قصة الاماراتي مع الاستغفار “قصة نجاح تاجر”
ما أعظم فوائد الاستغفار التي تبهر العبد عندما يستمر فيه! فقد وعد الله عباده المستغفرين بالمال والأبناء والخير الكثير في الدنيا والآخرة. حياتنا مليئة بالقصص والعبر التي تعلمنا قيمة هذه النعمة العظيمة، والتي تدفعنا للتمسك بها للتوبة من الذنوب ورغبة في رضا الله ونعمته. ومن القصص التي تعبر عن ذلك قصة التاجر الإماراتي الذي أصبح مليونيرا بفضل استمراره في الاستغفار. إنها قصة حقيقية يرويها لنا في عدد قليل من الأسطر لتوضح لنا قيمة الاستغفار في حياة الناس .
يروي هذا الرجل الإماراتي قصته لمجموعة من أصدقائه الذين كانوا يتبادلون قصص الاستغفار وفضله. يصف الرجل الصالح الذي يسعى للعلم الشرعي ويسافر في البلاد بحثا عنه. في يوم معين، كان يصلي صلاة العشاء في إحدى القرى ويرغب في النوم في المسجد. لكن المؤذن أمره بمغادرة المسجد لأن السلطان يمنع النوم في المساجد. خرج الرجل واستلقى على عتبة المسجد، وكان المؤذن يبعده عن المسجد. وفجأة، اقترب رجل للتدخل وحل الخلاف بينهما. طلب الرجل الصالح إذنا من الرجل لضيافته، فأجاب بأنه قبل الضيافة .
عندما وصل الطالب العلم إلى منزل الرجل، اكتشف أنه خبازا، فقام بتشغيل الفرن وبدأ في إعداد العجين والخبز. وفوجئ بأن الخباز يستغفر الله مع كل نفس يعجنها ويخبزها. فسأله الطالب العلم منذ متى تقوم بهذا الاستغفار؟ فأجاب الخباز قائلا: منذ أصبحت خبازا. فسأله الطالب العلم: وما هي النتيجة التي حصلت عليها من هذا الاستغفار؟ فأجاب الخباز: والله، لم أدع دعاء إلا استجاب الله لي في كل دعاء إلا دعاء واحدا. فسأله الطالب العلم: وما هو ذلك الدعاء؟ فأجاب الخباز: دعاء لله أن يريني الإمام أحمد بن حنبل، ولكنه لم يستجب لي حتى الآن .
قال طالب العلم : وكيف تعلم أن الله يريد سقياك بساقيه .
قال الخباز : هل أنت الإمام أحمد بن حنبل؟ قال نعم أنا، ففرح الخباز به فرحة كبيرة .
عندما سمع التاجر الإماراتي قصة الإمام بن حنبل، أعجب بها وقال: سأروي لكم قصتي التي تشبهكم أكثر وتلخص في أنا كنت رب أسرة وكانت ظروفي المادية ضعيفة. كنت أحب النظر إلى النساء على الرغم من وعيي بخطأي الفادح والإثم الذي ارتكبته. كنت أجلس وأستغفر الله من ذنبي، وباستمراري في الاستغفار، أصبحت قادرا بعد فترة على كبح نفسي عن النظر، وبدأت تدريجيا في التخلص من هذا الخطيئة. وكلما تحركت عيناي أكثر، زادت مرات الاستغفار حتى تخلصت تماما منها .
في يوم من الأيام توفي أحد أقاربي، وجاء الجميع لتقديم واجب العزاء لي، إلا رجل غني من أقاربي لم يأتني إلا بعد مرور أسبوعين من العزاء. وحينها، اعتذر الرجل عن تأخيره في حضور العزاء بسبب انشغاله، وكان ردي له: `أمر سهل، أنت لم تقصر وليس لدي أي انتقاد لك`. بعدها، ودعته الرجل وغادر المنزل. عادت إلى مجلسي معه، وإذا به نسي ورقة، فأسرعت في الاتصال به، وقلت له: `تراك نسيت عندي ورقة`. رد الرجل: `أبدا ما نسيت شيئا`. فقلت له: `أكيد أنه لم يدخل أحد آخر المجلس سواه، وأخبرته أن الورقة هي مجرد صك يخصه`. كان رد الرجل: `هل فحصت اسم الصك؟` فقرأت له الاسم واندهشت عندما وجدت أن الصك باسمي. رد الرجل بأن الصك يعبر عن اعتذاره لي عن تقصيره في واجب العزاء .
بعد قبولي لهدية الرجل مررت به على عدة مكاتب عقارية والجميع أخبروني بقيمة الصك التي بلغت 30 مليون درهم ، والتي قد تصل بعد مرور الوقت ل50 مليون درهم ، وعندها أسرعت للإتصال بقريبي التاجر أخبره بقيمة الأرض ، وكان رده بأنه يعلم بقيمة الأرض لذا أهديتك إياها ، ولعل الله يبارك لك فيها ويزيدك .
ويزيد الرجل الإماراتي مؤكدا على تفتح أبوب الرزق أمامه بسبب هذا العقار ، ثم التجارة في الصين ، والمشاريع الجديدة الكثيرة التي بدأتها والتي أعلم يقينا بأنها بفضل الله أولا والمدوامة على الاستغفار ثانيا ، والذي أصبحت أنصح به أولادي في كل خطوة يخطوها في حياتهم ، ولكل إنسان تربطني به علاقة عليك بالاستغفار إذا أردت رضا الله ، عليك بالاستغفار إذا أردت الرزق ، عليك بالاستغفار إذ أردت البنون ، وستدهش من عطاء الله الذي لا حدود له فقد قال الله تعالى في كتابه الحكيم : “فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا” صدق الله العظيم .