ادبكتب

ملخص كتاب ” أبي الذي أكره ” واقتباساته الهامة

ملخص كتاب أبي الذي أكره

عند قراءة عنوان الكتاب `أبي الذي أكره`، يتوقع القارئ أنه سيتناول دراسة عن العلاقة بين الأب والابن أو الابنة مع تحليل بعض حالات الاضطراب، وتقديم أمثلة من الأدب تتعلق بالأبوة. أو قد يتصور القارئ أنه سيجد نماذج وتجارب حياتية متعددة، ولكنه سيرى سردا لاضطرابات يعاني منها الطفل الذي ينشأ في بيئة عائلية غير صحية. وهذا الكتاب يعتبر أحد أهم مؤلفات عماد رشاد عثمان

الكتاب مقسم إلى 6 أجزاء كما يأتي:

  • السجن

يستعرض الكاتب في هذا الجزء تسع قصصٍ مختلفة لأشخاصٍ كانوا أطفالًا يومًا ما، وتعرضوا للاحتجاز داخل زنازين الأسرة والعائلة، سواء كانت هذه المشكلات ناتجة عن الآباء أنفسهم أو بسبب طريقة تعامل الآباء مع ما يعانونه الأبناء وما يسببه لهم من ضررٍ نفسيٍ.

  • التكوين

يتناول هذا الفصل الإساءات وما قد تؤدي إليه، وأنواع الإساءة التي قد يقع الطفل ضحيةً لها دون أن يشعر الأباء أن هذا قد يُشكل عبئ نفسي على الطفل، وذلك عن طريق تناول الكاتب أشكال الإساءة النفسية والروحية والجنسية، وأيضًا عن طريق تناول المشاعر التي قد يعاني منها الطفل والتي قد يظن البعض أنها أمر طبيعي لكنها تترك في الطفل أثرًا كبيرًا مثل جرح الهجر، والاستياء الدفين، وشعور الصدمة وعدم الأمان والخزي، وأثار جميع هذه المشاعر والصدمات التي قد لا تظهر أمامنا على الطفل في بعض الأحيان، ويصف الكاتب الآباء الغاضبين بأنهم ليسوا سوى أطفال غاضبين يتنمرون على الأطفال الأصغر سنًا الذين صودف أنهم أبنائهم.

  • الإساءة وتكوين قالب العلاقات

قد يكون تأثير المشاكل السابقة التي تسببت فيها إهانتك أمام عائلتك غير واضح، ولكن في الواقع، هذه المشاكل تساهم في تشكيل شخصيتك التي ستدخل بها علاقة جديدة كوالد، حيث ستصبح شخصا يعاني ويسبب العذاب للآخرين أيضا. الكاتب يتطرق هنا إلى أنواع الصدمات الناجمة عن العلاقة مع الأسرة، مثل جروح الغياب والإهمال، وجروح الإيذاء والإساءة، ويتحدث عن نتائج هذه الصدمات وتأثيرها على العلاقات فيما بعد.

  • مراحل التعافي من الإساءات

يتعافى الشجعان والشجاعة ليست في عدم الخوف، بل في اتخاذ القرار والتصرف بالرغم من الخوف. يستعرض الكاتب هنا خطوات الإقدام على أمر مخيف والتردد في ذكره، ولكن يقوم بها على الرغم من ذلك. سيشعر بالرفض والغضب والاصطدام واستعادة الذات والتغلب والمغفرة.

يتحدث الكاتب هنا بتفصيل عن كل مرحلة ويؤكد على أهمية عدم التسرع في هذه الخطوات. لا تتجاوز دون التسبب في غضب ولا تستعيد هويتك قبل أن تواجه الصدام. يجب أن تدرك أنه لا يمكن التعافي دون الاعتراف بالمشكلة كما ذكرنا سابقا. لذا، عليك أن تتحدث، والبوح يساعدنا في تحرير مشاعرنا المكبوتة. ويمنح البوح الفرصة للطفل المجروح داخلك لاستكمال نموه النفسي الذي توقف في ذلك المرحلة.

  • رسالة إلى الحبيسين في أنفسهم

يترك الكاتب في نهاية كتابه رسالة لكل شخص حبيس زنزاتة أي قصته ويقول له اترك قفصك وحلق بعيدًا و أهلًا بتعلم لغات جديدة للحب، لن يصبح الطير يومًا من الزواحف مهما طال سجنه، ويجب التذكير أنك تستحق الحب، هذا الطفل يحتاج من يطمئنه، فلا تبخل عليه، كل يوم يمر في طريق تعافيك قوة أنت لا تفتقر لها.

مقتطفات من كتاب أبي الذي أكره

كانت أصواتهم تصل من وراء أسوار السجن، وكل زنزانة لها ذوق خاص وتترك بصمة جريمة لكن في الحقيقة كانوا جميعا أبرياء، وسجنهم هو جريمة لم يرتكبوها، إلا أنهم تعلقوا بها وتحولت إلى قيود تمنعهم من تحقيق ذواتهم. لم يدركوا أن أبواب الزنازين مفتوحة وأنهم يمكنهم الهرب، فألفوا هذه الزنازين ولم يتوقعوا يوما أن يكون بإمكانهم الفرار وأن لكل منهم حياة خارج الزنزانة الضيقة

كيف وقد صنعت الزنازين من قبل أحبائهم؟ آباء وأمهات، أو أعمام وخالات، أو معلمون ومشايخ وقساوسة ورموز مجتمعية، قاموا بتجهيز الزنازين باسم الحب أو المصلحة، حتى قرر أحدهم يوما أن يجرئ ويدفع الباب قليلا لينفرج، ويدخل بصيصا من نور التعافي، ثم تجرأ أكثر وخرج إلى الممر هناك حيث زنازين الألم، ثم غامر أكثر وصاح في وجوه المحبوسين أن هناك نورا خارج الأقفاص، وأن الحياة خارج السجن ممكنة ومكفولة وليست محرمة عليهم كما يعتقدون، وحينها فتحت الأبواب ببطء، وخرج السجناء ليلتقوا هناك في الطريق إلى الطريق، في رحلة الهروب خارج السجن، السجن الناعم

في ذلك الممر، نقشوا الأشخاص الذين عانوا من التعافي حكاياتهم وكتبوا قصصهم على الجدران، وأعلنوا كيفية الهروب لكل من ألقته أقداره في يوم من الأيام في سجن مثل هذا، ومن بين هذه النقوش كان هذا الكتاب.

اقتباسات كتاب أبي الذي أكره

  • تَعتبر الشفافية المطلقة هي الإجابة الأولى على معضلة الخجل! حيث تعني إخراج ما لديك كما هو، حتى دون أن تطلب ذلك أحيانًا، وإبداء أفكارك وهواجسك وأحلامك، وخطاياك وبطولاتك، وشرورك وجمالك على السواء، دون أي خجل أو كتمان لأي شيء.
  • المجازفة في الظهور كما أنت في الواقع أو أن تكون في الداخل كما تبدو في الخارج، يعرضك للانتقاد والشفقة والحكم الخاطئ والنصح الاستعلائي.
    يتمثل التسامح في السماح للناس بأن يفكروا فيك ويتصوروك كيفما يرون، ولكن يجب الاكتفاء برؤيتك لنفسك وقيمتك الحقيقية.
  • الشجاعة لا تكمن في عدم الخوف، بل في اتخاذ القرار والقيام بالفعل رغم وجود الخوف، فعندما تقرر القيام بأمر ما ويهتز رجليك ويرتجف قلبك، فإنك تقوم بالفعل بالرغم من ذلك.
  • لو كان الأبوان قد قدما يوفرون الحب الصحي والقبول ويمتنعون عن إيذاء أطفالهم، لكان النتيجة أفضل بكثير وأكثر اتساقًا وراحة داخلية من محاولات الكتابة السلبية على لوح أبيض يعتقدان أنهم يمتلكونه، فالطفل هو ما يمتلكونه
  • الأب هو الذي ينادي على الذكرداخل ابنه ويمنحه الفرصة للنمو، ويعد وجود الأب والعلاقة الجيدة معه ضروريًا لتكوين الذكور الشباب، ومن خلال المحاكاة والتطابق مع الأب، يتمكن الشاب الناشئ من العثور على ملامح ذكوريته وتحديد دوره وتعريف ذاته.
  • لذا فالإساءة في حقيقتها هي نوع من الهجر؛ حيث تحمل البيئة الشعورية الحاضنة نفسها وترحل عنا، تتركنا الإساءة عراة شعوريًّا، لاجئين نفسيًّا، إن من تعرضوا للإساءة هم أهل الهجر النفسي، والمنفيون شعوريًّا، لا يمكنهم أن يشعروا بالوطن في أي بقعة، ليس لأنهم قد اغتربوا عنه، ولكن الوطن هو من رحل عنهم!
  • الإساءة تقوم بتجميد النمو في مراحله النفسية الأولى، وتحرم الناشئ من تكوين جعبة أدواته لمواجهة العالم، لذا يخرج شاعرًا بالتهديد، وهو تهديد أكثر من ذلك التهديد الذي شعر به يوم أن جاء للعالم وعلم أن عليه مواجهة الوجود، فقد آوى إلى بيئة تمنحه احتضانًا مؤقتًا لحين نمو أدواته، فلم يجد لديها سوى مزيد من التهديد والاغتراب.
  • لقد سرق أبي مني الله، حين بالغ في تنزيهه حين فصله عني طفلًا فلم أفهمه، وأفرط في تعداد وصاياه حتى عزله في بقعة لا يصل إليها أحد، وتوسع في التخويف منه حتى امتلأت المسالك نحوه بأشواك الذنب واللوم، فصرت أرى نفسي في عين الله دومًا كما كنت أرى نفسي في عين أبي؛ مقصرًا وغير جدير بمحبته ولا مستحق لقربه.
  • نحن نبحث في الضلالة والارتباك، نحاول تجريب طرق عديدة لإيجاد المعنى الذي فقدناه، ونتردد بين الأيديولوجيات والفلسفات، نحن نبحث في الكتب والأفكار على أمل العثور على المعنى المفقود، ولكن نبحث بشكل غير صحيح، إذ أن المعنى الذي فقدناه هو نفسي وليس عقلي، والبحث الفلسفي لا يزيدنا سوى ضلالا، لأن شغفنا بالمعنى هو شغف تكويني ونفسي وليس فكري، والعمل الحقيقي ليس بين صفحات الكتب وداخل الأيديولوجيات، ولكنه يأتي من داخل أنفسنا ومن خلال التعافي من آثار الأذى الذي تعرضنا له.

نبذة عن مؤلف كتاب أبي الذي أكره

عماد رشاد عثمان هو مؤلف كتاب أبي الذي أكره ، وهو كاتب مصرى شهير ولد في مدينة الأسكندرية عام 1986 ، ولقد التحق بكلية الطب وحصل على بكالوريوس الطب والجراحة عام 2010، ويعمل كباحث ملتحق بدرجة الماجستير في أمراض المخ والأعصاب والطب النفسي بجامعة الإسكندرية، كما يعمل الآن كطبيب نفسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى