الآيات الكريمة التي تتحدث عن أخلاق الرسول
آية قرآنية عن اخلاق الرسول
بعد أن نزل جبريل عليه السلام على الرسول صلى الله عليه وسلم، أصبح تنفيذ أوامره والابتعاد عن نواهيه جزءا من طبعه صلى الله عليه وسلم، وأصبح ذلك جزءا ثابتا من سلوكه، بالإضافة إلى الأخلاق العظيمة التي منحها الله له قبل ذلك، مثل الحياء والشجاعة والكرم والحلم والصفح والصدق والأمانة، وقد وصفه الله سبحانه وتعالى بأنه على خلق عظيم، وتم التأكيد على هذا الوصف مرتين في نفس الآية، حيث قال الله عز وجل: `وإنك لعلى خلق عظيم` [سورة القلم: 4].
وأثنى الله تعالى على رسوله في آيات غيرها ومنها قوله سبحانه: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً) [سورة الأحزاب: 21]، فبين الله عز وجل أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الأسوة الحسنة التي يجب على الأمة أن تتأسى بها في كافة الأشياء فقال الله تعالى: (هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين) [سورة الجمعة: 2]، ومن الجدير بالذكر أن التزكية هي التطهر من الأعمال الدنسة والأخلاق، الأقوال والنوايا، فجعل الله عز وجل من صفات رسوله الكريم أنه يُزكي من اتبعه وآمن به، ومن غير الممكن أن تكون تلك التزكية بمجرد الكلام، ولكن يجب أن يكون المزكي صلى الله عليه وسلم من الأمثلة الحية والرفيعة في التزكية.
وقال عز وجل: فبما رحمة من الله لنت لهم، ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضّوا من حولك [سورة آل عمران: 159]، ولذلك وُصِف الرسول بالرحمة واللين، ونفي الله عنه أي صفة من الصفات السيئة التي هي خلاف الرحمة واللين.
وقال تعالى: قد جاءكم رسول من أنفسكم، عزيز عليه ما عنتم، حريص عليكم بالمؤمنين، رؤوف رحيم”، هذه الآية من سورة التوبة (9) تصف النبي معنويا بأنه “عزيز عليه ما عنتم”، أي أنه يشعر بالألم والضرر عندما يتعرض المؤمنون للأذى أو الضرر، وأنه يحرص عليهم ويرعاهم في دنياهم وآخرتهم، وتنتهي الآية بأن الرسول رحيم ورؤوف بالمؤمنين.
وقال عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق) [سورة الأحزاب: 53]، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كريمًا وحييًا، لدرجة أنه إذا رغب في أن يتفرغ إلى أهله بيوم زواجه، فإنه لم يكن يطلب من جلسائه أن ينصرفوا، ولا ينصرف هو لأنه يستحي منهم، ولكنه يظل جالسًا معهم حتى ينصرفوا هم.
وقد أوضح الله عز وجل للمؤمنين ما ينبغي عليهم من آداب تجاه النبي صلى الله عليه وسلم، وبين أحد أخلاقه العظيمة وهو: الحياء، إذ كان يستحي من جرح مشاعر جلسائه، حتى إذا صدر منهم ما قد يؤذيه، وقال عز وجل: (إذ تصعدوون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم) [سورة آل عمران: 153].
أخلاق الرسول في آيات الذكر الحكيم
توضح آيات الذكر الحكيم شجاعة النبي صلى الله عليه وسلم، وثباته في المواقف الصعبة والمحن. وفي غزوة أُحُد، عندما تعرض المؤمنون للاضطراب والهزيمة وانصرافهم نحو المرتفعات، ثبت النبي صلى الله عليه وسلم ولم يتزعزع أو يتردد.
- كما قال عز وجل: (ربما تحزن على أنهم لا يؤمنون، فلا تؤذي نفسك) [سورة الشعراء: 3].
- وقال عز وجل: (فلا تحزن نفسك على ما فاتك إن الله يعلم بما يقومون به) [فاطر: 8].
- وقال عز وجل: ولا تحزن عليهم ولا تكن ضائقا بما يمكرون (النمل: 70).
- وقال عز وجل: (واصبر وإن صبرك لا يأتي إلا من الله ولا تحزن على مكرهم ولا تكن ضيق النفس من ما يمكرون) [النحل: 128].
وبتلك الآيات توضيح لرحمة نبي الله صلى الله عليه وسلم وكيف كان يشفق على من يدعوهم للهداية فيعرضون عنها لدرجة أنه كان على وشك الهلاك من الأسى والحزن لأنهم لا يؤمنون، وذلك دليل على ما يحمله قلبه الرحيم من تمني الخير إلى كل الناس، وصدق الله عز وجل في قوله: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) [الأنبياء: 107].
آيات عن الرسول
- قال عز وجل: قال الله تعالى: (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ) [النساء: 80]، وقال سبحانه وتعالى: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 71]، فالطاعة لله تتم منخلال طاعة نبيه.
- وقال سبحانه وتعالى: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) [آل عمران: 164]، فبعثة النبي من نعم الله الكبيرة على عباده، وقد وصف الله الرسول بأوصاف عديدة حتى يصير من الرموز التعليمية وليهدي البشر بهدي الدين الإسلامي، كما في قوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا) [سبأ: 28].
- قال الله عز وجل: إن الله وملائكته يصلون على النبي، يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما” [الأحزاب: 56]. ويقول ابن عاشور: “وذكر صلاة الملائكة مع صلاة الله على النبي ليكون ذلك مثالا لأفضل صلاة المخلوقات على الرسول، وذلك لتقريب درجة صلاة المؤمنين التي يؤمرون بها بعدها، وللتأكيد على الاهتمام بها.” وكانت خبر صلاة الله والملائكة على رسول الله صلى الله عليه وسلم لتشريفه وتكريم منزلته.
- وفي قوله سبحانه وتعالى: (ياأيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون) [الحجرات: 2]، وفيها نهي عن رفع أصواتهم فوق صوت الرسول وتقليل الحديث عنده، لأن ذلك غير مناسب في مجلس النبي بسبب عظمته.
الآيات التي ذكر فيها اسم الرسول
- في سورة آل عمران في قول الله سبحانه وتعالى: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ)، [سورة آل عمران، الآية: 144] .
- سورة الأحزاب في قوله عز وجل: يقول الله تعالى في سورة الأحزاب، الآية 40: `ما كان محمد أبا أحد من رجالكم، ولكنه رسول الله وخاتم النبيين، والله بكل شيء عليم`.
- سورة محمد في قوله عز وجل: قال الله تعالى: (والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم)، سورة محمد، الآية: 2.
- سورة الفتح في قوله عز وجل: محمد رسول الله والذين معه قويون وشجعان في مواجهة الكفار، وفي الوقت ذاته رحماء ومتسامحون بينهم. تجدهم يسجدون ويركعون متطلعين إلى فضل الله ورضوانه. وتظهر على وجوههم آثار السجود، وهذا يشبههم في التوراة والإنجيل، مثل زرعة ينمو وينشأ فروعها، ثم يقويها ويستقيم ساقها في الأرض، فتعجب الزارعين. هذا لكي يغضب بهم الكفار. وعد الله المؤمنين الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالمغفرة والأجر العظيم.” [سورة الفتح، الآية: 29.].