تخصصات جامعيةتعليم

اسس اقتصاديات التعليم

مفهوم اقتصاديات التعليم

في القرن العشرين، ظهر مجال جديد إلى حد ما من التخصصات الأكاديمية، وهو الدراسة المنهجية للجوانب الاقتصادية الخاصة بالتعليم. ويركز علم اقتصاديات التعليم على الأفراد التربويين والاقتصاديين، وعلى الرغم من اختلاف الثقافات، إلا أنه يمكن ملاحظة اختلاف الجوانب الاقتصادية للتعليم وفقا لنظام ونمو البلد الاقتصادي وتطوره. فالدول المتقدمة تستثمر في التعليم بشكل أكبر من الدول الأقل تقدما أو الدول النامية.

يستند علم اقتصاديات التعليم على إنشاء علاقة سببية بين الجوانب الاقتصادية والتعليم، وهو فرع متخصص من الدراسة يعمل على تطبيق المفارقات والنظريات والمبادئ الخاصة بالاقتصاد في مجال التعليم، ويستخدم مفاهيم الاقتصاد لشرح قضايا التعليم.

يهتم علم اقتصاديات التعليم بتدريس سلوك البشر من حيث اتخاذ القرارات والأفعال والردود على التعليم، كما يحلل كيفية اتخاذ المتعلم الفردي قراراته بشأن الاستثمار والإنفاق على مستوى معين من التعليم.

ما هي أسس اقتصاديات التعليم

يلعب التعليم دورا مهما في السيطرة على البطالة، حيث يعد التعليم أفضل وسيلة لمعالجة بطالة الشباب ودعم النمو الاقتصادي والاجتماعي. فالتعليم يمهد الطريق لتلبية الاحتياجات الاقتصادية للفرد والمجتمع، ويمكن تلخيص أسس اقتصاديات التعليم كما يلي

  • يتم تدريب الأفراد والمجتمع على المشاركة في الأنشطة الاقتصادية، حيث يوفر هذا التدريب القوى العاملة الماهرة الضرورية.
  • تفتح نظريات التعليم آفاقًا جديدة للنمو الاقتصادي.
  • رفع المستوى معيشة الأفراد

بالإضافة إلى ذلك، فإن أسس وطبيعة اقتصاديات التعليم تتنوع باعتباره اختصاصًا أكاديميًا في بدايته، ومن هذه الأسس ما يلي:

الانضباط العلمي

علم اقتصاديات التعليم يعتمد على استخدام الموارد والتقنيات والأدوات التعليمية بأفضل طريقة لتحقيق الأهداف التعليمية، حيث يهدف اقتصاديات التعليم إلى تخصيص الموارد التعليمية النادرة بين البدائل المتنافسة لتحقيق أهدافها، ويتعامل أيضا مع ترشيد استخدام الموارد التعليمية النادرة لتحقيق الأهداف المثلى للتعليم.

تطبيق نظريات الاقتصاد

تستخدم اقتصاديات التعليم نظريات ومبادئ الاقتصاد في مجال التعليم، حيث تهدف الوظيفة الرئيسية لاقتصاديات التعليم إلى معالجة القضايا المتعلقة بتخصيص وتوزيع الموارد لتحقيق أهداف التعليم.

المحتوى الديناميكي

يتميز موضوع اقتصاد التعليم بالديناميكية الشديدة، حيث يتم إضافة الأفكار الجديدة باستمرار إلى موضوع اقتصاديات التعليم، مما يشجع الدراسات البحثية المكثفة لتوسيع مجالات المحتوى الديناميكي.

المعرفة المنهجية

يقوم علم اقتصاديات التعليم على منهجية معرفية مشتقة من دراسات بحثية مكثفة في مجال الاقتصاد، بدلا من اعتماد بشكل تلقائي على الأبعاد الاقتصادية للتعليم. هذا العلم متعدد التخصصات، حيث يرتبط موضوعه بالاقتصاد والتعليم والنظام الحكومي والرياضيات والإدارة وغيرها، مما يجعل المحتوى التعليمي لعلم اقتصاديات التعليم شاملا ومتنوعا.

نطاق اقتصاديات التعليم

يعد نطاق اقتصاديات التعليم نطاقًا واسعًا وديناميكيًا، حيث يجمع بين علم الاقتصاد وتخصصات التعليم، ويغطي بشكل رئيسي مجالات الدراسة التالية:

  • معدل عائدات التعليم الخاص والاجتماعي.
  • تكوين رأس المال البشري.
  • العلاقة بين التعليم والتنمية الاقتصادية.
  • التكلفة والفوائد التعليمية.
  • التخطيط التربوي.
  • كفاءة التعليم.
  • فعالية تكلفة التعليم.
  • التحليل التاريخي لاقتصاديات التعليم.
  • إعداد الميزانية البرنامجية وتمويل التعليم.
  • الكفاءة والمساواة في التعليم كفرصة.

اهداف اقتصاديات التعليم

وسوف نقوم بتوضيح مجالات وأهداف اقتصاديات التعليم فيما يلي :

  •  يمكن اعتبار التكلفة التعليمية هدفا رئيسيا في دراسة اقتصاديات التعليم. يتأثر جودة التعليم بتكلفته على مستوى تعليمي معين. فتكلفة التعليم تعكس ما يتحمله الطالب أو المؤسسة التعليمية أو الحكومة لتعليم فرد أو مجموعة من الأفراد. وهي قيمة مالية وغير مالية تستخدم في عملية التعليم.
  • التخطيط التربوي يشير إلى تطبيق التحليل العقلاني والمنهجي على عملية التطوير التربوي، بهدف جعل التعليم أكثر فعالية وكفاءة في استجابته لاحتياجات الطلاب والمجتمع. إن التخطيط التربوي هو تمرين منهجي يستهدف تحقيق أهداف معينة وغايات محددة تم تحديدها من قبل المجتمع، وذلك في إطار زمني محدد في قطاع التعليم.
  • تشكل رأس المال البشري؛ إذ يعبر التعليم عن تشكيل رأس المال البشري ونهجه النظري، والذي يشير إلى مخزون المهارات الإنتاجية والمعرفة التقنية المتجسدة في الأفراد من خلال التعليم والتدريب. وبالتالي، يتكون المعرفة والخبرة والقدرة الإنتاجية التي يكتسبها الفرد من خلال التدريب التربوي، مما يمكنه من أداء وظيفته بفعالية في المجتمع.
  • يتضمن إستثمار التعليم إنفاق الحكومة أو الأفراد على مشاريع تعليمية تحمل فوائد أعلى من متوسط العوائد، ويحتل إطار الاستثمار في التعليم مكانة مهمة في تخصص اقتصاديات التعليم.
  • يتم تعريف عائد التعليم بأنه الفوائد التي يحصل عليها الأفراد الذين يستثمرون في التعليم. يعد العائد الخاص هو الفوائد المتراكمة التي يحصل عليها الأفراد بعد انتهاء فترة التعليم نتيجة للاستثمار فيه. أما العائد الاجتماعي، فيشير إلى الفوائد التي تحققها الحكومة من مشروعات الاستثمار في التعليم.
  •  علاقة التعليم بالتنمية الاقتصادية ؛ حيث يقوم تخصص اقتصاديات التعليم على مناقشة العلاقة بين التحصيل التعليمي ، والتنمية الاقتصادية ، فهناك علاقة مباشرة بينهما ، حيث لا يمكن تحقيق التنمية الاقتصادية بدون التحصيل التعليمي العالي ، وكذلك فإن تطوير التعليم غير ممكن بدون تعزيز اقتصادي ، لذلك فإن كلا من الاقتصاد والتعليم عنصرين مكملين لبعضهما البعض.
  • التعليم وسوق العمل ؛ فالربط بين قطاع التعليم والصناعة يعتبر أحد مجالات الاهتمام الرئيسية لاقتصاديات التعليم ، حيث تقوم اقتصاديات التعليم بتدريس كيفية امكان التعليم بأن يخلق موارد بشرية فعالة ، ومليئة بالمهارات من أجل زيادة إنتاجية القوى العاملة ، ويجب تصميم التعليم بهذه الطريقة ، كونه يلبي طلب سوق العمل.
  • يجب على اقتصادياتالتعليم وإدارة التمويل التعليمي أن تركز على طرق إدارة التمويل التعليمي في الحكومة والمؤسسات، من خلال تطوير إجراءات فعالة لإدارة التمويل في المؤسسات التعليمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى