هل يساعد النوم في علاج الشقيقة
إذا كانت الشقيقة جزءا من الحياة اليومية، فتعديل جدول النوم والحصول على نوم عالي الجودة يعتبران مفاتيح لمنع نوبات الصداع. يعاني العديد من الأشخاص الذين يعانون من الشقيقة من اضطرابات في النوم، مثل صعوبة النوم أو البقاء نائمين. في بعض الأحيان، يكون الصداع سببا للاضطرابات في النوم. ولكن هناك بعض الأبحاث التي تشير إلى أن العكس صحيح أيضا، حيث يمكن أن يحفز الحصول على كمية قليلة أو كبيرة من النوم نوبات الصداع.
الرابط بين الشقيقة والنوم
النوم والمزاج والصداع هي عوامل يتم التحكم بها من خلال مناطق مشتركة في الدماغ، وتستخدم جميعها مواد كيميائية متشابهة، ولذلك فإن حدوث اضطرابات النوم يمكن أن يؤدي إلى الصداع.
في حالة عدم الحصول على نوم كافٍ، يزداد الإحساس بالألم، مما يزيد الحساسية للأمور المؤلمة، بما في ذلك نوبات الشقيقة.
هل يسبب الحرمان من النوم الشقيقة
يجب إجراء المزيد من الأبحاث من أجل معرفة الرابط بين الحرمان من النوم والشقيقة، لكنهما يشتركان بالآليات الدماغية. على سبيل المثال، الوطاء، الذي ينظم النوم واليقظة، يتضمن أعصاب تساعد في تعديل الألم. يتضمن الوطاء أيضًا النواة فوق التصالبية، التي تستقبل الرسائل من العينين وتساعد الشخص على مطابقة سلوكيات النوم مع الدورة الخارجية للضوء والظلام. قد يسبب الخلل في النواة فوق التصالبية تعطيل دورة النوم واليقظة.
العامل الرئيسي الهام أيضًا في دورة النوم هو الغدة الصنوبرية، التي تقوم بإنتاج الميلاتونين، وهو الهرمون الذي يساعد في النوم عندما يدرك الشخص التغيير بين الليل والنهار، وترتبط المستويات المنخفضة من الميلاتونين بالشقيقة والصداع العنقودي، وكذلك الاستيقاظ مع الإصابة بالصداع.
هل تسبب اضطرابات النوم الأخرى الشقيقة
أظهرت دراسات سابقة أن الحصول على قلة نوم ليس المسؤول الوحيد عن نوبات الصداع النصفي، بل يمكن أن يتسبب النوم الزائد أيضا في حدوث هذه النوبات. وعلى الرغم من أن النوم الجيد يخفف من حدة الصداع، إلا أن النوم الزائد يمكن أن يزيد من تفاقم هذه الحالة. ويمكن أن تحدث نوبات الصداع النصفي في عطلة نهاية الأسبوع لدى الأشخاص الذين يعوضون نقص النوم في أيام العمل.
العلاقة بين الحرمان من النوم والشقيقة هي علاقة ثنائية الاتجاه. هذا يعني أنه ليس فقط الاضطرابات في النوم والحرمان منه يمكن أن يحرض الشقيقة، إنما يمكن أن تؤثر الشقيقة أيضًا بشكل سلبي على النوم. يمكن أن تؤدي الشقيقة للشعور بالإرهاق والنعاس الشديد، مما قد يؤثر على دورة النوم واليقظة لدى الشخص.
أنواع اضطرابات النوم التي تحرض الشقيقة
أي شيء يعوق الشخص عن الحصول على 7-8 ساعات من النوم المتواصل يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بنوبات الشقيقة، وتشمل اضطرابات النوم
- انقطاع النفس اثناء النوم
- الأرق هو الصعوبة في النوم أو البقاء نائمًا
- متلازمة الساقين المتململة (الشعور بالوخز والإبر في الساقين، خاصةً في الليل)
- صرير في الفك اثناء النوم
- الشخير
- التغفيق (النعاس الشديد في وقت النهار)
- المشي أثناء النوم
- الاضطرابات في الساعة البيولوجية
- يجب الحصول على ست ساعات على الأقل من النوم أو أكثر من 8.5 ساعة
- اضطراب الرحلات الجوية
- الرعب الليلي (عند الأطفال)
كيفية معرفة أن النوم مسببًا للشقيقة
إذا تغير نمط النوم أو حدثت اضطرابات في النوم، فقد يكون ذلك السبب وراء حدوث الشقيقة، وفي هذه الحالة، يمكن للشخص أن يلاحظ أن نوبات الشقيقة تحدث في نفس الوقت من كل يوم، عادة في النهار. قد يتسبب الاضطراب في النوم أيضا في استيقاظ الشخص من نومه، أو الشعور بنوبة الشقيقة بعد فترة قصيرة من الاستيقاظ من السرير. يحدث أكثر من نصف حالات الشقيقة بين الساعة 4 والساعة 9 صباحا، ويمكن أن يكون ذلك بسبب ارتباطها بالنوم.
حتى في حال عدم ملاحظة العلاقة بين النوم ونوبات الشقيقة، فمن الممكن أن يكون الاضطراب في النوم لا يزال مرتبطاً بالشقيقة، مثل قلة النوم أو التغيرات في الجدول الزمني للنوم. لمعرفة ما إذا كان نوع النوم يساهم في نوبات الشقيقة، يجب الاحتفاظ بمذكرة وكتابة كل ما يتعلق بالشقيقة، بما في ذلك:
- تتضمن معلومات الصداع توقيت حدوث النوبات، موقع الألم، مدة استمرار النوبة، وكيفية تناول العلاجات.
- يتضمن ذلك كمية النوم التي يحصل عليها الفرد كل ليلة ووقت الذهاب إلى النوم
- روتين النوم
- عند حدوث نوبة شقيقة تؤدي إلى الاستيقاظ من النوم
- كيف يشعر الشخص عندما يستيقظ من النوم
- إذا شعر الشخص بالنعاس أو الإعياء خلال النهار، فهذا يعني أنه بحاجة للراحة.
بالإضافة إلى معرفة نمط الصداع، يساعد الشخص في معرفة ما إذا كان يعاني من اضطراب في النوم باستخدام المفكرة.
متى يجب استشارة الطبيب
في حال عانى المريض من أعراض انقطاع التنفس أثناء النوم، يجب مراجعة الطبيب للحصول على العلاج المناسب، وقد يساعد ذلك في علاج نوبات الشقيقة، وتتضمن أعراض الاضطرابات في النوم
- الشخير
- انقطاع التنفس اثناء النوم
- الاستيقاظ أثناء الليل
- النعاس أثناء النهار
إذا كان الشخص غير قادر على النوم لأكثر من 6 ساعات في الليل، فيجب عليه استشارة الطبيب إذا كان يعاني من الأرق الذي يمكن علاجه. يمكن للعلاجات بما في ذلك الأدوية والتغييرات في النظام الغذائي والعلاج السلوكي للنوم أن تساعد في الوقاية من الصداع النصفي الناجم عن سوء النوم
كيفية تحسين النوم من أجل الوقاية من الصداع
يجب تحصل على 7 أو 8 ساعات من النوم المتواصل في نفس الوقت كل ليلة، وهذا يعد عاملاً أساسياً لتجنب الصداع النصفي. ولتحسين النوم، يمكن تجربة النصائح التالية:
- الذهاب للنوم والاستيقاظ في نفس الوقت كل يوم
- تحصل على 7 أو 8 ساعات من النوم
- خلق بيئة هادئة للنوم ومظلمة
- تجنب الكافيين، النيكوتين والكحول
- تجنب مشاهدة التلفاز، استخدام الحاسوب، أو إرسال الرسائل عبر الهاتف المحمول قبل النوم.
- القيام بنشاطات مريحة في وقت النوم
- يُوصَى بممارسة التمارين الرياضية بانتظام، ولكن لا يُفضل ممارسة التمارين الرياضية قبل الذهاب إلى النوم.
- يجب أن نقضي بعض الوقت في الضوء الطبيعي خلال اليوم.
الأدوية التي تقي من نوبات الشقيقة
هذه الأدوية يمكن أن تساعد الشخص على
- الحصول على عدد أقل من نوبات الصداع النصفي
- التقليل من حدة نوبات الشقيقة
- التقليل من وقت النوبات
يساعد هذا العلاج الشخص الذي يعاني من نوبات الصداع النصفي المتكررة، وفي حال رغب الشخص في استخدام الأدوية للوقاية من الصداع، يجب مراعاة الجرعات المحددة لتلك الأدوية
- لا تسبب آثار جانبية سيئة
- في حال تعرض الشخص لأربع نوبات صداع نصفي أو أكثر في الشهر
تشمل الأدوية للوقاية من الصداع ما يلي:
الأدوية المضادة للنوبات
يعمل عن طريق تهدئة الخلايا العصبية في الدماغ بمايشمل ذلك:
- توبيراميت
- حمض الفالبرويك (ديباكين، ديباكوت، ستافزور)
حاصرات بيتا
تستخدم حاصرات بيتا عادةً لعلاج ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، وليس من الواضح كيف يتم استخدام هذه الأدوية للوقاية من الصداع النصفي، وتشمل هذه الأدوية:
- ميتوبرولول
- بروبرانولول
- تيمولول (بلوكادرين)
مضادات الاكتئاب
تؤثر هذه الأدوية على السيروتونين، وهي مادة كيميائية مرتبطة بالشقيقة، وبعضها مثل الأميتريبتيلين يمكن أن يساعد في علاج الصداع. كما يمكن أن تساعد بعض الأدوية الأخرى في الوقاية من نوبات الشقيقة.