه، وصححه الألباني في صحيح أبي داود. يختلف سن تعليم الصيام للطفل حسب قدراته ونيته، وقد تقدر هذه الفترة بعد التاسعة من العمر.
قال الخرقي: ” وإذا كان الغلام عشر سنين ، وأطاق الصيام أُخِذَ به “، وقال ابن قدامة: أنه يُلزم الصيام ، يؤمر به، ويضرب على تركه، ليتمرن عليه ويتعوده كما يُلزم بالصلاة ويؤمر بها وممن ذهب إلى أنه يؤمر بالصيام إذا أطاقه، وقال الأوزاعي: إذا أطاق صوم ثلاثة أيام تباعا لا يخور فيهن ولا يضعف حُمِّلَ صومَ شهر رمضان ، وقال إسحاق : إذا بلغ ثنتي عشرة أحب أن يكلف الصوم للعادة .
متى يصوم الطفل
يمكن تعويد الطفل على الصيام في سن العاشرة، وذلك لأن الصوم يرتبط بالصلاة، حيث أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بتعويد الطفل على الصلاة في سن العاشرة، ولكن يجب أخذ قدرة الطفل وطاقته في الاعتبار، حيث يجب الانتباه إلى أن الصيام أشق من الصلاة.
كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يوصون بأن يصلي أبناؤهم في العاشرة أو حسب طاقتهم، وإذا بكى الطفل من جوعه يعطونه بعض الألعاب ليلهو بها، ولكنهم لم يجبروا أبناءهم على الصلاة، خصوصاً في حالة المرض أو ضعف الجسم.
قال الشيخ ابن عثيمين :الصغير لا يلزمه الصيام حتى يبلغ سن الرشد، لكن يجب تعوده عليه وتمرينه إذا كان قادراً على ذلك، حتى يسهل عليه الصيام بعد بلوغه، وكان الصحابة رضي الله عنهم يصومون أولادهم وهم صغار لتعويدهم عليه. انتهى. “مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين” (19 / 28، 29)
وسئل الشيخ رحمه الله عليه: رغم أن الصيام يضره لصغر سنه واعتلال صحته، يصر طفلي الصغير على صيام رمضان. هل يجب أن أستخدم القسوة معه ليفطر؟ فأجاب: `إذا كان صغيرا ولم يبلغ، فإنه لا يلزمه الصوم. ولكن إذا كان يستطيع الصوم بدون مشقة، فإنه يؤمر به. وكان الصحابة رضي الله عنهم يصومون أولادهم حتى إن الصغير منهم يبكي، فيعطونه اللعب ليتلهى بها. ولكن إذا تبين أن هذا يضره، فيمنع منه. وإذا كان الله سبحانه وتعالى منعنا من إعطاء الصغار أموالهم خوفا من الفساد، فإن خوف إضرار الأبدان يجب أن نمنعهم منه. ولكن المنع يكون بدون استخدام القسوة، فإنها غير ملائمة في تربية الأولاد.
نصائح لتعلم طفلك الصيام
- يمكن تشجيع الأطفال على الصيام عن طريق منحهم الهدايا على صيامهم يوميًا أو بما يتوافق مع قدراتهم، كما يمكن للوالدين تحفيز روح المنافسة بين الطفل وأقرانه من نفس العمر
- يمكن أيضًا تشجيع الطفل على الصيام عن طريق الذهاب إلى المسجد معوالده، خاصةً إذا كان الأب يأخذه إلى مساجد مختلفة كل يوم
- تشجيع الطفل عن طريق تذكيته ومدحه والثناء عليه أو حتى شراء له الأشياء التي يحبها، يحفزه على الصيام والصلاة بشكل مستمر، ويجعله يشعر بأنه شخص مسؤول ولكن هناك بعض الأمهات والآباء الذين يقصرون تجاه أبنائهم، ولا يشجعونهم على العبادة بل يمنعونهم من القيام بهذه العبادات ظنا منهم أن ذلك أحد طرق العطف والشفقة على الطفل أن لا يصوم أو لا يصلي في سن صغيرة، وذلك بالطبع أمر خاطئ. قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله: “أوجب الله الصيام أداء على كل مسلم مكلف قادر مقيم، أما الصغير الذي لم يبلغ فإن الصيام لا يجب عليه بناء على قول النبي صلى الله عليه وسلم: (رفع القلم عن ثلاثة: وذكر الصبي حتى يبلغ) ولكن يجب على وليه أن يأمره بالصيام عندما يصل إلى سن يستطيع فيه الصيام، لأن ذلك جزء من تأديبه وتمرينه على أركان الإسلام. نرى بعض الناس ربما يتركون أولادهم فلا يأمرونهم بالصلاة والصيام، وهذا خطأ فإنهم مسؤولون عن ذلك أمام الله تبارك وتعالى، وهم يزعمون أنهم لا يصومون أولادهم تحسبا لهم ورحمة بهم، والحقيقة أن الحنون والرحيم بأولاده هو من يمتهنهم بخصال الخير ويشجعهم على فعل البر، وليس من يترك تأديبهم وتربيتهم بدون فائدة.
- يستطيع الأطفال قضاء وقت الصيام في حفظ القرآن وقراءته، وفي قراءة الكتب العلمية التي تناسب عمرهم، أو مشاهدة والاستماع إلى المواد التي تحتوي على فائدة لهم.
كيف أشرح الصيام لطفلي
يمكن للأم أو المربية استخدام أسلوب السرد القصصي في شرح الصيام للطفل، لأن هذا الأسلوب يساعده على فهم الصيام وأحكامه وفوائده بسهولة وبالطريقة التي يفضلها. على سبيل المثال، يمكنها أن تحكي قصة عن طفل لا يعرف الكثير عن الصيام، ولكنه يعلم من والدته أنه يكون صائما إذا توقف عن تناول الطعام أو الشراب لمدة تتراوح بين ثماني إلى اثنتي عشر ساعة. ولذلك، يصوم عندما ينام في الليل ويفطر في الصباح. ثم طلبت منه أن يفعل العكس، أي أن يصوم خلال ساعات النهار، ثم يفطر بعد المغرب.
كيف يفهم طفلي الصيام روحيًا
يمكن أن يخبر الطفل بأن الإنسان لا يتناول الطعام والشراب طوال اليوم بسبب خلقة الله تعالى، حيث لا يتسع جسده للاستهلاك الغذائي على مدار النهار والليل. كما يمكن أن يعتبر الصيام وسيلة للتقرب إلى الله تعالى، حيث أن معرفة الصيام هي علم يخص الله فقط. قال تعالى: `الصيام عندي له جائزة خاصة` (إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به). وقد أمر الله قائلا: `يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون`. يعتبر الصائم شخصا مؤمنا بالله تعالى وقد خصه الله بالنداء. بالإضافة إلى الفوائد الروحية للصيام، يحتوي الصيام على العديد من القصص التي يمكن للطفل الاستفادة منها، مثل قصة غاندي.
ما هو السن المناسب لصيام الأطفال
ليس هناك سن مناسب لبدء تدريب الطفل على الصوم، ولكن يتوقف ذلك على مجموعة من العوامل مثل:
- يتمتع الطفل بقدرة جسدية وجسمانية على تحمل العطش والجوع خلال فترة الصيام.
- تتضمن طريقة تدريب الوالدين لطفلهم على الصيام حتى يتمكن من تحمله بدنيًا، وتعريف الطفل بفوائد الصيام الدينية والروحية
- يختلف العمر الذي يمكن فيه للطفل أن يدرك أن المحيطين به لا يتناولون الطعام والشراب لفترة معينة، ويبدأ في السؤال والتعرف على ذلك، وينبغي للوالدين تشجيع الطفل في هذا الوقت على الصوم حتى ساعتين خلال اليوم.