النوم غير الكافي و تغييرات الهرمونات

من المعتاد أن يعاني الكثير من الناس من نقص في النوم ليلا، بغض النظر عن السبب، ويمكن أن يكون لهذا النقص آثار خطيرة على الصحة. كيف يؤثر الحرمان من النوم على الهرمونات في الجسم؟ يمكنك معرفة بعض هذه التأثيرات المحتملة لقلة النوم على الصحة في مقالنا اليوم .

معلومات عن الهرمونات :
أولا، من الأهمية أن نفهم قليلا عن الدور الحيوي للهرمونات داخل الجسم. فهي موصلات كيميائية تؤدي الوظيفة الأساسية في معظم العمليات الحيوية في جسمنا، وتؤثر على كل جانب من جوانب الجسم، بدءا من النمو وصولا إلى الاستقلاب الغذائي والتكاثر. وتسمى هذه الهرمونات المختلفة والغدد التي تفرزها بشكل جماعي بنظام الغدد الصماء. ويتم التحكم في العديد من الهرمونات في نهاية المطاف عن طريق الهياكل الدماغية، بما في ذلك التحكم الرئيسي من الغدة النخامية. وعندما تتعطل، يمكن أن تحدث تغيرات مهمة في الجسم .

النوم غير الكافي و تغييرات الهرمونات :
يمكن أن تتأثر الهرمونات بشدة من خلال هذا النمط الطبيعي للنور والظلام، وتتأثر أيضا بوجود أو عدم وجود النوم. يمكن قياس التغيرات في مستويات الهرمون بنمط ثابت من يوم إلى آخر. ترتبط العديد من عملياتنا الجسمانية بهذا التوقيت البيولوجي من خلال إيقاع الساعة البيولوجية. يتم التحكم فيها عن طريق النواة فوق التصالبية، وهي منطقة داخل منطقة تحت المهاد في الدماغ. تلعب منطقة تحت المهاد دورا هاما في تنظيم درجة حرارة الجسم والشهية واستخدام الطاقة. عندما تشعر بالاضطراب، يتسبب الحرمان من النوم في اضطراب منطقة تحت المهاد، وتتأثر النظم الأخرى في الجسم .

هناك العديد من الدراسات التي تؤكد العلاقة بين قلة النوم وتقليل عملية الأيض (الحرق)، فقد لوحظ في عام 1999 أن تقليص ساعات النوم إلى 4 ساعات فقط في الليل لمدة أسبوع أدى إلى تغير في عملية الأيض، وظهرت أيضا مقاومة للأنسولين، وهو الأمر الذي يزيد من احتمالية الإصابة بمرض السكري، وتغيرات في الهرمونات المتعلقة بزيادة الوزن وارتفاع ضغط الدم، ولكن من المحظوظ أن هذه التغيرات تعاود الانعكاس عند العودة إلى أوقات النوم الطبيعية .

و في عام 2004 وجد الباحثون أن تقييد النوم يغير الهرمونات التي تنظم الجوع و الشهية ، و لا سيما في هرمون الليبتين ، و الذي يقمع الشهية ، و إنخفضت بنسبة 18٪ ، و بنسبة 28٪. لوحظ أيضا إختيار الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية مع محتوى الكربوهيدرات العالية ، و قد تؤدي هذه التغيرات إلى زيادة الوزن .

وتشير الآثار السلبية للنوم القليل ليس فقط للكبار ولكن أيضًا للأطفال. ففي عام 2005، ذكرت المجلة الطبية البريطانية أن قصر فترة النوم على مدى 30 شهرًا يزيد من احتمالية الإصابة بالسمنة في سن السابعة للأطفال، وهذا يشير إلى أن النوم القليل قد يكون له تأثير دائم على الأطفال وعلى الشهية والطاقة على المدى الطويل .

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي عدم الحصول على النوم الكافي ليلاً إلى تقليل النمو بين الأطفال، حيث يتم تحرير هرمون النمو بشكل طبيعي خلال هذه المرحلة من النوم، وبالتالي فإن عدم الحصول على النوم الكافي قد يؤثر على النمو .

قد يؤثر البقاء منتبهًا لفترات طويلة على الغدة الدرقية لدى الأطفال والكبار، ويمكن أن يؤدي قلة النوم إلى زيادة إطلاق هرمونات الغدة الدرقية وزيادة الحاجة للطاقة والمتطلبات العملية .
ما هي الهرمونات التي لا تتأثر بالحرمان من النوم؟
من الحسن حظنا أن هناك العديد من الهرمونات الأخرى التي لم يتأثر عملها بالنوم القليل، وتشمل هذه الهرمونات العديد من الهرمونات الجنسية. فالقائمة الكاملة للهرمونات التي لا تتأثر بالنوم القليل تشمل:

الكورتيزول (هرمون التوتر)
الأدرينالين
الكاتيكولامينات (بما في ذلك الأدرينالين والنورادرينالين)
الهرمون الذي يحفز وظيفة المبيض والخصية
هرمون التستوستيرون هو الذي يحفز إنتاج الحيوانات المنوية لدى الرجال
البروجستيرون(الذي يعزز الحمل لدى النساء)

ومن أجل تجنب التأثيرات الضارة للنوم غير الكافي، يجب فهم احتياجاتك الفردية من النوم والسعي للحصول على الراحة الكافية خلال الليل، وإذا كنت تعاني من الأرق، ينبغي مراجعة أخصائي النوم للتأكد من عدم الحاجة إلى العلاج وضمان الحصول على كمية النوم الكافية لجسمك واحتياجاتك .