ما هو علم الاركيولوجيا ؟ ” وأهميتة
مفهوم الأركيولوجيا
علم الآثار أو الأركيولوجيا علم يدرس الآثار المادية للإنسان منذ بدء الخلقة، ويهتم بدراسة ما تركه الإنسان القديم من أحجام ومنحوتات وتشكيلات أندفعت بفعل عوامل المناخ تحت الأرض
يتمثل دور علم الآثار في البحث والتنقيب عن الآثار ودراسة كل ما يتعلق بها، بما في ذلك الأدوات التي استخدمت في تشكيلها وجميع ما تركه الإنسان القديم من آثار، بما في ذلك القصور والمقابر والتوابيت، وخاصة تلك التي تعود للحضارة الفرعونية القديمة
ويهتم علم الآثار بدراسة ما تحتويه القصور والمقابر والتوابيت وما بداخلها من مومياوات، وكذلك كل ما يتعلق بها من مجوهرات وتحف، ويُعد علم الآثار أو ما يعرف بعلم الأركيولوجيا، هو العلم الوحيد المختص بمعرفة تاريخ الإنسان القديم ودراسة كل ما يتعلق به، كما يقوم علم الآثار بالتعاون مع العلوم الأخرى ليقدم لنا دراسة وصفية لكلاً من علم الحيوان والنبات كذلك.
مجالات دراسة الأركيولوجيا
علم الأركيولوجيا من العلوم ذات المجال الواسع، وتم تقسيمه ليشمل علم الآثار الأحيائية، حيث يقوم في الأساس على دراسة البقايا البشرية والحيوانية والنباتية، حيث يختص هذا العلم بدراسة الهياكل العظمية وفحصها للوصول إلى تاريخها.
علم الآثار يستخرج بقايا البشر ومتعلقاتهم من تحت الماء في السواحل ويدرسها لتحديد تاريخ استخراجها، ويقوم علم الأركيولوجيا بدراسة بقايا البشر في المناطق الساحلية تحت الماء نتيجة حوادث الغرق
يصنف علم الآثار في كل من أمريكا الجنوبية والشمالية كفرع من فروع العلوم الإنسانية، وأما في باقي دول العالم فيعتبر علما مستقلا للبحث والدراسة
مجالات العمل في الأركيولوجيا
يتسع علم الآثار ليشمل العديد من المجالات، مثل العمل الميداني الذي يتضمن البحث والتنقيب عن الآثار، وكذلك الحفريات التي تتم بأساليب علمية مدروسة للحفاظ على الآثار وعدم المساس بها في روما
لذلك، يجب الحصول على تصريح قبل البدء في بناء أي منشأة في العاصمة الإيطالية روما للتأكد من عدم وجود آثار للحضارة الرومانية في المكان، نظرًا لانتشار آثار الحضارة الرومانية في جميع أنحاء الأرض
وتسمي هذه الوظيفة بالمدقق الأثري هذا بالإضافة إلى ظهور وظيفة أخري تخص مجال علم الأركيولوجيا وهى وظيفة المؤرخ الذي يقوم بتسجيل أماكن الآثار وتاريخ اكتشافها والوصف الذي قام علماء الآثار بتحليله، كما يتضمن علم الآثار العمل في مجال العلوم الأرضية والمساعدة في استكشاف المعادن كذلك.
طرق معرفة التاريخ في الأركيولوجيا
من الأمور المهمة في علم الآثار الذي يقوم الباحث بدراسته ويعطيه الأولوية هو معرفة تاريخ القطع الآثارية التي تم اكتشافها، ولمعرفة ذلك يتطلب الأمر بعض الأمور البسيطة وفي بعض الحالات تحتاج الأمر طرق شديدة التعقيد بالإضافة إلي استخدام بعض الأدوات الدقيقة ومن هذه الطرق ما يلي:
- الكربون المشع: يستخدم لتحديد عمر القطع الأثرية التي تجاوزت الخمسين ألف عام
- التاريخ النسبي: يتم تحديد تاريخ بعض القطع بناءً على قربها من قطع أخرى ذات تاريخ محدد.
- حلقات خشب الأشجار: يقوم العلماء بتحديد تاريخ بعض الآثار، مثل معرفة تاريخ الأشخاص بواسطة عد حلقاتها ليتم على أساسها حساب وتقدير عمرها
- البوتاسيوم المشع: يستخدم البوتاسيوم المشع في بعض الأحيان بنفس الطريقة التي يستخدم بها الكربون المشع، ولكن يستخدم البوتاسيوم في تحديد عمر القطع الأثرية التي تزيد عمرها على مليوني عام.
- التاريخ الذاتي: تتضمن بعض القطع التي يتم تدوين تاريخها، مثل القطع المعدنية، ذات قطع معينة.
- التسلسل الزمني للطين: يقوم العلماء بدراسة طبقات الأرض والترتيبات الطينية المحيطة بالقطع الأثرية لتحديد تاريخها.
أهمية علم الآثار
يتمحور علم الآثار حول دراسة الحضارات القديمة التي أنشأها الإنسان، من خلال فحص الشواهد المادية التي تم العثور عليها عبر العصور التاريخية
– يسعى الباحثون والعلماء في مجال الآثار إلى اكتشاف واستخلاص كل ما يتعلق بحياة الإنسان القديم من النواحي الجمالية والثقافية والفكرية والأخلاقية التي تتجلى وتظهر بوضوح على القطع الأثرية التي تم اكتشافها ودراستها.
تساعد الاكتشافاتالعظيمة على فهم حياة الإنسان القديمة في عصرنا الحالي وتساعد على تصور الشكل والطريقة التي عاش بها الإنسان القديم، كما تعطي فكرة عن مدى تقدم الإنسان القديم رغم عدم توفر الكثير من وسائل العيش التي لدينا في الوقت الحاضر
بالإضافة إلى ما سبق، يقوم علم الآثار بدراسة والتحقق من المعلومات المتعلقة بآثار الحضارات القديمة التي تم اكتشافها، ويحاول فك طلاسم العديد من الحضارات التي لا تزال غامضة بالنسبة للكثيرين
أصبح علم الآثار مهما بشكل ملحوظ عندما قام العالم الدكتور روبرت بولارد في عام 1985 بتحديد موقع غرق سفينة التايتانيك، التي غرقت في عام 1912 في المحيط الأطلسي وراح ضحيتها حوالي 1500 شخص
تم استخدام جهاز السونار من قبل الدكتور بولارد، بالإضافة إلى مساعدة علماء الآثار واستخدام كاميرات الاستكشاف عن بعد، لتحديد موقع حطام السفينة واكتشاف العديد من الحقائق حول السفينة بعد غرقها، وهذا بالإضافة إلى طاقم السفينة
تم اكتشاف أن السفينة قد انقسمت إلى قسمين عندما غرقت، واكتشفت العديد من القطع الأثرية التي كانت على متن السفينة، وعثر على بقايا حطام السفينة في منطقة مخيمات الصيد في الجرف القاري لخليج المكسيك، وتم العثور على بعض الحطام في مياه البحر الأبيض المتوسط في مدينة الإسكندرية
أسس دراسة علم الآثار
تقوم دراسة علم الآثار على اثنتين من الأسس الأساسية المترابطة التي لا يمكن فصلهما، وهما كالتالي:
- المنهج العلمي والميداني لعلم الآثار
يتم الحصول على الآثار من خلال عملية التنقيب والبحث عنها، واستخراجها من باطن الأرض، ومن ثم فحصها والاستفادة من كافة المعلومات التي تتعلق بها وإدخالها في العلوم التطبيقية والعلمية
يقوم علم الآثار بالقيام بعمليات الصيانة لهذه القطع إذا تطلب الأمر ذلك، وذلك لأن علم الآثار لم يكتمل بشكل كامل في الكشف والدراسة، ثم يتم حفظها وعرضها في المتاحف المخصصة لذلك
يقوم علم الآثار بوضع الأرضيات وطرح جميع الأسئلة المتعلقة بما سيتم البحث عنه من اكتشافات أثرية، والبحث عن الأدلة التي تقودهم إلى اختبار موقع الحفر لاكتشاف جديد، ويستخدم علماء الآثار تقنيات أخذ العينات العلمية لتحديد مكان الحفر بعد ذلك
تُعد عملية البحث والتنقيب عن الآثار الأساس في دراسة الآثار لاكتشاف ما تحويه الأرض وتخفيه في باطنها من آثار، ويتم من خلال اكتشاف تلك الآثار معرفة حياة الإنسان القديمة وكيفية عيشهم
- الجانب النظري والأكاديمي
يعتمد هذا الجانب من الدراسة للاكتشافات الأثرية على معرفة تاريخ القطع الآثارية، وذلك حتى يتم تحديد نوعية وكيفية الحياة في تلك الفترة، وذلك من خلال اتباع الدارسين والباحثين علم الآثار طرق أكاديمية وعلمية وبحثية كذلك في الوصول كل هذه المعلومات التي قامت عليها حياة الإنسان في الحضارات القديمة ومعرفة كيف كان نمط الحياة وكيف كان يتفاعل الإنسان قديمًا مع البيئة المحيطة به التي كان يعيش فيها.