ادببوح القصيد

اشعار أبو المعالي الطالوي

التعريف بالشاعر ابو المعالي الطالوي

درويش بن محمد بن أحمد الطالوي الارتقي، المعروف باسم أبو المعالي، كان مفتي دمشق وأديبًا وشاعرًا. وُلِدَ في العام 950 في دمشق وتوفي فيها في العام 1014. له العديد من الأشعار المتنوعة التيتعبر جميعها عن حكمته وفقيهته، وكذلك له عدة مؤلفات .

ولد الشاعر ابو المعالي الطالوي وحيدا و فقيرا لهذا السبب منذ صغره حاول تعلم مهنة السروج و بعدها بدأ بطلب العلم حتى اخذ التصوف  و علم العربية و كذلك الفقه و ذلك كان من خلال شيوخ دمشق . و كان ابو المعالي الطالوي يتقن لغتين و هي اللغة التركية و اللغة الفارسية لهذا السبب كان ماهرا في الفن .

اشتُهِر منذ صغره بفصاحة لسانه، وحكمته، وموهبته في النثر، وكذلك بحسنه في التصرف بالشعر .

شعر “وافت فأرجت الارجاء و الافقا” لأبو المعالي الطالوي

هذا الشهر هو واحد من أشهر أشعار أبو المعالي الطالوي، وتم استخدامه في تدريس الأدب العربي في بعض المناهج .

وافَت فَأَرَّجَتِ الأَرجاءَ وَالأُفُقا

أُمنيّةٌ مِن شَذاها قُطرُنا عَبِقا

وافَت كَأَنَّ الصَبا باتَت تعلِّلُها

بِالشَجرِ بَينَ رياضٍ طَلعُها بَسَقا

أَو نَفحَةٌ مِن رُبى دارين عاطِرَةٌ

أَهدَت لَها أَرجاً جنحَ الدُجى غَسَقا

هَيفاءُ تَزهُو بِقَدٍّ زانَهُ هَيفٌ

كَخوطِ بانٍ غَضيضٍ مُثمِرٍ بَنَقا

تَرنُو إِلَيَّ بَطَرفٍ كُلُّهُ حَوَرٌ

مَهما اِنبَرَت لِفُؤادٍ هامَ أَو عَشِقا

لَو شاهَدَ اِبنُ عُنَين حسنَ طَلعَتِها

لأَذكرتُهُ زَماناً يَبعَثُ الحُرَقا

يا حُسنَها حينَ زارتنا مُحَبَّرةً

قَد نُظم الدُرُّ في لبّاتِها نَسَقا

أَوِ اِنبَرَت لِحَبيبٍ وَهوَ ذُو لسنٍ

أَزرَت بِهِ وَكَذا سَحبان إِن نَطَقا

أَهدَت تَحيَّة وُدٍّ مِن أَخي ثِقَةٍ

يُزري شَذاهُ بِرَيّا المِسكِ إِذ فَتَقا

لا غَروَ أَنّي مَشوقٌ في الأَنامِ لَهُ

فَالحُرُّ يَشتاقُ إِخوان الصِبا خُلُقا

أَشتاقُ طَلعَتهُ الغَرّاء ما طَلَعَت

شَمسُ النَهارِ وَأَبدى صُبحُهُ شَفَقا

وَكُلَّما سَحَراً هَبَّت شآميةٌ

بِسفحِ جِلَّقَ أَو بَرقِ الحِمى خَفَقا

أَحبابُنا وَالَّذي أَرجُوهُ مُبتَهِلاً

بِأَن يَمُنَّ عَلى مُضناكُمُ بِلِقا

عندما تتذكرت مغنياً رائعاً، تذكرتكم

إِلّا وَرُحتُ بَدَمعي جازِعاً شَرقا

وَلا شَدَت بِرِياضِ الغُوطَتينِ ضُحىً

وَرقاءُ تَندب إِلفاً نازِحاً شَفَقا

إِلّا وَغاضَ اِصطِباري أَو وَهى جَلَدي

وَفاضَ مِن مُقلَتيَّ الدَمعُ وَاِنطَلَقا

سُقيا لِأَيّامِنا وَالشَملُ مُجتَمِعُ

والضِدُّ مُنصَدِعٌ لا نَختَشي فَرَقا

إِذ جانبُ العَيشِ طَلقٌ رائِقٌ بِهجٌ

شعر “مولاي يا بحر الندى” لـ الطالوي

كما ذُكِرَ أعلاه، فإنّ أشعار الشاعر أبو المعالي الطالوي متنوعة. وفيما يلي شعر ديني كتبه الشاعر أبو المعالي باختيار دقيق للكلمات السلسة والجميلة التي تأسر قلب القارئ. وهكذا كان الشاعر أبو المعالي يُعرف منذ صغره بدقة اختياره لكلمات شعره بحرفية.

مَولايَ يا بَحرَ النَدى

يا ذا الأَيادي الوافِيَه

يا خَيرَ حَبرٍ عالِمٍ

آراؤُهُ لِيَ كافِيَه

وَشهاب فَضلٍ ثاقِبٍ

حَلَّ المَجَرَّة سامِيَه

وَمَنِ اِغتَدَت أَنوارُهُ

لِذوي الضَلالة هادِيَه

وَافتكَ مِنّي قطعَةٌ

كَالرَوضِ عُلَّ بِسَارِيَه

فَتَفَتّحَت أَنوارُهُ

كَخلائِقٍ لَكَ زاكِيَه

وَافَت مِنَ المَملوكِ تَنحُو

نَحو بابِكَ جارِيَه

تَبغى رِضاكَ وَحَسبُها

مِنكَ الرِضا وَالعافِيَه

وَتَرومُ نُجحَ القَصدِ في

أَمرٍ أَتَتهُ راجِيَه

وَتَراهُ شَيئاً هَيِّناً

يا ذا العَطايا الفاشِيَه

هُوَ أَنَّ سَيِّدنا الَّذي

حازَ العُلومَ السامِيَه

النجلُ مِن فَرعِ العَلا

ءِ مِنَ الأُصُولِ الزاكِيَه

مِن دَوحَةٍ عَربِيّةٍ

لِسُمُوِّها مُتسامِيَه

وافى لِسوقِ الكتبِ مِن

بَعدَ الصَلاةِ الثانِيَه

وَاِبتاعَ مِن لُطفٍ عَلى

شَرحِ المَواقِفِ حاشِيَه

“سقى عهد الصبا عهد الولي ” للشاعر ابو المعالي الطالوي

هذا الشعر من أشهر قصائد أبي المعالي الطالوي، الذي اشتهر في جميع أنحاء البلاد العربية وخاصة في عصره. عندما كتب هذا الشعر وبدأ في قراءته للناس، أصبح هذا الشعر محط اهتمام الجميع وأصبح الناس يكررونه بكل حب، وهكذا أشتهر هذا الشعر في عصره .

سَقى عَهدَ الصِبا عَهدُ الوَليِّ

رَوىً وَحَبا حِماه ذو حَبيِّ

وَخَصّ دُوين مَنزِلِهِ مَحَلّاً

حَلَلتُ ذُراهُ في عَيشٍ رَخيِّ

وَأَلبَسَهُ الزَمانُ قَشيبَ بُردٍ

وَشَته يَدُ الغَمائِمِ سُندُسيِّ

وَغَرَّدَتِ الحَمائِمُ في رُباهُ

بِلَحنٍ يَبعَثُ الشَكوى شَجيِّ

وَجُؤذُرَ رَملةٍ يَسبي لِحاظا

لحاظ مَها الصَريم بِحُسنِ زيِّ

يُجَلّى عَن سَنا قَمرٍ سَنيٍّ

وَيُجلى عَن لَمى خصرٍ شَهيِّ

رَخيمٌ دَلُّهُ خَفرَ المُحيّا

يَروقُ بِحُسنِ مَرآهُ البَهيِّ

تَصولُ صَوارِمُ الأَلحاظ مِنهُ

فَتُصمي مُهجَةَ البَطَلِ الكَمِيّ

حَوى في ثَغرِهِ المَعسولِ رَاحاً

لَها فِعلٌ كَفِعلِ البابِلِيِّ

حَلَت بِفَمِ المُعَنّى مِثلَ ما قَد

حَلَت حَلَبٌ بِذي قَدرٍ عَليِّ

إِمامٌ في الفَضائِلِ أَوحَديٍّ

هُمامٌ في المَكارِمِ أَريَحيِّ

أَريبٍ ماجِدٍ شَهمٍ أَبيٍّ

مَهيبٍ باسِلٍ قَرمٍ سَرِيِّ

لَهُ مَجدٌ رَفيعُ القَدرِ يَرنو

إِلى الجَوزاءِ وَالفلك القَصيِّ

وَخُلقٌ مِثلَ زَهرِ الرَوضِ يَزكو

شَذاه عَلى شَذا المِسكِ الذَكيِّ

وَكَفٌّ كَالسَحابِ تَجودُ سَحّاً

عَلى العافي بِشُؤبُوبٍ رَويِّ

شعر “يا ربع رامة مربع الارام”

يا رَبعَ رامة مَربَع الآرامِ

دَرَسَت مَعالِمُهُ عَلى الأَيّامِ

ما آض طَرفُ اللحظِ فيكَ مُسلِّماً

إِلّا وَفاضَت مُهجَتي بِسَلامِ

هَل وَقفَةٌ بِعراصِهِ أَشفي بِها

مِن حُبِّ ساكِنهِ غَليلَ أوامي

رَبعٌ أَذَلتُ بِهِ مَصونَ مدَامِعي

وَأَطَلتُ فيهِ تَوَلُّعي وَقِيامي

لَم تُبقِ نازِلَة النَوى مِنهُ سِوى

طَلَل عَلى حُكمِ الزَمان رِمامِ

نُؤيٌ بِمُنعَطَفِ الدِيار وَرَسمِها

يُبدو كَما اِنعَطَفَت حنيَّةُ رامي

وَثَلاث جاراتٍ أَقَمن بِساحِهِ

سُفع الوُجُوه كرائِماتِ حَمامِ

وَلَقَد حَبَستُ عَلى الدِيار عِصابَةً

حَنَتِ الضُلوعَ عَلى جَوىً وَضِرامِ

مُتَهافتينَ عَلى الرِحال كَفِتيَةٍ

خَرّوا سُجوداً بَعدَ طُولِ قيامِ

شَرِبَت بِكاساتِ السُرى خَمرَ الكَرى

حَتّى اِغتَدَت صَرعى بِغَيرِ مُدامِ

طَلَلٌ وَقَفتُ عَلى رباه نائِحاً

غَربَ المَدامِع مِثلَ فَيضِ غَمامِ

وَلهانَ أنشدُ في مَعاهد رَسمِهِ

عَهد الشَباب مَضى كَطَيفَ مُقامِ

يا مُذكري زَمَن الصَبابة وَالصِبا

ذَكَرتُكَ ذِكري هاطلاتِ رهامِ

وَكَستكَ مِن خَلع الشَباب وَرفِّهِ

خِلَعاً تَروقُ لِناظر مُستامِ

قَد كُنتَ مَألف كُلِّ ريمٍ أَهيَفٍ

يَهفو إَلَيكَ وَرَبع كُلِّ غَرامِ

مِن كُلِّ مُخطَفَةِ الحَشا كَأَخي الرَشا

لِلِحاظِها في القَلبِ وَقعُ سِهامِ

رُعبُوبَةٌ سُقيَت مياه شَبيبةٍ

فَغَدَت كَزَهرِ الرَوضِ غبَّ سِجامِ

شعر “سلفا” للشاعر ابو المعالي الطالوي

يتميز شعر سلفا بطابعه الرومانسي وجمال كلماته التي تستطيع أن تخترق قلب القارئ بسهولة وسرعة، ويوجد العديد من الأغاني التي تستند على أبيات هذا الشعر الرائع والجميل، وتتميز كلماته بالرومانسية التي تستطيع تحريك مشاعر القارئ .

سَلَفا

فَكادَ يُقضى عَلى تِذكارِهِ أَسَفا

جَيداءُ منصَلت القُرطينَ في غَيَدٍ

خَطَّت إِلَيَّ كَخُوطٍ تَنثَني قُطُفا

بَعيدةُ المُرتَمى تَرمي بِناظِرةٍ

مِن رِيمِ وَجرَة يُبدي جِفنَهُ وَطَفا

خَطت على برحِ وَجدٍ بِتُّ أَكلَؤُهُ

وَحر وقد شِغاف القَلبِ قَد شَغفا

فَخِلت شَرخَ شَبابي رُدَّ رَيِّقُه

عَلى مَن كُنتُ مَشغوفاً بِهِ كَلِفا

إِذا الرُسوم تُرى بِالبِيضِ ناضِرةً

وَبِالكَواعب تُلفى رَوضةً أُنُفا

وَآفت كَقطعةِ رَوض غِبَّ سارِيَةٍ

سَقَت أَقاحيهِ مِن رَقراقِها نُطَفا

تَرَعرَعت فيهِ أَطفالُ الرُبى وَغَدا

بَيتَ القَرار إِلى الحَوذانِ مُنعَطَفا

في طَيِّها نَشرُ داريٍّ بِهِ عَطِرت

أَرجاءُ رَبع نَديها طالَ ما شَرُفا

لِلّهِ كَم جَمَعت عُليا بَلاغَتِها

معنى كل رائق هو راق أو لطيف

وَضَمّنَتهُ مِنَ الأَشواقِ في فِقَر

كَأَنَّها الزُهر أَو زَهر الرُبى تَرَفا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى