ماهو الحلم والاناة ؟ ” وفوائدها وفضلها
تعريف الحلم والأناة
يشير الحلم إلى الصبر، وهو من صفات الله تعالى. ويقول البعض إنه لا ينبغي إستخفاف بأي معصية يرتكبها العاصي، ولا ينبغي الغضب عليهم. والحلم هو لغة الكلمة الأساسية للحلم، وحرفي اللام والميم هما جذور حقيقية، مما يعني وجود ثلاثة مصادر مختلفة
- المعنى فالمبدأ الأول: هو رؤية الأشياء في الأحلام.
- والمبدأ الثاني: هو ثقب الشئ.
- أما المبدأ الثالث: هو ترك العجلة.
تعريف الحلم اصطلاحا
قدم علماء التكرير والأخلاق العديد من التعريفات للحلم ومعناه اللغوي متشابه ويشمل ذلك التعريفات التالية:
- تعريف الحلم للراغب الأصفهاني: إنه ضبط النفس والمزاج عند الغضب وعدم التفاعل العاطفي.
- تعريف الجاحظ: يمكن للشخص التحكم في الانتقام عند الغضب، حتى لو كان لديه القدرة على القيام بذلك.
- تعريف الجرجاني: أنه هي الطمأنينة عند نشوب الغضب.
الحلم هو خلقة إسلامية تهدف إلى تثبيت أمر الإنسان، وكما يعد الحليم إسما من أسماء الله الحسنى، وهذا يعني أن الله سبحانه وتعالى قد يرى معصية الإنسان ويشهد مخالفته لأوامره، ولكن الله حليم ولطيف، وجاءت صفة الحلم في القرآن الكريم في موضع يذكر فيه الله تعالى أنه يعلم ما في نفوس الناس فليحذروه، وأنه غفور حليم. كما أن الحليم من صفات الأنبياء، وورد في وصف سيدنا إبراهيم عليه السلام في قول الله تعالى “إن إبراهيم لحليم أواه منيب.
تعريف الأناة
الانضباط الذاتي يعني السيطرة على النفس والمشاعر عند مواجهة إساءة الآخرين والسعي لإرضاء الله، وهذا يمنح الحليم الفرصة للتفكير بشكل هادئ وتقدير الإساءة بشكل مناسب واتخاذ قرار حكيم بشأنها، سواءً بمواجهتها أو العفو عنها بطريقة أخلاقية ودينية.
فضل الحلم والأناة
الحلم والتسامح هما من الصفات التي أصبحت غير شائعة في الوقت الحاضر، وقد ذكرت في الكتاب الكريم: {والذين يكبتون الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين}، والمعنى الحقيقي لهذه الآية هو ضبط الغضب عندما يشعر به الإنسان ومحاولة إقناع النفس بالهدوء بدلا من فقدان السيطرة بالكامل، حيث يمكن أن يؤدي الغضب إلى تصرفات جنونية وآثار سلبية على الغاضب نفسه، ويجب علينا عدم الندم على أفعالنا التي قمنا بها والتي كانت ناتجة عن الغضب.
وقال – صلى الله عليه وسلم -: وفقا لقول النبي عليه الصلاة والسلام، “من حلم ساد، ومن تفهم ازداد”. وأيضا، يحب الله الحلم والأناة، ويكره الفاحش البذيء، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام للأشج: “فيك خصلتان يحبهما الله تعالى: الحلم والأناة”. وذلك وفقا لرواية ابن عباس رضي الله عنهما في مسلم.
فوائد الحلم والأناة
- إنه دليل الكمال العقلي وتوسع الصدر وامتلاك الروح.
- يتعهد بتحقيق توافق القلوب ونشر الحب بين الناس.
- بالإضافة إلى إزالة الحقد بين الناس ومنع الغيرة.
- يتمتّع الشخص الحليم بقدرة على السيطرة على كافة أنفعالاته وتصرفاته، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ليس الشديد بالصرعة، إنّما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب» (من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، رواه البخاري 6114 ومسلم 2609).
وسائل لاكتساب صفة الحلم
- ينبغي لك أن تعلم أن الله ذو حلم عظيم مع عباده، وأن من صفاته الحلم الكثير. فإنه يعلم عن معصية الإنسان، ومع ذلك يظل الله حليما. كما قال الله تعالى في القرآن الكريم: `واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه واعلموا أن الله غفور حليم` [البقرة: ٢٣٥]. قال أبو حاتم: `على العاقل أن يتذكر كثرة حلم الله تجاهه عند الغضب والغيظ، حتى وإن ارتكب المزيد من المعاصي والتجاوزات. وبالتالي، ينبغي أن يظل هادئا ولا يقع في أسباب المعاصي`.” (روضة العقلاء لابن حبان البستي ص ٢١٢).
- ينبغي عليك أن تعرف الثواب الذي ستحصل عليه من الله للذين يعفون عن الناس ويكظمون غضبهم، فقد ذكر ذلك في كتاب الله تعالى في قوله: `وسارعوا إلىٰ مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين` [آل عمران: 133-134]، وعن أبي جعفر الخطمي أن جده عمير بن حبيب – الذي بايع النبي صلى الله عليه وسلم – أوصى أبناءه، فقال لهم: `يا أبنائي! احذروا مخالطة الجهال؛ فإن مجالستهم مرض، ومن يتحلم عن الجاهل يسر بحلمه، ومن يتجاوزه يندم، ومن لا يقبل قليل ما يأتي به الجاهل، يقبل الكثير` ((رواه الطبراني (17/50) (108)، والبيهقي (10/95).
- يجب عليك أن تكون رحيما مع الجهلة. وورد ذلك عن أنس بن مالك عندما قال: `ونحن في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، جاء رجل عربي وقام يتبول في المسجد، فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: `مه مه`. فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `لا تزعجوه، اتركوه`. فتركوه حتى انتهى، ثم دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال له: `هذه المساجد ليست لأجل هذا البول والقذارة، إنما هي لذكر الله عز وجل، والصلاة، وقراءة القرآن`. أو كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم أمر رجلا من الناس بجلب دلو ماء وصبه” (رواه مسلم 285 من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه).
- ينبغي تجنب المعاملة السيئة بنفس القدر، وهذا يعكس احترام الذات والطاقة العالية. يقول جابر بن عبد الله، رضي الله عنه: `شاركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة نجد. وعندما وصلنا إلى واد مليء بالأشواك، نزل تحت شجرة واستظل بها وعلق سيفه. تفرق الناس في الشجرة ليستظلوا، وفي ذلك الوقت دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم للانضمام إليه. دخلنا ووجدنا رجلا عربيا جالسا أمامه. قال: `هذا الرجل جاء إلي وأنا نائم، وقام وهو يحمل سيفي فأيقظني وأنا مستلق برأسي معتصبا بالسلاسل.` قال: `منعتك مني؟` فقلت: `الله.` فشامه ثم جلس. هذا هو الرجل.` ولم يعاقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم (رواه البخاري 4139).
- التفضيل على الشخص المسيء ومِن ذلك ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه، حيث قال: “كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعليه بردٌ نجرانيٌّ غليظ الحاشية، فأدركه أعرابيٌّ، فجبذه بردائه جَبْذَةً شديدةً، حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أثَّرت بها حاشية البُرْد مِن شدَّة جَبْذَته، ثمَّ قال: يا محمَّد! مُرْ لي مِن مال الله الذي عندك، فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمَّ ضحك، ثمَّ أمر له بعطاء” (رواه البخاري).