اضرار الصيام على الاطفال قبل سن الـ ١٢ وخطورته
كيف أشرح الصيام لطفلي
الصيام هو أحد أوامر الله سبحانه وتعالى والتي فرضها علينا بقوله في كتابه الكريم { إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا } ( الأحزاب : 35).
لذلك يجب على أولياء الأمور أن يقوموا بتمهيد الصيام للأطفال قبل السن الذي يأتي على الطفل ويجد أنه أمام فرض الصوم، من أفضل الوسائل التي تُعلم طفلك الصيام بشكل مميز هو بداية التعرف على الله سبحانه وتعالى ومن ثم تعريف الطفل بشكل مُبسط بالأوامر التي أمرنا بها الله سبحانه وتعالى.
إذا كان طفلك في عمر ما بين 6 سنوات إلى 13 عام يمكنك أن تستخدم أفلام الكرتون التي تساعد الطفل في تقبل المعلومات الدينية بشكل سهل يستوعبه عقله، كما يُفضل أن تقوم الأم أو الأب في الأيام العادية أن يقوموا بالصيام مع الطفل لمدة 3 ساعات أو ساعتين حتى يعتاد الطفل بشكل مبدئي على الصيام.
وسائل تعويد الطفل على الصيام
سوف نستعرض بعض الطرق العملية لتعليم الطفل عن الصيام والسبب وراءه، حيث يعتبر الحرمان النفسي من الطعام أحد أصعب الأمور التي يواجهها الكبار، ولذلك يجب على الأهل أن يقوموا بتهيئة الأطفال للصيام.
عندما نتحدث عن الطفل والصيام يجب أن نفكر في الصوم الجزئي، فهو واحد من أفضل الطرق التي تساعد الأطفال في التعود على الصيام رويدًا رويدًا، من الأمور التي تساعدنا أيضًا في هذا الأمر هو أن نقوم بحرمان الأطفال بشكل تمهيدي من الأشياء التي يحبونها، فمثلًا نؤكد على الأطفال تناول الجزر بدلًا من تناول المشروبات الغازية.
الامتناع عن تناول الحلويات هو واحد من الطرق الأساسية التي تساعدنا، وتساعد الأطفال أيضًا، على التكيف مع فكرة الصيام، حيث تساعد هذه الطريقة على الحد من شهوة الطفل تجاه الطعام، وتعزز قدراته في التحكم في نفسه في مختلف المجالات، وليس فقط فيما يتعلق بالأكل.
وسيلة تعلم فعالة للأطفال هي تعليمهم عن طريق الرؤية الوالدين، ويجب على الأم أو الأب الصيام في أيام أخرى غير رمضان لتعويد الطفل على سماع كلمة الصيام، وعندما يسأل الطفل عن الصيام يجب اختيار معلومات سهلة حتى يمكن لعقل الطفل استيعابها.
واحدة من الطرق الأخرى التي تساعد أيضا في تحفيز الطفل على الصيام هي طرح الأسئلة للطفل عن الأطعمة التي يحبها حتى يتناولها عند الإفطار. هذه الطريقة تعتبر واحدة من السبل التي تساعد الطفل على تحمل مشقة الصيام في المرات الأولى. إذا كان للطفل إخوة، يجب أيضا أن يشاركوا في هذا الأمر، بغض النظر عن عدد ساعات الصيام التي يختارونها. يهدف ذلك لجعل الطفل يشعر أنه ليس مجبرا على الصيام وإنما يشارك فيه مع أفراد أسرته.
متى يجب الصيام على الطفل
الصوم هو أحد أركان الإسلام الخمسة التي وضعها الله سبحانه وتعالى للمسلمين، وليس من المطلوب على الأطفال الصيام حتى يبلغوا سن البلوغ في الإسلام، وهي العاشرة والرابعة عشر للفتيات، والثانية عشرة والسادسة عشر للأولاد، ولكن ينبغي على الآباء تعريف الأطفال بأحكام الصيام.
يفضل تعريف الفتيات على الصيام في السن المناسبة لتعويدهم على الصيام، وهي الثامنة من العمر، والتجربة بدءا من التاسعة من العمر، كما يفضل أيضا توضيح الصيام للأولاد في الثامنة من العمر وتجربتهم عند العاشرة من العمر، ويتوفر العديد من الطرق التي تساعد على بناء علاقة جيدة بين الطفل والله سبحانه وتعالى.
من إحدى أفضل الطرق أن نتجاهل أن نقول للطفل أن الله سبحانه وتعالى يراك حتى يشعر أنه مُراقب، ولكن من الممكن أن نستبدل تلك الجملة ” الله سبحانه وتعالى يحبك ويشاهدك فهو يريد أن يحفظك لذلك يراك طوال الوقت ” تعتبر تلك الكلمات هي واحدة من أفضل الكلمات التي تجعل العلاقة بين الطفل وبين ربه علاقة يسودها الأمان.
أهمية تدريب الأطفال على الصيام
تعد تدريب الأطفال على الصيام من الأمور التي تحفزهم على الصيام، ويمكن للأطفال التعود على الصيام في سن مبكرة إذا تم تدريبهم على الصيام قبل فرضه عليهم. ويعد التدرج من الأمور المهمة التي يحث عليها الإسلام بشكل عام.
لا يتعلق الأمر بالصيام فقط، بل يجب تدريج الأطفال في جميع العبادات قبل فرضها حتى لا يشعروا بالنفور منها ولا يبتعدوا عن عبادة الله سبحانه وتعالى، والتدريج بشكل عام عن طريق التدريب هو واحد من الأسباب الرئيسية التي تساعد الأطفال على حب الصيام والعبادات بشكل عام.
ينبغي على الآباء أن لا يعتمدوا فقط على التدريب، بل يجب أيضا أن يوجد وسائل مكافأة للأطفال لتشجيعهم على الصيام مرة أخرى. في سن مبكرة، لا يستطيع الطفل فهم الدافع الحقيقي وراء الصيام والصلاة، وبالتالي يجب التواصل معه بلغة يفهمها، وذلك من خلال منحه مكافأة بالأشياء التي يحبها مع الإشارة إلى أن الله سبحانه وتعالى سيكافئه أيضا ولكن بطريقة مختلفة.
مخاطر الصيام على الأطفال
من بين مخاطر الصيام على الأطفال، يمكن أن يؤثر على مرض السكري بسبب التغيرات التي تحدث في الدم، خاصةً لدى الأطفال. كما يمكن أن يؤدي الامتناع عن الطعام طوال النهار للأطفال، خاصةً إذا كانوا يستيقظون باكرًا، إلى فقدان الجسم للعديد من المصادر الهامة مثل الحديد.
قد يؤدي تناول وجبات دسمة في الإفطار إلى استهلاك سعرات حرارية كبيرة للطفل، وقد لا تكون الوجبات القليلة كافية لتلبية حاجات الجسم الأساسية مثل الكربوهيدرات والدهون، وبالتالي يمكن أن تحدث بعض المضاعفات الصحية للأطفال.
من إحدى المضاعفات التي قد تصيب الطفل أثناء الصيام هي شحوب الوجه والشعور بالدوخة، من الممكن أيضًا أن يؤدي الامتناع عن الأكل للأطفال الذين يعانون من مرض السكر إلى حدوث خطورة كبيرة على حياته فمن الممكن أن يؤدي الصيام إلى انخفاض أو ارتفاع في مستوى السكر لديه في الدم ومن ثم يصاب بغيبوبة سكر.
من بين الأعراض الجانبية للصيام، يمكن أن يشعر الصائم بصداع حاد أو ألم في البطن. لذلك، ليس مستحسنا أن يصوم الأطفال طوال اليوم. يمكن للطفل أن يصوم لمدة من ساعتين إلى أربع ساعات وفقا لعمره. ومع ذلك، الصيام طوال اليوم يعتبر أحد الأمور الأكثر خطورة التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بفقر الدم لدى الأطفال، وبالإضافة إلى ذلك، لم يفرض الله سبحانه وتعالى الصيام عليهم في تلك الفترة.
إذا كنتِ ترغبين في تدريب طفلك على الصيام، فيجب أن يكون عمره في السابعة أو الثامنة ولا يقل عن ذلك، ويمكن له أن يصوم لفترات قصيرة، وعندما يشعر بالجوع الشديد، يجب عليكِ تحضير وجبة غنية بالفيتامينات والعناصر الغذائية الضرورية لتحسين صحته ونموه.