قال الرسول صلى الله عليه وسلم إن هناك بابان مفتوحان في الجنة لعبادان وقرزوين. وقال بعض الصحابة إن عبادان هما اثنان من المحدثين، وقال بعض المؤرخين إن عبادان هما أول من آمن بعيسى عليه السلام. وقال الإمام علي بن أبي طالب إن هناك أربعة بقاع في الدنيا تشبه الجنة، وهي الإسكندرية وعسقلان وعبادان وقرزوين .
عبادان هي إحدى المدن التاريخية القديمة، وقد بنيت قبل الإسلام في العقود الأولى من ظهور المسيحية. يعزز هذا القول بقول الرسول صلى الله عليه وسلم، كما ذكرنا سابقا، ويبدو بشكل واضح أن بناء المدينة يعود إلى عهد المسيح عليه السلام منذ أكثر من 1900 عام. يرى من قبل العديد من الجغرافيين والمؤرخين أن السبب وراء التسمية الحالية هو أن البلاذري والمقدسي والحميري وياقوت الحموي ربطوا الاسم بـ”عباد بن حصين” الذي عاش في زمن الحجاج بن يوسف الثقفي، وكان أول من ربط بينه وبين عبادان. ومع ذلك، فإن المدينة تعود إلى ما قبل زمن الحجاج، مما يؤكد أن الخليفة عمر بن الخطاب أرسل رسالة تفيد بأن عبادان هي إقليم يخضع لبصرة وأن والي بصرة يدير شؤونها بشكل عام .
أي كان الزمن ترجع التسمية إلى أصل عبادة ، نظرًا لعبادة أهل المدينة فهي صيغة مبالغة لكلمة عابد فقد كان أهل هذه البقعة زهادًا عبادًا فتم إطلاق إسم عبادان بمعنى أرض العباد فالرسول صلّ الله عليه وسلم قد كان يشيد في حديثه الشريف عن عبادة أهل هذه البقعة من الأرض و كذلك الإمام علي رضي الله عنه .
يقول المسافر والمؤرخ المسلم المقدسي، الذي زار المدينة في القرن الثالث الهجري، إنها مدينة تقع في جزيرة على البحر، بها رباطات وعباد صالحون، وأكثر سكانها من صناع الحصر. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عنهم: `من أدرك منكم عبادا فليرابط بها، فإنها طينة من طين بيت المقدس التي حملها الطوفان أيام نوح عليه السلام.` وقال المسافر المسلم ابن بطوطة، الذي زارها في القرن الثامن الهجري، إنها قرية كبيرة بها رباطات كثيرة ومساجد، وعلى شاطئ البحر يقع مقام خضر وإلياس عليهما السلام .
أيا كان ما كتبه الجغرافيون والرحالة والمؤرخون بين أنها مدينة العباد الصالحين إشتهر أهل المدينة بأكلهم السمك الذي يصطادونه من البحر ولكن عبادان الحالية تقع في مصب شط العرب ليس ورائها قرية ولا مدينة كما ذكر المؤرخون والرحالة المسلمون عندها قديما ولكنها ينطبق عليها ما كتبه علماء الجغرافيا عن موقعها الجغرافي بأنها قرب البحر وأن مياة نهر دجلة تحيط بها يسموها المؤرخون الغربيون مياة روذان أي أنها بين نهري .
برزت المدينة و إذدهرت في عصر الدولة العباسية فظهر فيها العلماء مثل القاضي أحمد بن الحسن الشافعي و العالم أحمد بن سليمان العباداني و الرحالة حسن بن سعيد العباداني المقرئي و لكن المدينة كغيرها من المدن تم تدميرها و لحق الخراب بها عند رمي التتار لكتب في نهري دجلة و الفرات لهذا السبب يرجح المؤرخون عدم الوصول لأصل الحقيقي لمدينة بعد دمار المدينة إنطمست معالمها و لم يبق لها أي أثر إبان القرن العاشر الهجري بعد ذلك تم محيها من كتب التاريخ و تم إستبدال إسمها بالخضر بدلًا من عبادان .
تم اكتشاف النفط في مدينة عبادان عام 1908، وعاشت فترة ازدهار في أوائل القرن العشرين، وأصبحت واحدة من أهم المدن التاريخية. شهدت بناء المنازل على الطراز الأوروبي ودخول الكهرباء، وبدأت الهجرة إليها، مما أدى إلى ارتفاع عدد سكانها إلى 30 ألف نسمة في عام 1921. تم إنهاء حكم الشيخ خزعل بن جابر للمدينة، ودخلت القوات التابعة لرضاحان وأسرت القوات الإيرانية الشيخ. حافظت المدينة على اسم عبادان حتى عام 1925، ثم تم تغيير الاسم إلى آبادان بعد عشر سنوات. وتذكر مدينة عبادان في الكتب وذاكرة المؤرخين فقط، وأصبحت المدينة جزءا من إيران بعد أن كانت تابعة لبصرة خلال حكم الخليفة الراشد عمر بن الخطاب ..