تعبير شفوي عن أنت كما تريد
توكيد الذات
يخوض الفرد في حياته العديد من التجارب والتجارب المختلفة في كل المجالات، ويتعرض للعديد من المواقف الحياتية ويكتسب الخبرات والمعارف اللازمة للتغلب على العقبات والتفاعل بشكل إيجابي مع جميع ظروف الحياة والمواقف، بهدف تحقيق مستوى عالٍ من تأكيد الذات.
وتتطلب المخاطر استنادا إلى القدرة الذاتية والاستقلال عن الآخرين عند مواجهة مواقف غير مرغوب فيها. بالنسبة لأولئك الذين لا يملكون القدرة الفعلية على إثبات أنفسهم، يجدون أنفسهم تحت وصاية الآخرين في كل أفعالهم، حيث يتعبرون عن الغضب والاستقلالية، لكنهم لا يجرؤون على ضبط أنفسهم بدون إشراف وتدخل خارجي. لذلك، يجب إيجاد توازن بين تحرير القوى الداخلية وقبول الذات كما هي، مع الاعتراف بإمكاناتها واستعداداتها، بالإضافة إلى القدرة على تحديد مسار الفرد واتخاذ القرارات من جانبه.
كن أنت
يسعى الأفراد عموما إلى التمييز عن الآخرين والاستبعاد الذاتي من خلال الاعتماد على الخبرات السابقة واكتساب مهارات وخبرات جديدة تساعدهم في تأكيد رغباتهم في تحقيق الاندماج الذاتي المطلوب من خلال تطوير قدراتهم واستعدادهم ومهاراتهم المختلفة. وعلى الجانب المقابل، نجد الأشخاص الذين يسعون باستمرار إلى التعبير عن شخصياتهم ومشاعرهم للآخرين بطرق تختلف عن واقعهم الداخلي
يعاني الأشخاص الذين يشعرون بالإجهاد والإرهاق الجسدي والعاطفي من الحاجة إلى استخدام ما يسمى الأقنعة الأخلاقية لإخفاء الألم والمشاعر والعواطف التي يمرون بها، وهذا يزيد من الضغوط والأعباء التي يتحملونها.
فإن كل ما سبق يؤدي إلى معاناة الفرد من حالة فقدان الهوية الذاتية ونفي الذات وبناء دفاع ضد جميع المؤثرات بشكل دائم، وتحديد بعض الأساليب والأفكار المفيدة التي تساعد على تقويةالذات وفهمها وقبولها وعدم محاولة تجسيد شخصيات أخرى
وتشمل بعض الأفكار ويتمثل أبرزها فيما يلي:
- التغلب على الاتجاهات السلبية:
تعد الاتجاهات والأفكار السلبية من أكبر الأدلة على قلة احترام الذات وفقدان السعادة، حيث يتسم التصور الفردي السلبي للذات بنقص الثقة بالنفس والكفاءة المنخفضة والشعور بالدونية. يبدو أن الأفراد الذين يشكلون تصورات سلبية عن أنفسهم يفتقرون إلى الثقة بالنفس ويشعرون بالخوف المستمر من التحدث والتعبير عن الأفكار والآراء غير المعروفة والغير تقليدية
بالإضافة إلى تفضيل التفاعل مع العمليات الحياتية من خلال الآخرين داخل أو خارج مجموعات مختلفة فنجد بعض الناس يميلون إلى الإدمان العزلة والانسحاب، لذلك وعلى عكس ما سبق يتضح أنّ تكوين مفهوم إيجابي تجاه الذات يساعد الفرد على تأكيد وقبول نفسه كما هو بالإضافة إلى تحفيز الوعي بمستوى الطموح والإنجاز والقدرة، والبحث المستمر عن استثمار هذه القدرات لتحقيق أعلى مستوى من النجاح حسب الإمكانات الشخصية.
- التفاعل الصحيح مع اتجاهات الآخرين وآراءهم
نجد أنّ الفرد يُبيّن موقفه تجاه الآخرين من خلال إدراكه الذاتي الذي يمكن للبعض أن يبنيه من خلال طرق التصرف وأنماط التفاعل والآراء المختلفة التي تظهر في ردود الآخرين عليه، فمن المهم أن يقوم الفرد بذلك غير مبالٍ بالآخرين بشكل مفرط خاصة أنه من المعروف أن الجميع يرتكب أخطاء
ويمكن أن يعاني الجميع في فترات مختلفة من المشاعر السلبية مثل عدم الأمان وتزايد المخاوف المختلفة، والتي يمكن أن تعيقه أحيانًا عن أداء العديد من المهام حسب الحاجة فمن المهم لكي يدرك الفرد تمامًا أنه يمكنه تكوين مواقفه الداخلية ومشاعره تجاهه وهكذا، فعلى الفرد الذي يريد أن يقترب من نفسه ويؤكدها ويحققها أن يتخلى عن أنماط التفكير التي تقوده إلى التضحية المستمرة التي يقدمها تجاه من حوله لكي يشعر بامتنان الجميع له، الأمر الذي قد يقابل بعدم الرضا من قبله الاخرين وهكذا ومشاعر الاحباط بالإضافة إلى ما سبق ليس من الضروري أن يبرر الفرد أفعاله لإسعاد من حوله.
- السعي لإسعاد الذات
يعتبر الفرد هو المسؤول الأول عن حياته، حيث يعيش حياته بمفرده ولن يعيشها أي شخص آخر، لذلك فإن المحاولات المستمرة لإرضاء الآخرين لن تكون كافية لإرضاء الآخرين أو تحقيق الرضا عن النفس، ولن تؤدي إلى السعادة المرجوة
لأنه من الممكن أن تكون هذه المحاولات قوبلت بعدم الرضا والرفض حتى لو كانت مدفوعة بحب الآخرين والرغبة في تحقيق سعادتهم بالتأكيد رفض الآخرين يؤدي إلى استياء الفرد وتعرضه لخيبات الأمل حتى يجد نفسه في مرحلة ما دون مشاعر السعادة والفرح، كما أنّ السعادة التي تقوم على إرضاء الآخرين سعادة زائفة لا وجود لها.
- الابتعاد عن مقارنة الذات بالآخرين
يُعد الاعتماد على الفرد في تقييم نفسه من خلال المقارنة بالآخرين من أكثر الطرق فتكًا بالثقة بالنفس وثقته بنفسه وعدم الشعور به حيث تدخل المقارنة في دائرة هدم الفرد ومحاولة إعادة بنائه، ومن الممكن مقارنة الفرد بالنماذج الكبيرة ويتعلم عليها الإنجازات والقوة والشجاعة والسعادة أي يمكن أن يكون مصدرًا للتحفيز الذاتي
ويجب ألا تتردد في بذل جهد على طريق حلمك وعندما يضعف دافعك، فينبغي عليك أن تتذكر فرحة القدوم والسعادة التي سترافقك والأحلام التي ستتحقق والحياة التي ستتغير، ويجب عليك طلب العون دائمًا من الله تعالى وأن تُؤمن دائمًأ بقدرتك على القيام بكل هذا أثناء مواجهة جميع الصعوبات بما لديك من قوة، لذا عليك ألا تدع لحظات اليأس تؤثر عليك.
لا يوجد باب أكبر وأوسع للسعادة من تحقيق الطموحات والوصول إلى الهدف الذي يسعى إليه الإنسان. ولا يوجد باب أكبر وأوسع للتعاسة من الفشل والأحلام المعلقة والتوقف في المنتصف. إذا كنت ترغب في السعادة، فعليك أن تسعى لتحقيقها وتتذوق مرارة الصعاب بطعم حلو. وإلا فسيفتح باب التعاسة لك، وستتذوق حينها مرارة الألم والفشل كالعلق.
كما أنّ السعادة ليست بابًا لا تُعد بابًا أكبر أو أوسع لتحقيق التطلعات وتحقيق الهدف الذي يبحث عنه الإنسان، والبؤس ليس بابًا أكبر أو أوسع من الفشل والأحلام المعلقة والبقاء في المنتصف، فعليك بالسعى إذا أردتَ السعادة إلى تحقيقها وإلا سيفتح لك باب البؤس على شرائطه وبعدها ستذوق مرارة الألم والفشل بطعم مثل العلقم.
فيما يلي بعض الطرق الرئيسية لتعليم الإنسان كيفية تطوير نفسه والعيش بسعادة أكبر
- لا تهدف إلى إرضاء الآخرين: قد يكون إرضاء الآخرين شيئا لطيفا، ولكن ينبغي عليك أن تدرك حدودك بدلا من التسبب في تحقيق إرضاء الآخرين دائما، وعليك أن تهتم بأن تفعل بعض الأشياء لنفسك كذلك.
- لا تقلق بشأن كيف يراك الآخرون: قد يؤدي التفكير في كيفية نظر الآخرين إليك إلى تغيير سلوكك بطريقة إيجابية، ومع ذلك، لا ينبغي أن تستمر في التفكير بشأن ما يفكر فيه الآخرون، بل ينبغي عليك التغيير إذا كنت ترغب في ذلك والتغير إلى ما تريد أو إلى من تريد.
- تعلم المزيد عن نفسك: ربما يبدو من الغريب أن تقضي يوما وحيدا لتكون نفسك، ولكن في بعض الأحيان قد تكون هذه الطريقة الوحيدة التي يمكنك من خلالها تعلم كيف تتصرف بطبيعتك الحقيقية.