ادبروايات

ملخص رواية ” 1Q84 ” اليابانية

نبذة عن رواية 1Q84

رواية 1Q84 هي رواية يابانية للكاتب هاروكي موراكامي، وتتألف من ثلاثة أجزاء، تم نشر الجزء الأول منها في عام 2009، ثم أصدر الجزء الثاني في عام 2010، وأخيرا الجزء الثالث في عام 2011، وهي تعتبر واحدة من أعظم روايات الأدب الياباني، تتناول هذه الرواية مواضيع فلسفية مثيرة بطريقة روائية سلسة لا تسبب الملل للقارئ حتى النهاية، ويتميز أسلوبها بالتقليدية إلى حد ما، وبالتالي يمكن اعتبارها أحد الكلاسيكيات في الأدب الياباني القديم.

ملخص رواية 1Q84

هذه رواية محيرة ومثيرة للغاية، تتميز بالغموض والتعقيد، حيث تدور أحداثها في عالم غير مألوف لدينا، مع شخصيات معقدة وأحداث غير عادية. ماذا ستفعل في عالم يتميز بسماء بها قمران، ويتعرض للفوضى بسبب أطفال يعبثون في الأرض؟

تعتبر الأحداث في هذه الرواية غير مملة، على الرغم من طولها البالغ 557 صفحة، حيث يظهر براعة الكاتب هاروكي موراكامي في سردها وتفصيلها بدقة وبأسلوب لا يسبب الملل للقارئ على الإطلاق. يتقاطع أسلوب السرد بين الشخصيتين الرئيسيتين في الرواية، وهما أومامة القاتلة المحترفة وتنجو الكاتب الروائي الحالم، حيث يروي كل منهما سلسلة الأحداث بشكل متناوب، مما يأخذ القارئ في رحلة مشوقة عبر تفاصيل متشابكة ومتداخلة وتتقاطع في بعض النقاط التي يكتشفها القارئ بين صفحات الرواية.

في أحداث الرواية، يشير هاروكي إلى العديد من التفاصيل في المجتمع الياباني، وهذه التفاصيل مشتركة بينه وبين العديد من المجتمعات المعاصرة مثل الفساد والغش التجاري واضطهاد الأطفال والعنف ضد المرأة والتطرف السياسي والديني. نسج الكاتب هذه التفاصيل والأفكار ببراعة ضمن الأحداث وعبر شخصياته سواء في الحوارات المباشرة أو في أفكارهم الشخصية والذكريات.

يدور زمن الرواية في عام 1984، ويشير ذلك إلى رواية جورج أورويل الشهيرة التي ذكرها الكاتب في الأحداث، وهي إشارة إلى ما أصبح عليه العالم بالفعل بعد أن تخيلها أورويل في النصف الأول من القرن الماضي، ولكن لأن العالم الآن أصبح غير مفهوم ومعالمه غير واضحة، فتم استبدال الرقم 9 بالحرف Q كرمز للسؤال الذي لا يتم الإجابة عليه

مقتطفات من رواية 1Q84

يقول الكاتب هاروكي موراكامي: قد نعتقد أننا نختار الأشياء، لكن في الواقع لا نختار شيئا، فقد يتم تحديد كل شيء مسبقا، ونحن نتظاهر بأننا نختار، وربما الإرادة الحرة مجرد وهم

هذه الفقرة مأخوذة من رواية 1Q84، وتعتبر هذه الرواية واحدة من أهم أعمال الكاتب الياباني الشهير على الإطلاق. إنها نقلة كبيرة في روايات هاروكي موراكامي. نتحدث هنا عن واحدة من أهم المسائل الفلسفية في تاريخ الفلسفة، وهي تساؤل هام جدا: هل نحن نختار أفعالنا ونحدد هويتنا؟ أم أننا مجرد دمى يتم تحريكها؟ ليس من المهم الآن أن نتناقش في إجابات حول هذه النقطة المحيرة بالذات، ولكن الأهم هو التحدث عن هذه الرواية التي لا يمكننا إلا أن نعجب بها. إنها عمل فلسفي فريد من نوعه، قد يثير في القارئ ثورة فكرية جديدة

تعد هذه الرواية رحلة خيالية في عالم الفنون والأدب والفلسفة، حيث يضيف الكاتب هاروكي موراكامي بعض المعلومات والحقائق العلمية بين السطور بطريقة سلسة ومبسطة، ورغم أن هذه المعلومات بسيطة، إلا أنها جميلة ومهمة للكثيرين، وكما ذكر سابقا، فإن هذه الرواية تشكل رحلة سياحية خيالية تأخذك بعيدا عن الواقع، ولا تنتهي إلا بعد أن تصل إلى ذروة المتعة، ولا تنتهي من فصل إلا بعد أن ترغب في قراءة الفصل الذي يليه.

إذا كان هناك انتقاد واحد على هذه الرواية، فإنه يتعلق بعدم تركيزها على موضوع محدد أو عدم وجود ثيمة محورية واضحة تدور حولها الحبكة، ولكن لا يمكن الجزم بأن هذا يشكل ضعفًا في الرواية، بل يمكن اعتباره مصدرًا لقوتها.

لا يمكن لأي قارئ للأدب المترجم والمتابع لهذه الرواية أن يجهل وجود علاقة بين هذه الرواية واسمها الفريد مع رواية العظيم جورج أوريل 1984.

تعتبر رواية جورج أوريل رمزية واستشرافية للمستقبل، حيث قام أوريل بكتابتها حول الستالينية وتأثير الأيديولوجيا في تصنيف البشر وتشكيلهم على النحو الذي وصفهم به. وأطلق عليها اسم `الأخ الكبير` للدكتاتور في الرواية. استعار الكاتب موراكامي هذا الاسم من أوريل، ولكنه قام بتغييره ليتحدث عن `الناس الصغار` بدلا من الأخ الكبير كما فعل أوريل. وبذلك، يقوم بتوضيح شيء مهم جدا، وهو أن الاستعباد والاستعمار لا يأتي دائما من الطغاة والمستبدين الدكتاتوريين، بل في كثير من الأحيان يكون الأتباع هم الضحية. 

اقتباسات من رواية 1Q84

تمتلك كتب الكاتب هاروكي موراكامي حصيلة ذاخرة بالاقتباسات والأقوال، ومن أشهر الأقوال لهاروكي موراكامي في رواية 1Q84 هي:

  • إذا كنت تقرأ فقط الكتب التي يقرأها الجميع؛ فسوف تفكر فقط كما يفكر الجميع.
  • العودة إلى نقطة البدء في حياتي: ربما هذا هو الشيء الوحيد الذي أتمنى الحصول عليه أكثر من أي شيء آخر.
  • تتلاشى الصورة في ذهني ببطء، تماماً كما في إنحسار الصورة في الفيلم السينمائي. أصبحت وحيداً داخل القصة، وهذا هو شعوري المفضل.
  • ربما يكون بوسعي أن أنظر إلي الأمر على النحو الأتي: المشكلة ليست فيّ، فأنا عقلي وإدراكي لم يصبهما خلل، وإنما القوة المبهمة من نوعٍ ما هي التي غيرت العالم من حولي، فلست أنا من فقد عقله، بل العالم هو الذي اضطرب نظامه، وهذا هو ما يحل المشكلة.
  • قد أصبحت غريبة، أو قد أصبح العالم غريبًا، ولا أدري أيهما. فالزجاجة والغطاء غير متناسبين، وربما الخلل في الزجاجة أو الغطاء، ولكن بالتأكيد لا يتماشان معًا.
  • يعد الإمساك من أشد الأشياءالمكروهة في العالم، حيث يتساوى في ذلك مع الرجال الأخساء الذين يمارسون العنف ضد زوجاتهم والمتطرفين الدينيين ذوي الأفكار المحجرة.
  • ربما توجد اختلافات في رؤيتك للأشياء مقارنة بما كانت عليه في السابق، لكن لا تدع المظاهر تخدعك، فالحقيقة الوحيدة هي دائمًا واحدة.
  • هناك العديد من الأشخاص الذين يبحثون عن هذا النوع من الموت الدماغي، حيث يجعل الحياة سهلة للغاية، حيث لا يتعين عليك التفكير في الأمور الصعبة، وتلتزم الصمت وتفعل ما يأمر به رؤساؤك، ولن تحتاج أبدًا إلى التعرض للجوع.
  • كانت الفكرة المتراودة في ذهنه دائمًا هي إمكانية اندلاع ثورة بمعنى مجازي، أو فرضية كان يؤمن بها بأن ممارسة نوعٍ من معاداة المؤسساتية والأعمال التخريبية هي أمر لا يمكن تفاديه للوصول إلى مجتمع سليم، ولكن طلابه كانوا يريدون ثورة حقيقية تؤدي إلى سفك الدماء.
  • لا يتعلق تدين شخص بشدة دافعه الجنسي أو ضعفه، ومن المعروف أن رجال الدين يشعرون بالرغبة الجنسية كأي شخص آخر، وفي الواقع، يتم ضبط العديد من الأشخاص المرتبطين بالدين والتعليم في قضايا مثل الدعارة والتحرش بالنساء في القطارات.
  • الأشخاص الذين يرتكبون الآثام ضد الآخرين يستطيعون دائمًا تبرير ما فعلوه وحتى نسيانه، ويمكنهم أن يصرفوا انتباههم عن ما لا يريدون رؤيته، ولكن الضحايا الذين يبقون على قيد الحياة لن يستطيعوا ذلك أبدًا، لأنهم لا يستطيعون تجاهل الذكريات التي تتناقلها الأجيال.
  • لا أعرف ما هي النهاية المتوقعة لهذه القصة، فقط رمي حجر في بركة عميقة يتسبب في طرطشة الماء وصوت عالٍ يتردد في المنطقة المحيطة، ولا نعرف ما الذي سيخرج من البركة بعد ذلك، فلا يمكنناإلا أن نحدق في البركة ونحجب أنفاسنا.

أسلوب كتابة هاروكي موراكامي في رواية 1Q84

يتميز الكاتب هاروكي موراكامي بأسلوبه الفذ الذي يتمتع بالعذوبة والسلاسة، حيث يجعلك تشعر عند قراءة كتاباته أنك طفل صغير يستمع إليه وهو جالس على ركبتيه ليخاطبك بحسب قدر عقلك، وهو كاتب يمتلك القدرة على إعادتك إلى جذور الطفولة، وتبقى هذه السمة الفارقة لكتاباته بشكل عام.

كعادة موراكامي في الكتابة فهو يقوم بالإتكاء على الميتافيزيقا وما وراء الطبيعة ليخلق للقارئ عوالم موازية، يقوم بإسقاط عليها همومه الأولية ومنها: الحب والبحث عن الذات وعن المعنى من الحياة، وبهذه الطريقة المتبعة هنا لا يكاد موراكامي يخالف أسلوبه القديم في روايته (كافكا على الشاطيء)، فيبدأ بقصتين مختلفتين وبطلين لا يجمعهما شئ قبل أن تلتقي خطوط الأقدار، ثم يندمجان في نهاية واحدة.

يبدأ الكتاب بشكل ممتع للغاية كتجربة، ثم تتعقد الأحداث وتأخذ مسارات مشوقة حتى نهاية الكتاب الأول، ولكن يبدأ السرد في التباطؤ بعد ذلك، ويتكرر بشكل جنوني في الكتاب الثالث.

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى