احكام اسلاميةاسلاميات

أنواع الوشم وحكمه

ما هو الوشم

الوشم هو عملية رسم تستمر على أجزاء مختلفة من جسم الإنسان ولا يمكن إزالته بالماء أو بطرق بسيطة. يتم رسمه يدويا باستخدام إبر تثقب الجلد، ثم يتم حقن الأصباغ والحبر في الطبقات العميقة من الجلد. هذه الطريقة هي الأكثر شيوعا في معظم المناطق حول العالم، بينما هناك بعض الطرق الأخرى واستخدام بعض الأجهزة الحديثة التي تستخدم لثقب الجلد وحقن الأصباغ والحبر فيه.

أنواع الوشم

من المرجح وجود العديد من أنواع الوشم المعروفة حاليا، حيث ينشئ الفنانون والحرفيون تصاميم جديدة كل يوم، ومع ذلك، يتم اقتباس العديد من هذه التصاميم من أنماط الوشم الشهيرة تاريخيا، والتي تعود إلى عقود أو حتى قرون، ويتضمن ذلك العديد من الأنواع الشائعة للوشم

كلاسيك أمريكانا

قد يكون ذلك هو النوع الأول من الوشم المشهور حول العالم، وهو أسلوب المدرسة القديمة المحدد بمخططات جريئة ويتم به استخدام صور وألوان متشابهة، والتي ترتبط ارتباطًا وثيق الصلة بالصور البحرية وبالمحيطات، وشخصيات صغيرة أنثوية، وحيوانات شرسة مفترسة، أو مجموعات من الخناجر، والزهور، والقلوب، وقد شاع نمط الوشم ذلك على يد “سايلور جيري” كولينز في الثلاثينيات من القرن الماضي.

نيو سكول

يشبه الوشم بالمدرسة الجديدة كتابًا مجنونًا هزليًا على الجسد، والذي يتم من خلاله تصوير عوالم خيالية مليئة بالفوضى وعادةً ما تكون حيوانات ذات عربات بألوان زاهية.

الوشم الياباني

يوجد عدة قرون من التاريخ لفن الوشم في جميع أنحاء العالم، ومن بين الأنماط التي لا تزال شعبيتها حتى الآن هو النمط الياباني في الوشم، والذي يصنعه فنانو الوشم سواء بالأشكال التقليدية أو الحديثة لتلك الرسومات الكلاسيكية، ويشتهر هذا النوع بشكل خاص بالصور الكبيرة التي تغطي الظهر والذراعين والساقين

أسود ورمادي

يعتمد هذا النوع من الوشم على رسم الصور باللونين الأسود والرمادي، والتي لا تقتصر على موضوع معين، حيث يمكن رسم أي شيء وكل شيء بشكل واقعي باستخدام ظلال من اللون الرمادي، وتم إجراء هذا النوع من الوشم في الأصل عن طريق تخفيف الحبر الأسود لإنشاء مجموعة من الظلال

البورتريه

يعد الوشم بورتريه واحدا من الأنواع الأكثر شيوعا بين عشاق الوشم، حيث يقوم برسم صورة شخص محبوب مثل أفراد العائلة أو الأصدقاء أو الشريك في الحياة، وذلك لعدم رغبتهم في الابتعاد عنهم، مما يجعلهم يختارون الحصول على صورة الشخص المحبوب على شكل وشم بورتريه لا يمكن إزالته.

العصا وكزة

أطلق عليه ذلك الاسم حيث يستخدم صانعه به إبرة واحدة لكي ينشيء تصميمات بسيطة، وقد أصبح ذلك النوع من الوشم شائعًا مؤخرًا لدى مصممي الوشم، كما ويتميز بخطوط سميكة وجريئة عادةً ما تكون باللون الأسود البسيط مع أنماط زخرفية صغيرة.

الوشم الواقعي

يمكن للوشم الواقعي تصوير أي شيء مثل المناظر الطبيعية والأشياء والحيوانات والأشخاص، سواء كان ملونا أو باللونين الأسود والأبيض، وهذا النمط من الوشم يعتبر كلاسيكيا مثاليا عندما يكون هناك شيء محدد يريد صاحب الوشم تصويره بشكل واقعي، ومع ذلك فإن الحصول على الوشم الواقعي بشكل صحيح يتطلب صانعا ماهرا في صناعة الوشم أو مصمما للوشم لإنشاء عمل فني يبدو واقعيا بشكل مذهل بصريا

حكم الوشم في الإسلام

يوجد نوع من الوشم الثابت الذي لا يمكن إزالته إلا بطرق معقدة مثل استخدام الليزر، وهناك نوع آخر من الوشم المؤقت الذي يمكن إزالته بالماء والصابون. وقد اختلف علماء الإسلام فيما بينهم حول حكم كل نوع من الوشم، فبعضهم يرونه حراما وبعضهم يرونه جائزا، ويعود هذا الخلاف إلى الاختلاف في التفسيرات الشرعية

الوشم الثابت

وشم الجلد باستخدام إبر وحبر أو أصباغ يعتبر حرامًا ومحرمًا في الإسلام، وليس له أي شك ولا جدال في ذلك.

الوشم المؤقت

ينقسم حكم ذلك الوشم إلى قسمين وهما:

  • وشم بطيء الإزالة: الوشم هو النقش بالألوان على الشفاه أو الحاجبين أو أي جزء من الجلد يستخدم لإخفاء الندوب أو العيوب. يتم إجراؤه باستخدام إبر معقمة، ويزول تأثير الوشم خلال ثلاث سنوات على الأكثر. يطلق عليه اسم “الوشم درموغرافي”. وقد حرم الوشم في الإسلام بإجماع العلماء، حيث تم استدلال حكمه على ما ذكر في القرآن الكريم من قول الله تعالى “ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله” [النساء: 119]. ويعتبر الوشم تغييرا في خلق الله، وقد حرم الوشم في السنة النبوية المطهرة، حيث ذكر عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال “لعن الله الواصلة والمستوصلة، والواشمة والمستوشمة”. وبالتالي، اللعن ينطبق فقط على ما هو محرم في الإسلام.
  • الوشم سريع الإزالة: من أبرز الأمثلة على الخضاب الذي يستخدم بشكل مشروع في الإسلام: الطباعة على الجلد، واستخدام الحناء، وقد أجاز فقهاء الإسلام استخدامه حيث يمكن إزالته بالماء، وقال الإمام الصنعاني في هذا الصدد (لا يحكم بأن الخضاب بالحناء محرم، وإن حرم فإنه محرم بالإجماع، وقد وقع استخدامه في عصر النبي صلى الله عليه وسلم، وأمر بتغيير بياض أصابع المرأة بالخضاب كما في قصة هند)، ولكن الطباعة على الجلد تقترب في الشبه من حيث الحكم بالوشم مما يجعل حكمها مكروها.

الحكمة من تحريم الوشم في الإسلام

هناك خلاف بين علماء الإسلام حول الحكمة من تحريم الوشم، فمنهم من قال لأن به تزييفاً وغشاً وإخفاءً للعيوب، وقد استدلوا على ذلك مما ورد عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (لعن اللهُ الواشماتِ والمُستوشماتِ، والنامصاتِ والمُتنمِّصاتِ، والمُتفلّجاتِ للحُسنِ المُغيِّراتِ خلقَ اللهِ).

في حين أن الجمهور من الفقهاء قد اتفقوا على أن الحكمة من التحريم الامتناع عن التغيير في خلق الله، كما وفي الوشم معاناة من الألم والتعذيب الذي لا يوجد داعٍ له أو حاجة، وهو ما ورد به قول الله سبحانه (وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا)، والمقصود في الآية الكريمة من التغيير بخلق الله من يقوم بالوشم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى