ادبشخصيات ثقافية
من هو كارلو جيسوالدو ؟ ” اشهر مؤلف مادريجال
من هو كارلو جيسوالدو
للعديد من القرون، كان النبيل والملحن الإيطالي كارلو جيسوالدو الذي وُلد في عام 1566م، وتُوفي في عام 1613م، شخصية مفتونة، ومع أن شهرته أتت نتيجة الحياة المضطربة التي عاشها أكثر من المؤلفات الموسيقية الغير تقليدية والصعبة التي تركها وراءه، فإنه من الظاهر أن الأحداث الأساسية في حياته قد خرجت من رواية قوطية، حيث بدأت في عام 1590م حينما قام بوحشية مع الكثير من المتعاونين بقتل زوجته (ماريا دافالوس) وعشيقها (فابريزيو كارافا)، كما كان جيسوالدو يتصرف تبعًا لقواعد الانتقام الاجتماعية الأرستقراطية مما جعله لم يتعرض للمقاضاة أبدًا، إذ أدى القتل إلى إحداث ضجة في نابولي، وخشية الانتقام، قرر جيسوالدو الانسحاب إلى قلعة عائلته في بلدة (جيسوالدو).
وبجانب هذا، قام كارلو بتبني تدابير غير عادية لعلاج مشاكله الجسدية والعقلية، كما أنه اندمج في ممارسات غامضة مع عشيقته. وحسب ما ذكر، فإن كارلو استخدم خدما ذكورا لضربه يوميا كممارسة لعلاجه، وعاش السنوات الأخيرة من حياته في حالة عزلة، ويشاع أن السكان المحليين اعتبروه شخصية شريرة. ومن اللافت أنه في لوحة رسمها جيسوالدو لكنيسته قبل وفاته بسنوات، تم تصوير كارلو فيها كتائب يقف على حافة المطه.
موسيقى مادريجال
بينما من الناحية الموسيقية، عادةً ما تُعين بطريقة متعددة الأصوات، وهو يعني أكثر من جزء صوتي، في جزأين، مع الشكل الموسيقي الذي يقوم بعكس بنية القصيدة، ويتضمن نموذج مادريجال المتمثل في مقطعين نموذجيين على نموذج (AAB)، إذ يتم غناء كلا المقطعين (AA) إلى ذات الموسيقى، متبوعًا بكودا مكونة من سطر واحد أو سطرين (B)، أو جملة ختامية يقوم نصها بتلخيص المعنى الذي تتضمنه القصيدة، إلى جانب ظهور أسلوب جديد من الشعر الغنائي كان له تأثير كبير على المادريجاليين، وقد نتج عنه أعظم ملحن مادريجال في خلال القرن الرابع عشر، وهو (فرانشيسكو لانديني)، حيث تم العثور على أساتذته، بالإضافة إلى الموسيقيين الذين عاصروه، وهم (جيوفاني دا كاسيا)، (جاكوبو دا بولونيا)، وغيرهم الآخرين في (Squarcialupi Codex)، وهو عبارة عن مخطوطة مضيئة شهيرة.
سمات موسيقى كارلو جيسوالدو
سمات عصر الباروك في الموسيقى
قتل جيسوالدو لزوجته
النوم لمنع زوجته من إغلاق الباب بشكل كامل، وبعد ذلك قام جيسوالدو بكسر الأبواب، وألقى القبض على زوجته وعشيقها في حالة خيانة زوجية، وأثناء دخوله في حالة غضب شديد، استخدم خنجرا لطعنهم حتى الموت، ومن ثم بدأ جيسوالدو في سحب جثثهما إلى الخارج ليعرضها على المدينة كعقوبة للخيانة الزوجية، وقطع حلق زوجته (ماريا)، بينما كان جسد عشيقها مليئا بالجروح
نُشرت قصة جرائم القتل تلك على أوسع نطاق، ولا يزال يوجد عدد قليل من الإصدارات المثيرة التي تداولها الناس على نطاق واسع مستمرًا، وعلى سبيل المثال، فإن واحدة من الروايات قد ذكرت أن (ماريا) لديها ابن ثان، ويُذكر أن جيسوالدو قام بفحص ملامح وجه الطفل، ولمجرد قيامه بإجراء هذا الفحص، قرر أن الطفل يشبه عشيق زوجته المتوفاة أكثر مما يشبه هو نفسه، ولذلك قام بتعليق مهد الرضيع في السقف وظل يأرجحه بكل عنف لدرجة أن الطفل قد مات، وفي حين أنه يكاد تكون تلك القصة خاطئة، إلا أن بعض الناس لازال مستمرًا في الاعتقاد بأن تلك النسخة المعقدة من القصة صحيحة، وأن جيسوالدو قد قام بقتل طفل رضيع لمجرد فحص ملامحه دون التأكد ما إن كان طفله أم لا.