الانسانتنمية بشرية

متى يكون التغيير سلبي ؟

معنى التغيير السلبي

قد يكون التغيير أمرا لا مفر منه، وسواء كان سلبيا أو إيجابيا، فإن له تأثيرات على الأفراد والجماعات. قد ينتج التغيير السلبي نتيجة لعدة ضغوط، على سبيل المثال، انتهاء علاقة أو فقدان شخص عزيز يؤديان إلى التغيير السلبي، مما يؤثر على حياة الشخص ما لم يتعامل مع هذا التغيير السلبي وضغوط الحياة بشكل إيجابي .

أنواع التغيير السلبي

في بعض الأحيان، يؤثر نوع التفكير الذي نتبعه في حياتنا، وعندما نفكر في أنواع التغيير السلبي، نجد أن هناك ثلاثة أنواع من التفكير السلبي، ومنها:

  • الإفراط في التفكير : من الممكن أن الإفراط في التفكير يؤدي إلى تجاوز كل خيار وحتى كل نتيجة يمكن التفكير فيها، ولذلك يجب السيطرة على النفس والتحكم في الأمور لتجنب ذلك، وبذلك تستطيع الشخص الاستمتاع بكل لحظة في حياته .
  • عدم التصفية العقلية : يوجد العديد من الأشخاص الذين يقولون دوما إنهم يكرهون وظائفهم، ولا يحبون التواجد مع العائلة أو الأصدقاء، أو أنهم لا يتقاضون رواتب كافية، وهؤلاء الأشخاص يشعرون دائما بعدم التصفية العقلية التي تجعلهم يتعرضون للتغيير السلبي باستمرار، ويمكن أن تكون التصفية الذهنية مهمة لأنها تجعلنا ننظر للأشياء ككل وتخفف من الشعور بالقلق والاكتئاب الدائم .

متى يكون التغيير سلبي

كما نعلم، حياتنا ليست مثالية ولن تكون كذلك، وقد تحدث الكثير من الأحداث في العالم من حولنا، وهذا يؤدي إلى تراكم السلبية بشكل كبير، حيث يمكن أن يكون التغيير سلبيا عندما يؤثر على صحتك ويزيد من مشاعر الاكتئاب والقلق، وعندما تتأثر العلاقات بشكل سيء، فيكون التغيير سلبيا أيضا، وبالإضافة إلى ذلك، يؤثر التغيير السلبي بشكل كبير على حالة المزاج .

آثار التغير السلبي في الحياة

قد يتسبب نمط حياتنا السريع في الخضوع لـ بعض الآثار السلبية ، وهذا يؤثر بشكل سلبي في العديد من الأشياء كـ السلوكيات الاجتماعية ، وقد تنتشر حالة فوضى نتيجة التغيير السلبي ، وقد ينتج أيضًا متلازمة ” الإرهاق ” التي أصبحت شائعة بشكل كبير هذه الأيام ، وأصبحت حالات الاكتئاب ، والقلق من الآثار المستمرة السلبية في حياتنا .

وعلى الصعيد الاجتماعي والاقتصادي نجد أن القلق يجعل الشخص يشعر بعدم الأمان، مما يزيد من معدل الجرمة في المجتمع، ومن الناحية الاقتصادية نجد أن الاضطراب الذي يحدث في سوق العمل يؤثر بشكل سلبي في الأرباح المستقبلية .

يمكن أن يؤدي الشعور بعدم الأمان واليقين إلى هز معتقدات الأشخاص ودياناتهم وفلسفاتهم الشخصية، مما يجعل رؤيتهم للعالم تختلف تمامًا، حيث يفقد الكثيرون الثقة في النظام الطبيعي للأشياء .

ما هي التغييرات السلبية التي قد يواجها طالب أو موظف

تواجه الطالب تغييرات سلبية مثل الاضطرار للبقاء مع أشخاص لا يرغب في التواجد معهم، والاستماع للمعلم وتعلم الانضباط لتحقيق النجاح الدراسي، وقد يتعرض لتغييرات سلبية أخرى مثل الانتقال من مدرسة إلى أخرى، مما يزيد من الضغط النفسي لديه .

أما من التغييرات السلبية التي يواجهها الموظف هي تعلمه كيفية التعامل مع شخص أغلى منه في المنصب ، حيث في بعض الأحيان يرفض اتباع أوامره وتوجيهاته ، وهنا قد يحدث تصادم حقيقي ، ويبدأ هذا التغيير السلبي في التأثير بشكل مباشر على بيئة الشخص ، ويبدأ أن يصاب بالكبرياء والتوتر والغضب المفرط .

كيفية التعامل مع التغيير السلبي

قد تكون الخطوة الأولى في التغيير السلبي هي أن تنتبه جيدا للأفكار اليومية، وتحاول ابتكار طريقة تساعدك على تذكر أن التفكير المتكرر لا يفيد ولا يغير الوضع الحالي. بل سيفقدك التركيز والسيطرة على الغضب. في هذه الحالة، عليك أن تتخذ قرارا وتلتزم به. فهم الأفكار وتغييرها هي خطوات مهمة للتخلص من التغيير السلبي .

من المفيد أن يقوم الشخص الذي يريد التخلص من أي تفكير سلبي داخله بأخذ المفاهيم التي تدور في عقله وينشئ محتوى خاص به، ويبدأ في التفكير في الأفكار الرائعة فقط التي تستحق التنفيذ حقًا، ولكن يجب ألا يفكر بشكل مفرط .

من الضروري أيضًا أن يشاهد الشخص الطريقة التي يتحدث بها مع نفسه ، فـ النقد المستمر للذات قد يؤدي إلى عقلية سلبية، لذا من المهم الانتباه للحديث مع النفس وخاصة في الأوقات الصعبة ، حيث أن الحديث مع النفس قد يعني الكثير من الأفكار والمشاعر ، لذا يجب تسليط الانتباه على اللحظة الراهنة ولا تلجأ إلى النقد الذاتي .

بالإضافة إلى ذلك يعتبر قبول وإعادة صياغة الموقف من الأمور المهمة ، التي تساعد في التغلب على التغيير السلبي ، فعلى الرغم من أن إعادة صياغة الموقف تعتبر من الأمور البسيطة إلا أنها من الأمور الضرورية ، حيث تجعل الشخص يعثر على أشياء إيجابية في حياته ، ويجب على الشخص دومًا أن يكون شاكر لكل شيء في حياته .

في هذا السياق، قد يكون من الضروري الاحتفال بالجوانب الإيجابية للتعامل بشكل سليم مع التغيير السلبي، حتى لو كانت تلك الجوانب الإيجابية صغيرة. يجب على الفرد أن يعرف متى يمكنه طلب المساعدة والدعم للتغلب على أي سلبيات في حياته، حيث أن جزءا هاما من إدارة التوتر هو الاستدراك عند تعرض الشخص لإجهاد كبير، والاعتراف بذلك. فجميعنا بحاجة في بعض الأوقات للدعم والمساعدة .

في النهاية، يمكن أن تكون حياتنا عبارة عن دائرة كبيرة، تحوي الكثير من التحولات والتقلبات، بعضها إيجابي وبعضها سلبي، وقد يؤدي التغيير السلبي إلى مشاكل عديدة مثل القلق والاكتئاب .

يجب عليك أن تتأكد بأن التغيير ليس إيجابيا فقط أو سلبيا فقط، ففي كثير من الأحيان يمكن أن يكون كليهما، كما هو الحال مع العمر الذي يتغير ويحمل في طياته جوانب إيجابية وسلبية، فعلى الرغم من أنه يزيد النضج الشخصي إلا أنه يضيف المزيد من المسؤوليات .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى