من هو حاتم الطائي ؟رمز الكرم العربي
حاتم الطائي هو شاعر عربي قديم من قبيلة طئ، وعاش في العصر الجاهلي. ورغم أننا لم نتلقى الكثير من شعره، إلا أنه اشتهر عبر العصور بفضل كرمه الكبير وجوده السخي على الضيوف والمحتاجين، وشجاعته ونصرته للحق ومحاربته للظلم، وأخلاقه الفارسية الشجاعة. وقد اتسم بمواقف عديدة في هذا الصدد. توفي حاتم الطائي عام 605 ميلادي، أي قبل هجرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بـ46 عاما، وكان يعيش في بلاد الجيلين، التي تقع الآن في منطقة حائل بالمملكة العربية السعودية، ومازالت بقايا أطلال قصره موجودة حتى الآن .
كانت الأخلاق الحميدة مثالًا يُحتذى به قبل الإسلام، فكان الشخص يكرم ضيوفه بأقصى ما يملك، ويطعم الجائع ويفرج هم المكروب، ولا يرفض طلب السائل، ولم يكن يفعل ذلك سعيًاللمجد أو الشهرة، بل كان يراعي رد السائل والمحتاج دائمًا .
يقال أنه ورث الشعر والكرم والجود أيضا من أمه، ويقال أن أخواله حجروا على أموال أمه، من كثرة ما كانت تصرفها على السائلين وليس على أنفسهم، وقد ورثت ابنته سفانة ذلك أيضا، حيث أنهم في وقت من الأوقات قالوا إنه لابد لأحدهما أن يمتنع عن هذه الصفة حتى يجدوا ما يعينهم على المعيشة، وأخبرته ابنته أنها لا تستطيع ذلك، وقال هو أيضا كذلك، فافترقا حتى يمكن لكل منهما العيش بما يمليه عليهم .
ويعتقد الكثيرون أنه كان مسيحيًا لأنه توفي قبل انتشار الإسلام، ولكن أولاده تحولوا إلى الإسلام عندما انتشر الإسلام وهم عدي وسفانة، وهو شقيق عبد الله الثقفي من الرضاعة .
تأثر شعر الرجل بتأثير والدته وزوجته ماوية، ابنة عفزر، وابنته سفانة. وقد طلقته زوجته في ذلك الوقت بسبب إسرافه وعدم تدبره لاحتياجات منزله وأطفاله بعد أن حاولت منعه ولكنه لم يستجب. وكان من الطريف أن بعد الطلاق جاءت له خمسون رجلا لم يكونوا يعلمون بالطلاق، يطلبون الطعام من حاتم. فأرسلت له الخادمة لتخبره، ووافق وأرسل لها اثنين من إبله للضيوف وهو نفسه كان يعتني بإعداد الطعام. فقالت له زوجته: `لهذا السبب طلقتك، تترك أولادك بدون شيء لتكرم الضيوف .
تتعلق قصة زواجه بزوجته الثرية والتي كانت تشبه الملكة، حيث طلب الزواج منها الشعراء النبيني والنابغة الذبياني وحاتم الطائي، وجمعتهما معًا وطلبت من كل منهم أن يلقي شعرًا يذكر فيه محاسن الزوج، وبعد ذلك اختارت زوجة الحاتم الطائي .
و سئل ذات مرة هل هناك من هو أكرم منه : قال نعم ، وقال نزلت ذات مرة لغلام يمتلك 10 أغنام قدم لي رأس غنم ولحمه ، فأعجبتني رأس الغنم وظللت أثني عليها وأطلب من الغلام يخرج ويحضر لي الرأس ، وعند مغادرتي المكان وجدت المكان ممتلئ بالدماء ، فقد ذبح الغلام كل أغنامه ليطعمني رأسها ، وعندما سأله لماذا فعل ذلك قال له الغلام: كيف تطلب ما عندي وتمنعه عنك ، وقال السائل لحاتم الطائي وهل أعطيته شيئا في المقابل ، قال نعم أعطيته 300 ناقة حمراء و50 رأس غنم ، قال له السائل إذن أنت أكرم منه ، قال له هو الأكرم فهو أعطاني كل ما يملك وأنا أعطيته جزءا مما أملك .
من أقواله عن المال :
حقًّا إن المال يذهب ويتلاشى، ويبقى منه الأحاديث الجميلة والكرم
أرى المال عند الممسكين معبدا