دعاء العتق من النار في العشر الأواخر
دعاء العتق من النار
يحرص المسلمون على الدعاء بشكل محدد خلال العشر الأواخر من شهر رمضان، حيث يتم التقرب من الله تعالى من خلال الطاعات، وهذه الطاعات تعتبر وسيلة للعتق من النار، وبالإضافة إلى الأعمال الأخرى التي تساعد على العتق من النار، هناك العديد من الأدعية المختلفة التي تعتبر وسيلة للعتق من النار، ومن بين هذه الأدعية
- اللهم اجعلنا من عتقاء شهر رمضان واجعلنا من المقبولين، ويا رب وقفنا ببابك سائلين، فلا تردنا خائبين، ولا تطردنا من باب جودك، فإن طردتنا فليس لنا حولًا ولا قوة إلا بك.
- اللهم إنك عفو كريم تحب العفو، فاغفر لنا.
- اللهم احفظنا وآباءنا وأمهاتنا من النار.
- نسأل الله في هذا اليوم أن يحبب إلينا الإحسان ويكره فينا الفسوق والعصيان ويحرم علينا فيه السخط والنيران، ونستعين بالله الذي هو غياث المستغيث.
العتق من النار في العشر الاواخر
في شهر رمضان يعتق الله تعالى عباده من النار، ولهذا السبب يسعى العبد للتقرب من الله تعالى بالعبادات والصلوات والدعاء والأذكار وغيرها من الأعمال الصالحة حتى يعتقه الله تعالى من النار، وقد ذكر ذلك في الترمذي وغيره: “في أول ليلة من شهر رمضان تصفد الشياطين والجن المردة، وتغلق أبواب النار، فلا يفتح منها باب، وتفتح أبواب الجنة، فلا يغلق منها باب، وينادي النادي: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله تعالى عتقاء من النار، وذلك كل ليلة
عند جابر قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( إن لله في كل يوم وليلة عتقاء من النار في شهر رمضان، وإن لكل مسلم دعوة يدعو بها فيستجاب له))، والذين سوف يعتقهم الله تبارك وتعالى في هذا الشهر الكريم من الصائمين في هذا الشهر؛ لهذا على المسلم أن يحسن الصيام ويتقرب إلى الله تبارك وتعالى ليكون من العتقاء.
عوامل استجابة الدعاء للعتق في رمضان
هناك العديد من العوامل المختلفة التي تؤدي إلى استجابة الدعاء في الشهر الكريم، ويجب على المسلم الحرص على توفيرها حتى تصبح وسيلة لاستجابة الدعاء ومغفرة الله له وتوبته، ومن بين هذه العوامل ما يلي:
- يجب على المسلم تصفية النية عند الدعاء والتخلص من جميع الأفكار السلبية والبغض والحقد.
- يجب على المسلم الالتزام بأداء الصلاة وتذكر الله خلالها، وتكون الصلاة ببطء وخشوع، ولا بد من الالتزام بصلاة العصر وصلاة الفجر.
- يجب على المسلم أيضًا الالتزام بالسنن المتعلقة بالصلاة، والتي تشمل أربع ركعات قبل الصلاة وأربع ركعات بعد الصلاة.
- يدعو العبد ربه خلال الصلاة ويتقرب إليه بالخشوع في الصلاة والدعاء وصفاء القلب.
- ينبغي على المسلم عدم الغيبة أو النميمة عن الآخرين، حيث لا تعد هذه الأفعال من صفات المسلم الطاهرة، ولذلك يجب الابتعاد عن هذه الصفات السيئة التي تقلل الحسنات في يوم القيامة.
- يجب أن يكون هناك العدل في التربية والتماثل في تربية الأولاد والبنات.
معنى العتق من النار
معنى العتق من النار يعتبر من أعظم المعاني التي لها فضل عظيم على المسلم لا يضاهى. ومن يسعى للتقرب إلى الله تعالى ينعم بأن يكون من الذين يتمتعون بالعتق منه. وهو أحد أهم الأمور التي يمكن للفرد أن يحققها. فمن يتمتع بالعتق من النار، فقد حقق فوزا كبيرا ولن يعاني مرة أخرى. إنه أمر عظيم أن يكتب لعبد متواضع على الأرض أنه من أهل الجنة ولن يدخل النار. ومن يتمتع بالعتق من النار في الدنيا، فلن يعود إليها أبدا. لذلك، العتق من النار هو الشيء الذي لا يسبب المعاناة بعده أبدا. وهذا من فضل الله تعالى وجودته علينا التي لا تنتهي أبدا.
من أجمل الأشياء في رمضان التي يترقبها المسلم دائما هو أنه في كل يوم من رمضان يتم تحرير شخص من النار. وقد ذكر ذلك في العديد من الأحاديث النبوية، ومنها قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: `إن الله تعالى يعتق عباده من النار في كل ليلة من رمضان`. وفي رواية أخرى: `إن الله يعتق عباده في كل يوم وليلة، ولكل عبد منهم دعوة مستجابة`. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يستحق الأمر بالفعل أن يبتعد الإنسان عن جميع الأمور الدنيوية ويتقرب إلى الله تبارك وتعالى في كل لحظة، وذلك عن طريق الدعاء ليجعل الله الفرد من العتقاء، والاستغفار وتكرار الأذكار، والإحسان إلى الآخرين، والصدقات، والابتعاد عن المعاصي المعروفة والمستورة.
كيف تنال العتق من النار في رمضان
هناك العديد من الطرق المختلفة التي يمكن للعبد استخدامها للتقرب إلى الله تبارك وتعالى من خلال العبادات، ليكون من العتقاء من النار في هذا الشهر الكريم، وليغفر له الله تبارك وتعالى ويدخله جناته، ومن بين هذه الأعمال:
- الإخلاص
يجب على المسلم أن يكون مخلص إلى الله تبارك وتعالى في مختلف العبادات التي يقوم بها والتي يتقرب منها إلى الله تبارك وتعالى، ولقد جاء في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: (( لَنْ يُوَافِيَ عَبْدٌ يَوْمَ القِيَامَةِ، يَقُولُ: لاَ إِلَهَ إِلَّا الله، يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ الله، إِلَّا حَرَّمَ الله عَلَيْهِ النَّارَ)) إن الإخلاص في الصيام يضمن للمرء أن يغفر الله له ذنوبه، والإخلاص في سائر الأعمال وسيلة للعتق من النار في الشهر الكريم.
- صلاة الجماعة
إن صلاة الجماعة لها ثواب كبير، ولقد جاء في ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( مَنْ صَلَّى لِلَّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا فِي جَمَاعَةٍ يُدْرِكُ التَّكْبِيرَةَ الْأُولَى، كُتِبَتْ لَهُ بَرَاءَتَانِ: بَرَاءَةٌ مِنْ النَّارِ، وَبَرَاءَةٌ مِنْ النِّفَاقِ)) وكذلك يجب المحافظة على الصلاة في وقتها.
- البكاء من خشية الله
لقد جاء عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه: يقال: `عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله`. فإن البكاء من خشية الله تعالى هو عبادة صادقة، وله أجر عظيم.
- طاعة الله ورسوله
يجب على المسلم أن يحرص على طاعة الله تبارك وتعالى ورسوله صلوات الله وسلامه عليه في الأمور التي يجب القيام بها، والأشياء التي نهى عنها، وقد ورد في ذلك في كتاب الله تبارك وتعالى في سورة النساء قوله: ((ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ۚ وذٰلك الفوز العظيم)) صدق الله العظيم.
- معالجة النفس من الذنوب
يجب على المسلم أن يتعامل مع الذنوب التي تحول بينه وبين الجنة، ويتناول مختلف المعاصي التي قد يرتكبها المسلم، حيث تجعل التوبة المرء من أهل الجنة، ويختلف نوع المعصية التي ارتكبها المسلم.
- الإلحاح في الدعاء
على المسلم أن يحرص على الدعاء بشكل مستمر، فإن الله قريب ومستجيب للدعاء. وعن أنس بن مالك، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `من سأل الله الجنة ثلاث مرات، قالت الجنة: اللهم أدخله الجنة، ومن استجار من النار ثلاث مرات، قالت النار: اللهم أجره من النار`. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- الخطى في سبيل الله
من أهم الأمور التي يقوم بها المسلم ويحصل على ثواب عليها هي قضاء خوائج الناس والخطوات في سبيل الله. وقد قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `مَنِ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ الله حَرَّمَهُ الله عَلَى النَّارِ`.
- الدفاع عن عرض مسلم
إن الغيبة من أكثر الأعمال التي يقوم بها المسلم والتي يمكن أن تدخل النار، فرد الغيبة تعتبر من الأعمال الجيدة التي يثاب عليها المسلم، ولقد جاء في ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( مَنْ ذَبَّ عَنْ لَحْمِ أَخِيهِ بِالْغِيبَةِ، كَانَ حَقًّا عَلَى الله أَنْ يُعْتِقَهُ مِنَ النَّارِ)).
- العفو عن الناس
إن الذين يعفوا عن الناس يعفوا عنهم الله تبارك وتعالى، ولقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( حُوسِبَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَلَمْ يُوجَدْ لَهُ مِنَ الْخَيْرِ شَيْءٌ، إِلَّا أَنَّهُ كَانَ يُخَالِطُ النَّاسَ، وَكَانَ مُوسِرًا، فَكَانَ يَأْمُرُ غِلْمَانَهُ أَنْ يَتَجَاوَزُوا عَنِ الْمُعْسِرِ»، قَالَ: قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: نَحْنُ أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنْهُ، تَجَاوَزُوا عَنْهُ)).
- قيام الليل في العشر الآواخر
من خلال قيام الليل وانتظار ليلة القدر وكثرة الدعاء إلى الله تبارك وتعالى، ولقد جاء عن السيدة عائشة رضي الله عنها: (( قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ القَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ: “قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي)).