علم النفسعلم وعلماء

متى يكون الانعزال عن الآخرين صحي

ما هي العزلة الاجتماعية

يتم تعريف العزلة الاجتماعية بأن يكون للانسان قلة في التواصل والاحتكاك بالغير . ويوجد بعض الأبحاث العلمية عن العزلة الاجتماعية قد اوضحت ان الاشخاص في سن الشباب قد تظهر لديهم في صورة اكتئاب او نوبات من الهلع وقد يصل الامر للتفكير في الانتحار وقد يلجأ البعض لادمان المخدرات. تكون العزلة الاجتماعية قاسية لحد ما في سن المراهقو وبين الطلاب الذين لهم مظهر مختلف او لهم توجه ديني او لديهم امراض معينة فيمكن ان يتعرضوا للتنمر مما يقدهم للانعزال .

يميل العالم حالياً بشدة إلى التعصب والانقسام، ويترتب على ذلك العديد من الضغوط النفسية التي تدفع الإنسان إلى الانعزال، ولكن يمكن للأشخاص التعامل مع هذه الضغوط الخارجية بشكل مختلف باستخدام أدوات مختلفة، منها وسائل التواصل الاجتماعي .

متى يكون انعزالك مفيد

  • قد تحسن التركيز والذاكرة: يجعل العمل كفريق يؤدي إلى تقسيم الأعمال المختلفة على أفراد الفريق، ويتوزع المجهود الجسدي والذهني بين الأعضاء، وبالتالي يمكن أن يتجنب الفرد الحاجة إلى استخدام ذاكرته بشكل متواصل وشديد. أما في حالة العمل الفردي، فيضطر الفرد إلى تذكر أعماله بمفرده، مما يساعد على تحسين وتقوية الذاكرة والتركيز الذهني.
  •  الأولوية لتعزيز الاهتمامات الخاصة: يمكن أن يؤدي الانعزال الاجتماعي إلى تركيز الفرد على أفكاره واهتماماته وأولوياته، وقد يعزز رغبته في تحقيق ما يرغب فيه، ويمنحه فرصة لاكتشاف ذاته. فالتواصل مع الآخرين قد يشوش على التفكير والاهتمامات، وقد يؤثر عليه آراء الآخرين والبيئة المحيطة، أما في الانعزال فإن الفرد يصبح أكثر اهتماما برغباته واحتياجاته.
  • تعزيز الإبداع: يعد التعاون في العصف الذهني أحد أفضل الأساليب لتوليد أفكار فريدة، ولكن الأبحاث تشير إلى أن الأشخاص عادة ما يكونون أفضل في حل المشكلات الصعبة عندما يعملون بمفردهم. يمكن للإنسان أن يكون مبدعا ومبتكرا بشكل صاف في العزلة، بعيدا عن أي تشويش أو ضغوط خارجية، مما يؤدي إلى تحقيق أفضل النتائج .
  • تحسين العلاقات الاجتماعية: يمكن للإنسان بشكل عام تطوير وتحسين علاقاته من خلال التفكير بشكل هادئ ومنفرد. ولذلك، فإن العزلة تعتبر فترة صحية وطبيعية لتقييم العلاقات والعمل على تطوير الذات لتحسينها.

الفرق بين العزلة الاجتماعية والوحدة

  • الوحدة: الشعور غير المحدد بمقياس أو حد معين، يستند إلى كيفية فهم الأفراد لتجربتهم الحياتية وما إذا كانوا يشعرون بالوحدة .
  • العزلة الاجتماعية:  تعتبر هذه المشاعر والأحاسيس يمكن قياسها على سبيل المثال من خلال شبكات التواصل الاجتماعي للشخص، وحجمها والاستدامة في التفاعل مع هذه الشبكة، وامكانية التواصل والتحقق من الأمور.

رغم أن البشر يعيشون حاليا لفترة أطول بفضل التقدم الطبي والتكنولوجيا، إلا أن المشاعر والأحاسيس غير متأثرة بشكل كبير بالتكنولوجيا. وبالتالي، عندما يتقدم الإنسان في العمر، قد يشعر بالوحدة. ويمكن أن يظهر الشعور بالوحدة بعد زواج الأبناء أو عند بلوغ سن التقاعد. يمكن أن تبدأ العزلة في الظهور من خلال تقلص الشبكة الاجتماعية وحجمها، وتغير وسائل التواصل الاجتماعي.

عندما يكبر الإنسان، فإن الأنشطة التي يمارسها عادة تقل، سواء كانت رياضات صعبة أو القيادة أو السفر الكثير، وبالطبع يبدأ الشعور بالوحدة في الظهور، وقد يتبع ذلك بعض العزلة الاجتماعية بسبب توقف هذه الأنشطة وقلة التفاعل مع الآخرين. يصبح الحفاظ على التواصل مع الأصدقاء والعائلة أكثر صعوبة، ولكن يجب أن يتغلب الشخص على هذا الأمر.

تظهر احاسيس الوحدة من موقف بالحاضر يمر به الانسان ، اما ما يخص العزلة الاجتماعية هو نتاج لبعض الأحداث الحياتية المختلفة . قد يتعرض الانسان لاحداث كبيرة مثل موت احد المقربين او التقاعد او سفر الابناء مما ينتج عنه العزلة . وكلما زادت حدة العزلة اصبح الانسان اكثر تقوقع واكثر صعوبة في التفاعل مع الاخرين.

اسباب الرغبة في الانعزال عن الناس

  • عنف شريك الحياة: قد يجد الشخص نفسه مضطرا للاعتزال في حال كان غير سعيد في حياته الزوجية، حيث يبدأ الانسحاب والانعزال بشكل طبيعي عند تعرض الشخص للعنف أو الاغتصاب الزوجي من قبل الزوج. وكلما زادت المشاكل، زاد التوجه نحو الانعزال.
  • فقدان احد الأحباء: بعد فقدان الإنسان لشخص عزيز لديه، يصاب بحالة من الانسحاب، وقد تظهر هذه العزلة بشكل خاص لدى كبار السن بسبب فقدانهم العديد من أحبائهم على مر الزمن.
  • الاصابة بالامراض العقلية: قد يعاني بعض الأشخاص من بعض الأمراض النفسية مثل الاكتئاب وغيرها، وهذه الأمراض قد تدفع الفرد إلى الانعزال والابتعاد عن الآخرين.
  • العيش بمكان بعيد: قد يضطر بعض الأفراد للعيش في بلاد ومدن نائية أو بعيدين جغرافيا عن الأهل والأصدقاء لأسباب كثيرة ومختلفة ومن هنا تظهر أعراض العزلة .
  • وجود الإعاقات الجسدية: عند إصابة الإنسان بأي نوع من الإعاقة التي تحد من حركته، فإنه سينعزل عن المحيطين دون ارادته، وقد لا يستطيع بعضهم مواجهة المجتمع بسبب إعاقته، مما يؤدي إلى الشعور بالانعزال والوحدة.
  • البطالة: قد يؤدي الخجل الذي ينتج عن فقدان الوظيفة أو عدم القدرة على الحصول على وظيفة جديدة إلى عزل بعض الأشخاص عن الآخرين .

من تكون في خطر من العزلة الاجتماعية

قد يشعر بعض الأشخاص بالعزلة الاجتماعية أكثر من غيرهم، وتعود الأسباب الأساسية لذلك إلى:

  • أن يعيش الإنسان لفترات طويلة بمفرده تمامًا.
  • – أن يعيش الإنسان لفترة طويلة تزيد عن ثمانين عاما.
  • الإصابة بأمراض خطيرة أو وجود عدة مشاكل صحية.
  • عدم القدرة على الإنجاب أو فقدان التواصل مع أفراد العائلة.
  • عدم التواصل الجيد مع الاخرين.
  • الدخل المنخفض.
  • التعرض لأحداث مفاجئة مثل التقاعد أو وفاة الزوج أو عدم القدرة على ممارسة أنشطة معينة  .

كيفية الاستفادة من الانعزال الاجتماعي

يجب على الأشخاص الذين يتعرضون للعزلة الاجتماعية أن يساعدوا أنفسهم لتجنب الوقوع في العزلة المفرطة. يتجلى ذلك عندما يشعر الإنسان بالانحوال نتيجة لأسباب مختلفة قد تكون عادة خارجة عن إرادته. يمكن أن يكون مثالا على ذلك تدهور الصحة بسبب المرض، مما يمنع الشخص من الوصول إلى الرعاية الصحية المطلوبة. ولذلك، يجب أن نولي اهتماما للنقاط التالية لتجنب العزلة الاجتماعية المفرطة والغير مفيدة.

قد يؤدي الانعزال الاجتماعي إلى دفع بعض الأشخاص لممارسة أنشطة استرخائية. يمكن أن تساعد ممارسة الرياضة واليوغا والقراءة والاستماع إلى الموسيقى والتأمل من خلال الصلاة وقراءة الكتب في تقليل الانعزال والتوتر الناجم عن الانعزال الغير صحي. يمكن إنشاء جدول زمني فردي ينظم الوقت والجهد بشكل فعال. مع الحفاظ على العادات الصحية.

الهدف هو تحقيق تواصل جيد، وعندما تواجهنا ظروف تعيق التواصل، يمكن اللجوء إلى وسائل مثل المكالمات الهاتفية، أو البريد الإلكتروني، أو الرسائل النصية، أو وسائل التواصل الاجتماعي. يجب الحفاظ على الاتصال بشكل خاص لأولئك الذين يعانون من العزلة غير المقصودة، مثلما يحدث الآن بسبب فيروس كورونا. إذا تم اتباع هذه الأمور، فسيكون الوضع أفضل، ويمكن الاستفادة من العزلة، سواء كانت إرادية أو غير إرادية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى