ما حكم اتباع النساء الجنائز لـ ابن باز
ما هو الحكم في اتباع السيدات للجنائز لابن الباز
تتضمن بعض الأقوال ذكر أحاديث لا صحة لها بشأن حكم اتباع النساء للجنائز. فقد روي عن رسولنا الكريم، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، أنه لعن زائرات القبور، ونهى النساء عن اتباع الجنائز، لأن هذه من صفات الرجال فقط؛ أما الصلاة في الجنازة فحق للنساء أيضا، كما صلى السيدة عائشة رضي الله عنها في جنازة سعد بن أبي وقاص، وكانت صلاة الجنازة في مسجد الرسول.
: لإنهاء الجدل في هذا الموضوع، فإن المرأة لها حق في الصلاة في الجنازة، ولكن عندما تذهب إلى الجنائز أو القبور، يتم إنهاء الأمر عنها، لأنه ثبت في الصحيحين عن أم عطية رضي الله عنها أنها قالت: “نهينا عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا”، وصلاة الجنازة صحيحة لكل من الرجال والنساء، وذلك ورد في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان”، وقيل: “يا رسول الله وما القيراطان؟” فقال: “مثل الجبلين العظيمين”، ويقصد بهما الأجر المضاعف. وهذا متفق عليه.
صلاة الجنازة للنساء
الصلاة على الميت هي واجب عام يؤديه بعض المسلمين، في حين يتم التنازل عن الواجبات الأخرى التي لا يمكن الوفاء بها في هذا السياق. نحن هنا نتحدث عن صلاة جنازات النساء، حيث يتم تجاهل الكثير من المسلمات في المشاركة في صلاة الجنازة، بالاعتقاد أنها تخص الرجال فقط. ولكن هذا غير صحيح، فقد ذكرت عائشة -رضي الله عنها- عندما توفي سعد بن أبي وقاص -رضوان الله عليه وعليها- قالت: `ادخلوا به المسجد حتى أصلي عليه`. ورفضوا ذلك عليها، فقالت: `والله، لقد صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابني بيضاء في المسجد سهيل وأخيه`
إذا أقيمت صلاة الجنازة بعد صلاة الجمعة أو أثناء صلاة الجنازة في البيت الحرام حيث تقوم النساء بإقامة صلاة الجنازة في المساجد، فلا يوجد فرق بين صلاة الجنازة للرجال والنساء في ذلك الوقت.
صلاة الجنازة للنساء في المذاهب الأربعة
- تتم صلاة الجنازة الابراهيمية بالتالي: نبدأ بفتح التكبير أولا، ثم نردد الفاتحة، ثم نقول التكبير الثاني، ثم نصلي على الرسول قائلين: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد”، ثم نقول التكبيرة الثالثة وندعو للميت قائلين: “اللهم، اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما نقينا الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله دارا خيرا من داره، وأهلا خيرا من أهله وزوجا خيرا من زوجه، وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر”، ثم نقول التكبيرة الرابعة والأخيرة وندعو في ذلك الوقت للمؤمنين الأموات والأحياء، ثم ندعو للنفس، وبعدها نقوم بالتسليم عن اليمين.
- في الصلاة في الحنفية، تبدأ بأربعة تكبيرات، وبعد ذلك يتم رفع اليد الأولى، حيث تعتبر هذه هي أول تكبيرة أي تكبيرة الافتتاح، ولا يتم رفع اليدين بعدها، ويتم التحميد لله نظرا لأنها سنة البداية وتكمل بالحمد لله، وقد روى الحسن عن أبي حنيفة أنه يبدأ الصلاة بالصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم بعد التكبيرة الثانية، نظرا لأن ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم يأتي بعد ذكر الله تعالى، وبعد ذلك يتم الدعاء للميت ولنفسه وللمؤمنين والمسلمين بعد التكبيرة الثالثة، حيث يكون الهدف الأساسي هو الدعاء، ومن ثم يسلم بعد التكبيرة الرابعة، حيث أنه لا يبقى عليه شيء، ويتم التسليم عن يمينه وعن شماله كما في الصلاة، ولا يوجد فيها أي قراءة ولا تشهد.
- تتضمن صلاة الجنازة للنساء عند المالكية التكبير أربع مرات على الجنازة، ثم يرفع يديه في أول تكبيرة، وإذا رفعهما في كل تكبيرة فذلك لا بأس، ثم إذا أراد الدعاء بعد الأربع تكبيرات يقوم بالتسليم، وإذا أراد السلام بعد الرابعة يسلم مكانه.
فضل صلاة الجنازة
تعد صلاة الجنازة من أكثر الأعمال المفيدة للميت، فقد ورد عن النبي – صلى الله عليه وسلم – حديث واضح يذكر فيه فضل الصلاة على الميت، حيث قال: “من شهد الجنازة حتى يصلي فله قيراط، ومن شهد حتى تدفن كان له قيراطان، قيل: وما القيراطان؟ قال: مثل الجبلين العظيمين.
يعني الحديث السابق أن العبد قد تلقى أعمالا حسنة وخيرات حيث يتم مكافأته بمثل قيمة صلاة الجنازة. وإذا شارك في الجنازة وأقامها بشكل صحيح، فسيتم إضافة قيراط جديد لثوابه، مما يعني أنه سيتم إضافة كمية كبيرة من الحسنات إلى حسابه. وإذا أراد المسلم القيام بسنة إحياء الجنازة، فيمكنه الوقوف عند قبر أخيه المسلم والثبات والاستغفار له لفترة من الوقت بعد الجنازة.
ورد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن المسلم يؤجر بالصلاة في الجنازة أولاً، وبعد الجنازة، حيث إن فضائل الصلاة في الجنازة عظيمة، ولهذا يشير العلماء إلى أن من تبع الجنازة بغير علم ولم يشارك في الصلاة على الميت فقد فاته أجرٌ كثيرٌ.
وكان قد روي ابن عباس -رضي الله عنه-، حيث قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: “لا يموت أي مسلم ويقوم على جنازته أربعون رجلاً مؤمنًا لا يشركون بالله شيئًا إلا شفع الله فيهم.
حكم صلاة الجنازة
تُعَدُّ صلاة الجنازة من فرائض الكفاية، حيث يكفي أن يُؤدِّيَها شخصٌ واحدٌ عن الباقي، وتُسقط بذلك الذنوب عن الجميع، ويعدُّ القيام بها من المكلَّفات.
وقد ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول كان يؤتى بالرجل المتوفى وعليه دين، فيسأل: `هل ترك فضلا في دينه؟`. فإذا حدث أنه ترك دينا وفاء، صلى عليه، وإلا قال للمسلمين: `صلوا على صاحبكم`. وعندما فتح الله عليه باب الفتوح، قال: `أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فمن توفى من المؤمنين وترك دينا، فعلي أن أقضيه، ومن ترك مالا، فإنه يورثه`. متفق عليه.
وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ يَقُولُ: «مَا مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ يَمُوتُ فَيَقُومُ عَلَى جَنَازَتِهِ أرْبَعُونَ رَجُلاً، لا يُشْرِكُونَ بِالله شَيْئاً إِلا شَفَّعَهُمُ اللهُ فِيهِ». أخرجه مسلم.
أوقات لا يصح بها إقامة صلاة الجنازة
عَنْ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الجُهَنِيَّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: ثَلاثُ سَاعَاتٍ كَانَ رَسُولُ يَنْهَانَا أنْ نُصَلِّيَ فِيهِنَّ، أَوْ أنْ نَقْبُرَ فِيهِنَّ مَوْتَانَا: حِينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ بَازِغَةً حَتَّى تَرْتَفِعَ، وَحِينَ يَقُومُ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ حَتَّى تَمِيلَ الشَّمْسُ، وَحِينَ تَضَيَّفُ الشَّمْسُ لِلْغُرُوبِ حَتَّى تَغْرُبَ. أخرجه مسلم.
يظهر هذا الحديث أحيانًا بعض الأوقات التي ينهانا عن الصلاة فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي عندما تكون الشمس بازغة حتى ترتفع، ووقت الظهيرة حتى تميل الشمس، ووقت سقوط الشمس حتى الغروب.