منوعات

قصة حذاء الثلج ” snow shoe “

بدأت قصة حذاء الثلج في عام 1991 اي منذ 24 عام على يد رجل يدعى ” بيري كليبهان Perry Klebhan ” عندما تعرض بيري كليبهان لكسر في كاحله ولم يتمكن من التحرك من المنزل، وفي ذلك الوقت كان بيري طالبا في كلية الهندسة قسم الميكانيكا وكانت لديه رياضة مفضلة لا يمكنه الاستغناء عنها وهي رياضة “التزحلق على الجليد”. وكان هذا الكسر يعيق حركته ويجبره على البقاء في المنزل، ومن هنا جاءت له فكرة صنع حذاء جليدي نستخدمه الآن. كلما نظر بيري إلى الجليد أمام منزله، شعر بعجزه وعدم قدرته على الحركة، ولكن قرر عدم الاستسلام لهذا العائق، فبدأ بالبحث عن حيلة، وفي تلك اللحظة وجد حذاء خشبيا في المنزل، فقرر استخدامه والخروج للتزحلق. ومع ذلك، واجه بيري صعوبة في استخدام هذا الحذاء القديم، ولكنه قرر عدم الاستسلام وانتظار شفاء كاحله، فبدأ يفكر في فكرة صنع حذاء جديد باستخدام دراسته الهندسية ..

بيري وصناعة حذاء الثلج
ليس بالسهولة على الإنسان أن يقوم بترجمة فكرة في ذهنه إلى شيء مادي ملموس، فلا بد أن يواجه العديد من المشاكل والتجارب حتى يتمكن من إنتاج تلك الفكرة. وهذا ما حدث لبيري، حيث استغرق منه ما يقرب من 70 يوما لتصميم تلك الحذاء الثلجي الذي لا يوجد سواه في ذهنه فقط. فقد قام بتصميم حوالي 8 نماذج للحذاء، وفي كل نموذج واجه خطأ ما، وحاول مجددا في نموذج آخر لتجنب هذا الخطأ. وفي هذه المحاولات، استخدم دراسته وجامعته والآلات المتوفرة في الجامعة لإنتاج نموذج متكامل، وبعد محاولات عديدة، تمكن أخيرا من الوصول إلى الحذاء المطلوب

ولكن مابعد صناعة حذاء الثلج …
استمتع بيري كثيرا بحذائه الذي قام بتصنيعه، خصوصا لأنه يستخدمه في رياضته المفضلة وهي التزحلق على الجليد. ولكن ماذا بعد صنع حذاء الثلج؟ فكر بيري قليلا وأدرك أنه بالتأكيد يوجد العديد من الأشخاص المهتمين بالتزحلق على الجليد مثله. لذا قرر أن يتاجر بحذائه الثلجي الذي قام بتصنيعه وفي الحال قام بتصنيع مجموعة من الأحذية وأسس شركة تحت اسم “Atlas snow shoe.” وبعد ذلك، قرر أن يعرض الحذاء للبائعين. وحدث ما كان متوقعا، ولكن بيري لم يتوقع الصدمة التي تلقاها. فقد رفض البائعون شراء الحذاء منه لأنهم لم يكونوا يعرفونه ولم يروا فيه جدوى .

الخطوات اللازمة للتجارة في حذاء الثلج بيري
بعد التفكير، أدرك بيري أن المنتج غير معروف وأن البائعين لا يرون قيمته. قرر بيري أن يستهدف الأشخاص الذين يستمتعون بالتزحلق على الجليد مثله، فإذا عرفوا عن المنتج، فسيقبلون عليه. كالعادة، لم يضيع بيري الوقت وبدأ في تنظيم رحلات لمحبي التزحلق على الجليد ويأخذهم إلى الجبل ويقدم لهم تجربة حذائه. كانت فكرة رائعة، خاصة عندما يشعر كل شخص يجرب الحذاء بالمتعة، فيقوم بإخبار أصدقائه بها وهكذا. بهذه الطريقة، اتبع بيري سياسة الجذب، حيث دفع المستخدمين للبحث عن حذاء التزحلق في المتاجر، ثم أقنع أصحاب المتاجر بتوفير الحذاء للمستهلكين. وبالفعل، نجح في تحقيق مبيعات لحذائه في المتاجر الرياضية .

مشكلة جديدة تواجه حذاء التزحلق
لم يكن هناك نجاح بدون مشاكل. واجه بيري مشكلة جديدة حيث توقف مستهلكو الحذاء الثلجي عن الشراء بسبب عدم توفر أماكن للتزحلق. لكن بيري لم يستسلم لنجاحه وترك حذاءه يتجمد، بل قرر زيارة المنتجعات وإقناعهم بأهمية رياضة التزحلق وتخصيص أماكن لها. لم يحقق نجاحه هذه المرة، لكنه لم يفقد الأمل. في عام 1994 حدث شيء غير متوقع لبيري، حيث افتتح منتجعا يوفر أماكن ومسارات طويلة لرياضة التزحلق على الجليد، وقد باع كميات هائلة من الحذاء الثلجي. أصبح هو المورد الوحيد لهذا النوع من الأحذية.

يجب أن نتعلم من هذه القصة عدم الاستسلام للمعوقات، حيث لا يوجد نجاح بدون مشاكل أو عوائق، ولكن الإيمان بالفكرة هو الطريق الوحيد لتحقيق النجاح وتخطي كل المعوقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى