الأنبياء الذين عاشوا عزاباً .. ولماذا لم يتزوجوا ؟ “
من هم الأنبياء الذين عاشوا عزاب
يبحث الكثير من الأشخاص عن العديد من المعلومات الدينية لتعزيز معرفتهم في الجوانب الدينية، مثل الأسئلة حول الأنبياء وأسمائهم وأعمارهم وشجرة الأنبياء والرسل، وأيضا عن أسماء الأنبياء ووظائفهم. وفي الآونة الأخيرة، يسأل البعض عن الأنبياء الذين لم يتزوجوا والأسباب وراء ذلك.
من بين الأنبياء الذين عاشوا عازبين دون زواج هما رسول الله عيسى عليه السلام ورسول الله يحيى عليه السلام.
أرسل الله سبحانه وتعالى سيدنا عيسى عليه السلام وسيدنا يحيى عليه السلام لدعوة بني آدم إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام، وليهديهم إلى طريق الحق والإيمان بالله.
رسول الله عيسى عليه السلام
يعرف أن سيدنا عيسى عليه السلام هو ابن مريم العذراء وأن ولادته كانت معجزة إلهية حيث ولد بدون أب ليكون آية وعبرة للناس، وتُطلق عليه أيضًا أسماء يوشع واليسوع.
هو نبيٌّ من أنبياء الله سبحانه وتعالى، الذي أرسله إلى بني إسرائيل لدعوتهم إلى عبادة الله عز وجل وحده، وإرشادهم إلى الحق، وأنزل الله سبحانه وتعالى الإنجيل على النبي عيسى. وعاش سيدنا عيسى عليه السلام حياته أعزبًا، ثم انتقل إلى السماء ولم يمت.
رسول الله يحيى عليه السلام
هو سيدنا يحيى عليه السلام، ابن نبي الله زكريا عليه السلام، وكان سيدنا يحيى ووالده سيدنا زكريا من أنبياء الله الذي بعثهم الله سبحانه وتعالى للناس لدعوتهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له وهدايتهم إلى الصراط المستقيم.
كانت زوجة سيدنا زكريا عاقرًا لا تنجب، ولكن كان سيدنا زكريا متكثرًا في الدعاء والاناجي لله حتى رزقه الله بسيدنا يحيى عليه السلام، على الرغم من كبر سن والدته. وعاش سيدنا يحيى عليه السلام حياته بلا زواج وامتنع عن النساء، وتوفي الله عليه وهو يجاهد.
لماذا لم يتزوج نبي الله عيسى
لم يتم تأكيد أو نفي زواج سيدنا عيسى عليه السلام، ولكن من الواضح أنه لم يتزوج. ابن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير يقول: `قد يكون ترك المسيح الزواج بسبب سبب آخر توجهه الله له، وليس ترك الزواج أمرا شائعا بين الأنبياء، فكان لدى جميع الأنبياء أزواج، وذكر الله سبحانه وتعالى في القرآن `ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية`. وقد ذكر بعض العلماء أن سيدنا عيسى عليه السلام سيتزوج في الزمان الأخير بعد نزوله، والله سبحانه وتعالى أعلى وأعلم.
لماذا لم يتزوج نبي الله يحيى
- وجاء وصف سيدنا يحيى عليه السلام في القرآن الكريم:وأثناء صلاته في المحراب، نادته الملائكة بأن الله يبشره بمولود يُدعى يحيى، وهو صادق بكلمة من الله وسيدٌ وحصورٌ ونبيٌ من الصالحين، كما جاء في سورة آل عمران.
- حيث فسرها القاضي عياض رحمه الله: “إن عدم القدرة على النكاح يعتبر نقص ولكن انها موجودة فهذا فضل كبير من الله سبحانه وتعالى ثم قمعها: ولكن بمجاهدة كعيسى عليه السلام أو بكفاية من الله عزوجل كيحيى عليه السلام ثم هي في حق من هو قادر عليها وقام بالواجب فيها ولم تشغله عن ربه درجة علياء، وهي درجة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم”.
- وفسرها ابن كثير: المقصود هو أن سيدنا يحيى عليه السلام معصوم عن الفواحش والقاذورات، ولكن هذا لا يعني عدم تزويجه بالنساء الحلال.
- وذكر الشوكاني: يمكن أن يكون التخلي عن النساء بمثابة الزهد في الشهوة، ولكن هذا يتطلب جهدًا وإرادة شخصية للتغلب على الرغبات الجنسية. ويمكن أن يكون الاعتزال عن النساء هو موقف تختاره النفس البشرية، وليس شيئًا يكون متأصلا في الطبيعة البشرية.
- وذكر الشنقيطي : هذا المثل يتحدث عن “حصورا” وهو الرجل الذي يحصر نفسه عن النساء ويتجنبهن لتجنب الإثم والتحريم، وكان هذا مسموحا في الشريعة، ولكن سنة النبي صلى الله عليه وسلم هي التزوج وعدم التحريم.
- أوضح بعض المفسرين أن معنى الحصور هنا هو الذي يترك النساء بقدرتهن عليه، وليس بسبب عجز أو ضعف منه، ولكن الله سبحانه وتعالى صرفه عن هذا الأمر لسبب معين يعلمه الله سبحانه وتعالى فقط.
سبب عدم زواج بعض أئمة العلم من المسلمين
- حيث إن فضيلة الشيخ ابن تيمية والإمام الطبري والإمام النووي – رحمهم الله – هم نموذج من نماذج أهل العلم الذين لم يتزوجوا في حياتهم، وأيضاً هناك العديد من العلماء المسلمين الذين لم يتزوجوا فعلاً، ويرجع سبب ذلك إلى رغبة هؤلاء العلماء في التفرغ لطلب علوم الشرع و التعبد لله وحده لا شريك له.
- عقد هؤلاء العلماء والشيوخ الاعتقاد بأن الزواج سيشغلهم عن طلب العلم والتعبد أكثر، خاصة أنهم يرون الزواج ليس فرضًا ولكنه نافلة، ويستندون في ذلك إلى قول النبي – صلى الله عليه وسلم – “النكاح من سنتي فمن رغب عن سنتي فليس مني.
- من المعروف أن السنة تختلف كثيرا عن الفرض، حيث يمكن اعتبار الزواج فرضا إذا كان الشخص يخشى الوقوع في الفواحش والمعاصي، وفي تلك الحالة يصبح الزواج فريضة عليه.
- أما إذا كان الإنسان لديه القدرة على كبح مشاعره ويمتلك القدرة على الصبر وغض البصر وتحصين فرجه، فحينها يكون الزواج نافلة له، وهذا هو الأمر الذي كان عليه هؤلاء العلماء حيث كانوا يتمتعون بصحة وقدرة بدنية كبيرة، حيث ذكر عن الإمام الطبري أنه وثب وثبة عظيمة وكان على رأس الثمانين من عمره، لم يكن صغير السن، بل كان كبير، ورغم ذلك عندما تمت معاتبته في ذلك قال: (هذه جوارح حفظناها عن المعاصي في الصغر فحفظها الله علينا في الكبر).
- إذا كان هؤلاء يعتبرون الزواج نفلا وليس فرضا، فإنه يعتبر فريضة في بعض الأحيان ويكون مستندا إلى الحب في بعض الأحيان، ويمكن أن يكون مكروها في بعض الأحيان الأخرى، حيث يعتبر الزواج من التكاليف الشرعية التي تشمل الحرمة والوجوب والندب والإباحة والكراهية، ولذلك رأوا هؤلاء العلماء والشيوخ أن تفرغهم لطلب العلم الشرعي وتعليمه للناس أولى من تحقيق شهواتهم.
- لذلك، يمكن ملاحظة أن الشيخ ابن تيمية – رحمه الله – قد ترك للأمة كمًا كبيرًا جدًا من العلوم والمعارف، وقد ذكر بعض المؤرخين أن الإمام ابن تيمية كتب حوالي 6000 كتابًا للمسلمين،
- ذُكر أن الإمام النووي – رحمه الله – قام بتأليف عددٍ هائلٍ من الكتب العظيمة، على الرغم من وفاته في سن الـ 45 عامًا، كما ترك مكتبةً مليئةً بالكتب، وربما لا يوجد مثيلٌ له في المذهب الشافعي وكذلك الإمام الطبري.
- لم يوحِ بأنّ هؤلاء العلماء والشيوخ لم يكن لديهم حاجة جنسيّة سابقًا، ورأوا أن النكاح سنّة وليس فرضًا، وأنّ العبادة والتعلّم هما من أعلى الدرجات عند الله، فاختاروا ذلك.