ادبكتب

ملخص كتاب قوة العادات

نبذة عن الكاتب تشارليز دويج (Charles Duhigg)

لاحظ عالم النفس ويليام جيمس في القرن التاسع عشر أن حياتنا تتكون من مجموعة عادات، واعتمد رجال الإعلان في القرن العشرين على هذه الحكمة بشكل كبير، حيث لم يعد الهدف هو مجرد بيع المنتج، بل تحول إلى كيفية جذب المستهلكين وحثهم على العودة.

في كتابه “قوة العادات”، استلهم الصحفي تشارلز دويج من فكرة تغيير عادات الناس وشرح كيف استخدمت بعض الشركات هذا النمط النفسي القوي المعروف بـ”حلقة العادة” لتحقيق نجاح كبير، سواء كان ذلك بالصدفة أو التصميم المقصود.

تدرس تشارليز دويج التاريخ في جامعة بيل وحصل على ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة هارفاد، وهو كاتب صحفي أمريكي ولد في نيو ميكسيكو. قام دويج بكتابة كتاب “قوة العادة” الذي يتحدث بشكل مفصل عن علم تكوين العادات في حياتنا وفي المجتمعات والشركات. كما كتب دويج سلسلة مقالات صحفية عن الاقتصاد الرقمي في مجلة “ذا نيويوركر”، وفاز بجائزة بوليتزر للتقرير التوضيحي عام 2013.

مضمون كتاب قوة العادات

يساعد كتاب قوة العادات على فهم سبب كون العادات هي جوهر كل ما نفعله ، وكيف يمكن تغييرها ، وما هو تأثير ذلك على حياتك وعملك ومجتمعك، وقد اعتمد الكاتب في كتابه على مئات من المقابلات مع بعض الأشخاص والكثير من الأبحاث والدراسات السابقة لتقديم المعلومات والحالات التي ذكرها في الكتاب.

حلقة العادة

حلقة العادة أو دائرة العادة هي نمط عصبي يتحكم في أي عادة، وتتكون من ثلاثة عناصر وهي:

  •  الإشارة(الدليل)
  • الروتين
  • المكافأة.

يمكن أن فهم هذه المكونات يساعد في فهم كيفية تغيير العادات السيئة أو تكوين عادات جيدة، حيث تبدأ حلقة العادة دائما بإشارة أو تلميح، وهذا المحفز ينقل الدماغ إلى وضع يحدد تلقائيا العادة التي يجب استخدامها، وجوهر هذه العادة هو روتين عقلي أو عاطفي أو جسدي، وأخيرا ، هناك مكافأة تساعد الدماغ على تحديد ما إذا كانت هذه الحلقة المعينة تستحق التذكر في المستقبل.

وكما يقول دويج فإن معجون الأسنان هو مثال ممتاز لكيفية استخدام الشركات لحلقة العادات، فمنذ حوالي مائة عام ، كما يقول دويج ، لم ينظف أحد في أمريكا أسنانه،  ولكن عندما سمع أحد أبرز مديري الإعلانات في البلاد ، كلود سي هوبكنز ، عن معجون أسنان جديد يسمى Pepsodent ، اعتقد أنه يمكن أن يصنع حملة إعلانية لتسويقه لا مثيل لها.

نجح كلود سي هوبكنز في إيجاد اسم لنفسه في إرساء العادات المتعلقة بالمنتجات وجعلها شهيرة، وذلك بفضل قاعدتين بسيطتين: (جعل المنتج جزءًا من الروتين اليومي، والبحث عن تلميح بسيط يحفز المستهلك)، كما يجب منح المستهلكين مكافأة.

استخدم هوبكنز حلقة الأسنان قبل نشرها في الكتب بعقود، وكان التلميح الذي استخدمه هوبكنز لبيع معجون أسنانه هو البلاك الغشائي الذي يتشكل بشكل طبيعي على الأسنان، وفي السابق لم يكن الناس يشعرون بالقلق بشأنه، ولم يعتبروه عيبا، ولكن هوبكنز لفت انتباه الناس إليه من خلال إنشاء ملصقات تحمل عبارات مثل “تخلص من هذا الغشاء” و “بيبسودنت تعطيك ابتسامة جميلة”، وبدأ الناس بشراء معجون الأسنان لأول مرة، وبذلك بدأ هوبكنز بالفعل عادة تنظيف الأسنان بالفرشاة في أمريكا باستخدام بيبسودنت.

هذا يتعلق بطريقة عمل العادات، والسبب وراء أهمية هذه الإشارات والمكافآت هو أن الأشخاص يشتهون المكافأة عندما يرون الإشارة أو التلميح بمرور الوقت، وهذا الرغبة تجعل العادة تحدث بشكل تلقائي دون وعي من المتعاطي.

يمكن استخدام علم تكوين العادات لتحويل الأفراد أو الشركات بشكل عام، وليس فقط لبيع المنتجات، ويمكن للكاتب “دوهيج” استهداف سلوك مهم في العادات يسمى “حجر الزاوية” لتحقيق ذلك.

كيف نغير العادة

تقوم القاعدة الذهبية لتغيير العادات، من وجهة نظر دويج، على خطوتين، حيث يتعين علينا أولاً تحديد مكونات حلقة العادة التي تشمل الدليل والروتين والمكافأة، ثم نقوم بتغيير جزء واحد فقط في الحلقة. ويكون أسهل جزء يمكن تغييره في تلك الحلقة هو الروتين.

على سبيل المثال، إذا كنت تعتاد شرب القهوة في وقت متأخر من بعد الظهر وتريد تغيير ذلك لأنك تدرك أنه يمنعك من النوم بشكل جيد.

دعونا نحدد مكونات الحلقة:

  • الدليل: نهاية فترة ما بعد الظهر، الساعة الخامسة مساءً، الشعور بالإرهاق قليلاً
  • الروتين : اقترحت على بعض الزملاء الالتقاء والاستراحة لتناول القهوة
  • المكافأة: يمكن أن يكون سبب تعزيز تناول القهوة الرغبة في التحسين الفعلي للصحة، أو الحاجة إلى قسط من الراحة، أو يمكن أن يكون الجانب الاجتماعي هو الدافع للقاء والتحدث مع الزملاء .

في هذه الحالة ، إذا اكتشفت أن هذا هو الجانب الاجتماعي الذي تبحث عنه بدلا من تعزيز القهوة ، يمكنك فقط تغيير روتين تناول القهوة لتناول مشروب آخر مثل كوب من الماء أو العصير في الساعة 5 مساء، وفي تلك الحالة ستظل تلتقي بزملائك وتجرب المكافأة، وهذا سيجعل تغيير العادة أمرا طبيعيا تماما لأنك لا تقاوم شيئا ما أو تشعر بالإحباط

كيفية تثبيت عادة جديدة

إذا أردت ترسيخ عادة جديدة مثل ممارسة التمارين الصباحية يوميا، فما عليك سوى الحصول على إشارة أو دليل بسيط وتكرارها لتشجيع نفسك على القيام بهذه العادة كل يوم.

الدليل: يمكن أن تكون الإشارة البسيطة التي يمكن الحصول عليها مثل ملصق تدريب رياضي أو صورة فنان مفضل لديك. يمكن وضعها في مكان يمكنك رؤيتها كل صباح عند الاستيقاظ، ويمكن تجهيز ملابس الرياضة في الليل السابق. كما يمكن استخدام أغنية تحفيزية للاستماع إليها في الصباح.

الروتين: قم بأداء تمارين الضغط والإطالة لمدة 10 دقائق كل صباح.

يمكن استخدام اندفاع الإندورفين أو الحصول على علاج أو تناول مشروب مفضل كمكافأة للنفس بعد ممارسة التمارين الرياضة.

يقدم الكتاب نصيحة في هذا الجزء وهي جعل الروتين الجديد سهل التحقيق عند البدء والتزم بعدد من المحاولات حتى لو قليل، ووفقًا للعديد من الدراسات قد تحتاج إلى 66 يومًا في التوسط حتى تصبح العادة الجديدة تلقائية، ويمكن لبعض الأشخاص البدء في اعتياد العادة الجديدة بشكل روتيني بعد 21 يوم فقط وإذا كانت التأثيرات إيجابية يمكنك الاستمرار في ممارستها أو تجديد جزء بها لمدة 21 يوم أخرى، وهكذا حتى تم ترسيخ العادة جيدًا.

ليست كل العادات متساوية، بل هناك عادات أساسية وبعض العادات التي تبدأ مرة واحدة وتحمل تأثيرا مضاعفا وتنتج تأثيرا أكبر بكثير. تبدأ تلك العادات مثل سلسلة من ردود الفعل التي تؤدي إلى العديد من التغييرات مع مرور الوقت. ذكر الكاتب في بداية كتابه مثالا على ذلك، حيث تعاني ألين من السمنة وانهيار زواجها وعدم استقرارها في وظيفة لأكثر من عام وتدخينها للسجائ.

عندما قررت ألين الإقلاع عن التدخين، تغيّرت مجالات حياتها الأخرى أيضًا، حتى أن المحللين النفسيين لم يصدّقوا هذا القدر من التغيير الذي حصل في حياتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى