ما هي النسوية البراغماتية
ما هي فلسفة النسوية البراغماتية
إن النسويَّة البراجماتية هي مجال متطور في الفلسفة، ظهرت هذه الحركة في تسعينيات القرن الماضي كأحد مناهج الفلسفة النسوية، تستخدم النسوية البراجماتية دمح بعض المفاهيم الأساسية للبراجماتية، ومنها تأكيدها على مبدأ التعددية، والممارسة النسوية مع التركيز على إحداث تغييرات في المجتمع من حولهم.
تسعى الحركة النسوية المعاصرة إلى توسيع نطاق الفلسفة البراجماتية، حيث قام الفلاسفة النسويون في القرن الحادي والعشرين بتوسيع نطاق الفلسفة البراجماتية النسوية الأمريكية والعالمية، وتشير هذه الحركة إلى أن البراجماتية النسوية تمثل لهم موردا ثمينا لتطوير عمل الحركة النسوية البراجماتية، على الرغم من عدم اعتراف بعض المفكرات النسويات بها.
المواضيع التي عالجها النسويون البراجماتيون في هذه الفلسفة
- استندت الفلسفة البراجماتية الأمريكية إلى مساهمات نساء قويات تأثيرًا في التطور الفلسفي، لكن كل أعمالهن اختفت من تاريخ الفلسفة.
- يتطلب الأمر قراءة جميع قوانين الفلاسفة البراجماتيين وتحليل كتاباتهم بناءً على مواقفهم من المرأة وحولها وفي ضوء فلسفتهم الخاصة.
- الاستعانة بالفلسفة البراجماتية كأحد المصادر الهامة للفلسفة النسوية المعاصرة وللنشاط النسوي أيضًا، حيث ظهرت حركة النسوية البراجماتية في القرن التاسع عشر واهتمت بدورها بمهمة إعادة إحياء الفلسفة البراجماتية الأمريكية على الساحة من جديد وذلك بسبب دور الاتجاه النسوي في هذا الأمر.
المبادئ البراغماتية
منذ ظهور الفلسفة البراجماتية، ازداد عدد مبادئها وفلسفتها، مما جعلها فكرًا متنوعًا، وتعتبر أهم مبادئ البراغماتية ما يلي:
- طبيعة العالم المتغيرة والمنفتحة
إن العالم الذي نعرفه من حولنا ما هو إلا نتيجة لتجاربنا الشخصية وهذا العالم هو حلقة دائمة التغير والتطور والتحول، أي أن هذا العالم خالي تمامًا من الثبات والاستقرار، وذلك لأن الصدف والحوادث الغير متوقعة تشكل جزء لا يتجزأ من هذا العالم، أي أن جميع العمليات السلوكية والمعرفية التي نعرفها ما هي إلا مجرد احتمالات وينطبق هذا الأمر على قوانين الطبيعة، فهي ليست حقيقية بشكل مطلق بل هي مجرد تغيرات مفاجئة واحتمالات.
يعتقد فلاسفة البراغماتيون أن هذه الحقائق ليست موجودة لنكتشفها فحسب، بل إن نشاط الإنسان هو الذي يخلقها، وهذا يؤثر بشكل كبير على البيئة الطبيعية والاجتماعية. وتشجع هذه الفكرة حرية الإنسان على العمل الإيجابي في عالمنا، مما يجعل الفلسفة البراجماتية تؤيد فكرة أن الفلسفة ليست مجرد نظريات ومفاهيم مجردة، بل يجب أن تتضمن تطبيقات عملية ضرورية.
- أهمية الأعمال الإنسانية عن المعرفة
تؤكد الفلسفة البراجماتية أن تلبية الاحتياجات الإنسانية أمر ضروري وأساسي، ويعتمد ذلك على فهم المفاهيم المحيطة بنا. وتهدف المعرفة التي نسعى إليها إلى اتخاذ قرارات وإجراءات هامة وفعالة لتحقيق أهدافنا في هذا الحياة
- التأكيد على أهمية مبدأ المنفعة.
- يجب أن نتعامل مع المشاكل التي نواجهها كحافز للوصول إلى الحقيقة.
- يجب علينا المعارضة للقيم المطلقة المثالية التي يدعو إليها المثاليون، فهي ليست سوى شعارات زائفة لا يمكن تطبيقها على جميع الحالات.
- يشدد على أهمية التعلم النشط والتجريبي.
- التركيز على أهمية القوة الإنسانية للبشر، ويجب علينا تطوير القيم الاجتماعية من حولنا.
- الإيمان بالتعددية ومعارض العادات والتقاليد الاجتماعية.
النظرية البراجماتية
لقد وصلنا العديد من النظروات والنهج الفلسفية التي يتبعها الفلاسفة ويغوصون فيها، ويمكننا تصنيف هذه النظريات في خمسة أنماط أو أشكال كما يلي
- نظرية التبرير: تقوم نظرية التبرير على رفض فكرة أن المعرفة والإيمان يستندان في النهاية إلى الاعتقاد الصحيح، ويؤكد أصحاب هذه النظرية أن التبرير هو مجرد وظيفة لتفسير المعتقدات، وأن تلك المعتقدات تتميز بالطريقة التي تحافظ بها النظريات المعرفية التأسيسية للتبرير.
- نظرية الحقيقة: يعتبر الادعاء المعرفي التأكيدات التي تؤكد حقيقة الشيء بشكل غير مرتبط بالحقيقة التي يمثلها هذا الشيء ، بينما النظرية البرجماتية العملية تعتبر الادعاء المعرفي بأن التأكيدات التي تؤكد حقيقة الشيء مرتبطة بإثبات حقيقة هذا الشيء ويعتبر الاعتقاد فيها صحيحا.
- الميتافيزيقيا: تعد الميتافيزيقيا حجر الأساس في تعريف مبدأ الفلسفة البراجماتية، وهي وجهة نظر تعددية تقول بأن هناك العديد من الطرق السليمة التي يمكن أن تساعدنا على تصور العالم وما يحويه، وأن الفلسفة البراجماتية هي نظرية تقدم وجهة نظر هذه الوجهة النظرية.
- فلسفة العلوم: يتمثل الفلسفة في تفسير وتحليل وجهات النظر المؤثرة والمعارضة لها، وربطها بتأثيرها في شرح الظواهر العلمية والتنبؤ بوقوعها، ومقارنة هذه النظريات العلمية وتقييم صحتها في الحقيقة.
- فلسفة اللغة: هي فلسفة ترفض التحليل المعنوي الدلالي للاقتراحات والبيانات والحالات العقلية، وذلك فيما يتعلق بالعلاقة التمثيلية والمراسلات.
إيجابيات وسلبيات الفلسفة البراجماتية
على الرغم من امتلاكها العديد من الإيجابيات، فإن الفلسفة البراجماتية تمتلك جانبًا مظلمًا، تمامًا مثل أي حركة فلسفية أخرى، ولنتعرف على الإيجابيات والسلبيات الخاصة بالحركة البراجماتية من خلال النظر إلى ما يأتي:
إيجابيات الفلسفة البراجماتية
تقوم الفلسفة البراجماتية على اعتماد الجانب العملي على النظري وهذا ما يميزها، حيث تعتمد بشكل أساسي على النتائج لأنها هي التي تحدد نجاح أو فشل الأفكار المطروحة، في حين لا يتم الاعتراف بالميول الشخصية والوجهات النظر الغير مجدية.
سلبيات الفلسفة البراجماتية
يرى بعض النقاد أن الفلسفة البراجماتية حركة غير مرنة فهي تعتمد النتائج فقط لأنها هي ما تقرر نجاح أو فشل الأفكار المطروحة، وهذا الأمر لا ينطبق تمامًا على جميع الأمور من حولنا، وعلى الرغم من نجاح هذه الحركة بين فلاسفة الولايات المتحدة، إلا أن بعض الأمور تحتاج إلى نوع آخر من الفلسفة كي تنجح وترى النور.
البراغماتية في الإسلام
توجد العديد من الانتقادات الموجهة إلى البرمجية من مختلف الجوانب، ومن بين هذه الانتقادات تأتي الرؤية الإسلامية لهذه الفلسفة. وقد تم تأسيس هذه الفلسفة على أساس وجهات نظر بعض العلماء الملحدين، وبالتالي ستواجه في هذه الفلسفة العديد من الانتقادات كما يلي:
- أدمنت البرمجة كل شيء من حولنا على مبدأ الاستفادة، وجعلت نتيجة هذه الأفعال هي المعيار الوحيد لجودتها ونجاحها، ولذا فإن النية وصحة الأعمال وجودتها ليست مقياسا لنجاحها. كما تم تطبيق هذا المبدأ على الدين، حيث أصبح الدين مرتبطا بالمنفعة. وفي هذا السياق، يقول برتراند راسل: (المؤمن المخلص لا يقنع بإيمانه فقط، فإن المؤمن لا يشعر بالراحة إلا عندما يركز على عبادته وإيمانه، فإن المؤمن لا يقول إنني سأكون سعيدا إذا آمنت بالله، بل يقول إنني سعيد لأنني أؤمن بالله).
- وأكدت البراجماتية عدم وجود قيم مثالية مطلقة أو حقائق موضوعية، وأشارت إلى أن الحقيقة هي مجرد اختراع جديد فقط، وأن الأشياء الموجودة في الطبيعة ليست حقيقية. وبالتالي، يتم محو القيم الأخلاقية لدينا التي تشكل أساس النفس الإنسانية، ويتم نفي المبادئ والقيم السامية التي تأتي بها الشريعة. وبالطبع، يتعارض كل ذلك مع الرؤية الإسلامية.