هل الوهم من ” الشيطان ؟ “
الوهم من الشيطان
يتساءل العديد من الأشخاص عن معنى الوهم، فهو يشير إلى الأفكار المغلوطة التي تتضمن سماع أو رؤية أشياء قد تكون موجودة، لكنها تشوه وترى أو تسمع بشكل مختلف، مثل رؤية أوراق الأشجار عند الأطفال على أنها أشباح. إنها ضمن الأوهام الشائعة وغيرها، وهذا الأمر يجعل الكثير من الناس يتساءلون عما إذا كان الشيطان هو السبب وراء هذه الأوهام.
تختلف درجة وتزايد الأوهام التي تعاني منها الأفراد، حيث لا يوجد درجة واحدة وقد تكون في بعض الأحيان في درجات متأخرة ومتزايدة، وقد يكون الأمر طبيعيًا في بعض الأحيان، وبناءً عليه فإنها تختلف سواء كانت مرضية أم غير مرضية، وتختلف أيضًا فيما يتعلق بالأثر الذي ينتج عنها على الفرد والمصدر.
بالنسبة إلى الوهم الذي يراه الإنسان ويعتقد فيه وجود المحرمات أو يستمع إليها أو يقوم بارتكابها، فإن هذا النوع من الأفكار الملتبسة ينشأ من النفس، حيث إن النفس دائما تميل إلى الشر، وقد ذكر هذا في كتاب الله تعالى في سورة ق: ((ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ۖ ونحن أقرب إليه من حبل الوريد))، أو بسبب تأثير الشيطان على الإنسان، وهم الأشخاص السيئين الذين يحيطون بنا، وقد ذكر هذا في قوله تعالى في سورة الناس: ((قل أعوذ برب الناس، ملك الناس، إله الناس، من شر الوسواس الخناس، الذي يوسوس في صدور الناس، من الجنة والناس))، وبسبب تأثير الشيطان من الجن، وقد ذكر هذا في قوله تعالى في سورة طه: ((فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك علىٰ شجرة الخلد وملك لا يبلىٰ))، وبشكل عام، تكون هذه الأفكار سببا للانخراط في المحرمات من خلال الوهم، وهذا يعني أن الوهم والأفكار الملتبسة تنشأ من الجن والبشر.
الوهم والوساوس في الوضوء
يعاني الكثير من الأشخاص من الوهم أثناء الوضوء، حيث لا يتذكرون كيف توضأوا أو قد يخطئون في الوضوء. هذا يجعلهم غير قادرين على تحديد عدد المرات التي توضأوا وصلوا. وهذا يكون بسبب تدخل الشيطان الرجيم، ومن الأفضل للشخص أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ومكره. إذا أستجاب الشخص لتلك الوساوس، فإن الشيطان سيسيطر عليه، وسيتحول الأمر من مجرد وهم أو وساوس إلى مرض يؤثر على الإنسان ويصعب التخلص منه.
وهم الموت
إن الموت هو الحقيقية التي سوف يواجهها جميع من على وجه الأرض، ولكن في بعض الأحيان فإن الأمر يتحول إلى مشكلة مرضية، وذلك يحدث من خلال كثرة التفكير في الموت والوهم بالموت وعدم القدرة على ممارسة الحياة والقيام بالأنشطة المختلفة، في هذه الحياة يجب على المرء أن يدرك أن الوهم حقيقة سوف يواجهها الجميع، وأن الخوف من الموت بالشكل الذي يعيق الحياة لا يعتبر سبب في الابتعاد عن الموت، حيث أن الموت والآجال بيد الله تبارك وتعالى.
يجب على المرء الذي يفكر بهذه الطريقة أن يحرص على إغلاق هذا الباب تمامًا، وذلك من خلال تجاهل هذه الأفكار وعدم التفكير بها تمامًا، حيث أن كثرة نقاش هذه الأمور تستحوز على المرء بالكامل، وكثرة الأوهام والوساوس التي تكون في هذا السياق يتم علاجها بالعديد من الطرق المختلفة من ضمن ما يلي:
ماهو علاج الوهم
إن هذا العلاج يكون من خلال التوكل على الله تبارك وتعالى وعدم الخوف من الوساوس، والتقرب إلى الله تبارك وتعالى بالعبادات مثل كثرة الاستغفار والصلاة على رسول الله صلوات الله وسلامة عليه مع المواظبة على قراءة اذكار الصباح والمساء، هذا بجانب المواظبة على الصلاة في وقتها، إضافة إلى قراءة الورد القرآني كل يوم، إضافة إلى بر الوالدين ومحاولة مساعدة الآخرين، إن جميع هذه الأمور تزرع في قلب المسلم السكينة والهدوء والراحة وتكون وسيلة للتخلص من وهم الموت بإذن الله.
- علاج نفسي سلوكي
يتمثل هذا النوع من العلاج في تجاهل الأوهام والوساوس التي تؤثر على الفرد وإهمالها، بغية التخلص منها، ويحتاج هذا الأسلوب إلى بعض الوقت للتأكد من التخلص تماماً من هذه الأفكار وعدم الخوف منها بشكل زائد الذي يؤثر على حياة الفرد بشكل عام.
- علاج اجتماعي
يتمثل هذا العلاج في أن يتم إدارة الوقت بالطريقة الصحيحة، هذا بجانب الاجتهاد في الدراسة بشكل واضح، ولا يقتصر الأمر على هذا فقط بل أنه لابد من القيام ببعض التمارين التي تعتبر وسيلة للتخلص من التوتر والحصول على قدر من الاسترخاء والهدوء وبالتالي يتم التخلص من الأفكار السلبية.
- علاج بالدواء
ما جعل الله داء إلا وجعل له دواء؛ لهذا السبب فإن الأدوية تعتبر ضمن وسائل العلاج ، ويمكن أن يتم الذهاب إلى طبيب متخصص لضمان العلاج الفعال بجانب تطبيق مختلف طرق العلاج السابقة، حيث أن الوهم والوساوس يمكن أن تسبب مشاكل لا حصر لها على حياة الفرد وعلاجها يعتبر من الأمور الضرورية.
الوهم والوساوس سلاح الشيطان
إن الوهم هو رؤية وسماع أشياء غير صحيحة، وبالنسبة إلى الوساوس فإنها الشيء الذي يلقيه الشيطان في قلب الإنسان، ولقد سمى الله تبارك وتعالى شياطين الإنس والجن وساوي، ولقد جاء ذلك في كتاب الله تبارك وتعالى في سورة الناس: (( مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ – الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاس))، ويمكن أن تكون الوساوس ناتجة عن نفس الإنسان وفي هذه الحالة تكون أوهام، ولقد جاء في ذلك في كتاب الله تبارك وتعالى: (( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُه ))، إن الوساوس لا يوجد لها أسس ولا أسباب واضحة تؤدي إلى إصابة الإنسان بها وكذلك الأوهام، ولكن في هذه الحالة يكون لابد من أن يتم علاج الوساوس والتعامل معها بالطريقة الصحيحة وبالطرق التي قمنا بطرحها لضمان عيش حياة مستقرة.
اسباب مرض الوهم
غالبًا ما يتحول الوهم إلى مرض، وهناك العديد من الأسباب المختلفة التي تؤدي إلى الإصابة به، وتشمل تلك الأسباب ما يلي:
- تترجم الانتباه المتزايد لصحة الأطفال وخصوصًا صحة أشقائهم من قبل الوالدين إلى القلق الشديد على حياتهم، وينتج هذا الأمر من التربية والملاحظة.
- الحساسية تجاه الأمراض تحدث عندما يستمع أي شخص إلى أعراض مرض يعاني منه شخص آخر، فيتوهم إصابته بهذا المرض ويعتقد أن لديه جميع الأعراض التي يتم التحدث عنها.
- الإحساس بالفشل في الحياة، سواء في العمل أو الدراسة أو الحياة الأسرية، دون الحصول على الدعم اللازم من الأشخاص المحيطين به، يؤدي إلى الشعور المستمر بعدم الثقة والوصول إلى الأوهام.
- تتم مراقبة الجسم بشكل دقيق، وإذا حدث أي تغيير في الجسم يتم تفسيره على الفور بشكل سلبي.
- يمكن أن تنشأ المشكلة بسبب الحرمان وفقدان العاطفة، وتزداد هذه الأوهام في مرحلة الشيخوخة، حيث يحتاج الشخص في هذه المرحلة إلى الرعاية بشكل كبير.
- يشير القلق النفسي الشديد إلى الصراعات والعقبات التي يواجهها الفرد، والتي تتحول من أشياء غير ملموسة إلى أشياء ملموسة، والتي يجب عليه التغلب عليها.
يبدو أن الشخص يُعاني من الأوهام، وذلك يظهر من خلال كثرة شكواه من أي مشاكل جسدية يمكن أن تصيبه، بالإضافة إلى عدم ثقته بالنفس وخوفه المتكرر من العلاقات الاجتماعية، وكذلك زيارته المتكررة للأطباء، وإذا تحول الوهم إلى مرض فإنه يجب زيارة طبيب متخصص للتعامل معه.