اسلامياتالقران الكريم

ما معنى ” العهن المنفوش ” وقصة وسبب النزول

سورة القارعة مكتوبة

يقول الله تعالى في سورة القارعة: `ما القارعة؟ وما يعرفك ما القارعة؟ يوم يكون الناس كالفراش المبثوث، والجبال كالعهن المنفوش، فأما من ثقلت موازينه فسيكون في حياة راضية، وأما من خفت موازينه فسيكون أمه هاوية. وما يعرفك ما هيا؟ نار حامية.` صدق الله العظيم.

سورة القارعة هي سورة مكية نزلت بعد سورة قريش، وتتألف من عشرة آيات. وتتحدث السورة عن وقوع البعث والأهوال التي تسبقه، وحال الناس يوم القيامة، ووجود الموازين في يوم الحساب.

معنى العهن في القرآن

العهن هو الصوف حسب بعض العلماء، وفقًا لآراء أخرى، هو نوع من الصوف.

أسباب وقصة نزول العهن المنفوش

تعد سورة القارعة من السور القرآنية التي لم تنزل في مناسبة معينة، ولم يرد في أي من كتب أسباب نزول القرآن الكريم سبب لنزولها، حتى في أهم كتب أسباب النزول مثل كتاب الصحيح المسند في أسباب النزول، ولم يتم ذكرأي سبب نزول سورة القارعة أو أية من آياتها العشر.

تفسير سورة القارعة

  • معنى القارعة ما القارعة

معنى القارعة وفقا لمعظم أهل العلم هو الساعة أو يوم القيامة. ويطلق عليها اسم القارعة لأنها تصدر صوتا مرعبا يرعب المخلوقات. وكلمة القارعة تشير إلى الأمر الفظيع، فنقول `فلان قرعته القارعة` يعني ألمته مصيبة شديدة. والمصيبة الشديدة التي ستصيب الخلائق هي نفخة في الصور، كما ذكره الله تعالى في سورة النمل: `ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله وكل أتوه داخرين`. صدق الله العظيم. وفي هذه الآية الكريمة تم ذكر اسم واحد من أسماء الساعة وهو القارعة.

يعتبر ما القارعة صيغة استفهام تسأل عن القارعة، وأما ما أدراك ما القارعة فهي أيضًا صيغة استفهام تستخدم لتعظيم حدث قيام الساعة .

  • تفسير يوم يكون الناس كالفراش المبثوث

يوم يكون الناس كالفراش المبثوث : المبثوث تعني المنتشر، ومعناها أن الناس عندما يتم نفخ الصور سيخرجون من قبورهم مثل الفراش المبثوث، أي مثل الفراشات الضعيفة التي تطير حول النار بلا هدف، ثم تتراكم، وقد يقع بعضهم في النار.

: تصف سورة القمر حالة الناس يوم القيامة بأنهم كالجراد المنتشر، وتوجد وصفتان لحالة الناس يوم القيامة في الآيتين، ولكن يرجح بعض العلماء أنهما تصفان مواقف مختلفة للبشر يوم القيامة؛ الأول عند خروجهم من القبور فيفترقون مثل الفراش، والثاني عندما ينادي المنادي فيستجيبون له ويسيرون في اتجاه واحد مثل الجراد المنتشر.

  • تفسير العهن المنفوش

العهن المنفوش في تفسير الجلالين : تعني العهن في الأساطير الإسلامية الصوف، وعند حلول الساعة الكبرى ستصبح الجبال خفيفة الحركة كالصوف المندفئ حتى تستوي بالأرض، وفي تفسير بن عثيمين فإن العهن يعني الصوف أو القطن.

  • تفسير فأما من ثقلت موازينه

ثم يشرح الله تعالى في الآيات التالية ما سيحصل للناس، فهم ينتمون إلى إحدى الحالتين: إما زيادة الحسناتعلى السيئات، أو زيادة السيئات على الحسنات.

فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية: يعني أن الشخص الذي تفوقت أعماله الصالحة على أعماله السيئة سيكون في الجنة .

والعيشة: العيش يعني الحياة، وهو يشير إلى الشكل والمعنى أن الشخص الذي يزن أثقاله سيعيش حياة طيبة ومرضية، حيث لا يوجد ضجيج أو عبث أو خداع أو خوف تام من جميع الجوانب. وهذه هي حياة أهل الجنة

“وأما من خفت موازينه فأمه هاوية” : إذا كان الإنسان الذي ترجح سيئاته على حسناته، فسيسقط رأسًا على عقب في الجحيم .

تعني والدة المذكور في الآية الكريمة رأسه، وفي بعض الأقوال الأخرى تعني الشخص الذي يرجح إليه .

والهاوية : يعد اسم الهاوية واحدًاً من أسماء النار، وسُمِّيَتْ بهذا الاسم في الآية بأمه، لأنها مأواه الأخير.

ورد اسم النار الهاوية في أحاديث عن النبي عليه الصلاة والسلام، ففي الحديث الشريف عن أبي أيوب الأنصاري، قال النبي: “إذا قبضت نفس العبد تلقاه أهل الرحمة من عباد الله كما يلقون البشير في الدنيا، فيستريح، ثم يسأله أهله عن أحواله ويعرض عليهم أعماله، فإذا رأوا حسنا فرحوا واستبشروا، وإذا رأوا سوءا قالوا اللهم راجع بعبدك، وذهب بالمذنبون منهم إلى الهاوية وبئست الأم وبئست المربية.

ويقول الشيخ بن عثيمين في تفسيره إن الآية تدل على الموازين يوم القيامة. ولكن بعض أهل العلم تساءلوا عن سبب ذكر كلمة `موازين` في الآية الكريمة بصيغة الجمع؛ فهل ستكون هناك موازين متعددة يوم القيامة أم أنها ميزان واحد؟ ويفضل بعض أهل العلم أنها ميزان واحد، وأن الجمع هو للموزون لأن الميزان يوزن فيه الحسنات والسيئات، وتوزن فيه أيضا حسنات جميع البشر. ولذلك ظهرت كلمة `موازين` في صيغة الجمع.

– يعتقد بعض أهل العلم أن هناك موازين متعددة يوم القيامة، حيث يكون لكل أمة وعمل ميزانها الخاص. ومع ذلك، وفقا لرأي بن عثيمين، فالرأي الأكثر قوة يشير إلى وجود ميزان واحد فقط .

وفي الآية سكت الله تعالى عن ذكر من تساوت حسناته مع سيئاته يوم القيامة، لكن المولى عز وجل ذكر هؤلاء في سورة الأعراف” فهم لا يدخلون الجنة ولا يدخلون النار لكنهم يحبسون في الأعراف وهو مكان عالي على الصراط، والدليل على ذلك هو حديث النبي عليه الصلاة والسلام  عن جابر بن عبد الله قال ، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم ” توضع الموازين يوم القيامة فتوزن الحسنات والسيئات فمن رجحت حسناته على سيئاته مثقال صؤابة دخل الجنة ومن رجحت سيئاته على حسناته مثقال صؤابه دخل النار، قيل يا رسول الله فمن استوت حسناته وسيئاته ، قال ألئك أصحاب الأعراف لم يدخلوها وهم يطمعون.

وصف الله تعالى حال أهل الأعراف الذين تساوت حسناتهم بسيئاتهم، حيث إذا اتجهت أنظارهم نحو أهل النار، يقولون: “ربنا لا تجعلنا من القوم الظالمين.

توجد عدة أقوال حول مصير أهل الأعراف، فذكر بعض العلماء أن `لم يدخلوها وهم يطمعون` يعني أنهم سيدخلون الجنة وهذا يتماشى مع رحمة الله عز وجل، وأشارت بعض الآراء إلى أنهم سيقفون بين الجنة والنار لمدة يشاءها الله ثم يدخلون الجنة بإذن الله.

  • تفسير وما أدراك ما هيه نار حامية

وما أدراك ماهية : تأتي من باب التفخيم والتعظيم للهاوية ، فهي شيء عظيم ، فكما ورد في الحديث الشريف ذكره ، فإن نار الآخرة أشد من نار الدنيا بتسعة وستين جزء، فقد قال عليه الصلاة والسلام ” نار بني آدم التي توقدون جزء من سبعين جزء من نار جهنم، قالوا يا رسول الله، إن كانت لكافية، فقال ” إنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءًا

نار حامية: وصف للهاوية يصفها بأنها شديدة الحرارة واللهب والسعير، وتعادل تسعة وستين ضعفًا للنار التي نعرفها في الدنيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى