زد معلوماتكمن هو

” تشاوشيسكو ”  الطاغية الروماني الذي أعدمه شعبه

من بين الأطغاة الذين لم ينساهم التاريخ بمرور الزمن، يأتي طاغية تشاوشيسكو في مقدمة الأذهان. كان من طغات أوروبا الحديثة، حيث حكم رومانيا، ويعتبر فترة حكمه نقطة سوداء في تاريخ البلاد. قام تشاوشيسكو باتخاذ العديد من الألقاب لنفسه، منها “القائد العظيم” و”بدانوب الفكر.” وفي الحقيقة، نيكولاي تشاوشيسكو لم يكن حاكما بل ديكتاتورا أصابه مرض العظمة وجنون السلطة. ولكن رب العالمين يعاقب الظالمين بشدة، ويمهلهم حتى يدمروا أنفسهم بظلمهم. وكانت نهاية هذا الطاغية مدمرة، حيث تم إعدامه علنيا برصاص البنادق بين الناس .

من هو تشاوشيسكو : نيكولاي تشاوشيسكو كان رئيسا لرومانيا سابقا وأطلق عليه اسم الديكتاتور، كان عصره مليئا بالظلم والسواد، تولى مقاليد الحكم منذ عام ١٩٧٤ حتى عام ١٩٨٩. كان تشاوشيسكو من الطغاة الذين تسببوا في الكثير من الظلم الذي حدث لمواطني رومانيا، وجعلوا البلاد فقيرة جدا. ولد تشاوشيسكو في مدينة ترجوفيشت، الموجودة في الجنوب الغربي من رومانيا، في ٢٦ يناير ١٩١٨. كانت عائلته تعاني من الفقر بشكل كبير حتى أنه لم يتمكن من الالتحاق بالمدرسة، ومن ثم ترك عائلته وانتقل إلى بوخاريست بحثا عن عمل، وفي ذلك الوقت كان عمره ١١ عاما، وبالفعل وجد عملا كصانع أحذية أولا .

تشاوشيسكو و مقاليد الحكم : بدأ تشاوشيسكو الوصول إلى السلطة في عام 1932، عندما تمكن من الانضمام إلى حزب العمال بالإضافة إلى عضويته في الحزب الاشتراكي، ومن هنا بدأ تشاوشيسكو مسيرته في السياسة. ونتيجة لانضمامه إلى هذه الأحزاب، سجن لمدة عامين ونصف، وكانت هذه الفترة هي سبب تكوين شخصيته الظالمة، حيث تعرض للعنف والتعذيب بجميع أنواعها. كما التقى في السجن بأحد الشيوعيين، جورجيو ديج، الذي كان أيضا سببا في تكوين شخصية تشاوشيسكو. في عام 1944، استغل تشاوشيسكو الغزو السوفيتي للهروب من السجن، وحدث بعد ذلك غزو فكري في رومانيا، حيث خضعت للحكم الشيوعي، ومن هنا تمكن تشاوشيسكو من الوصول إلى مقاليد الحكم في رومانيا. وفي عام 1945، حصل تشاوشيسكو على رتبة العميد في الجيش الروماني، وفي عام 1974، تمكن من الوصول إلى مقاليد الحكم في رومانيا وأصبح رئيسا رسميا للبلاد .

رومانيا وحكم تشاوشيسكو : أطلق على حكم تشاوشيسكو لرومانيا اسم الفترة المظلمة أو النقطة السوداء، حيث تحولت رومانيا إلى بلد يعاني من القهر والظلم الشديد الذي لا يمكن وصفه، وتحولت إلى بلد فقير جدا. وبالرغم من الوعود الكاذبة التي قدمها تشاوشيسكو في البداية للشعب وللفقراء، إلا أنه لم ينفذ أي وعد، وزاد سوء الحال في البلاد. وكان تشاوشيسكو يتبع سياسة ظالمة في حكمه، وهي سياسة التقشف، حيث وصلت حصة العيش لكل فرد إلى نصف رغيف في اليوم فقط، كما قام بتصدير الموارد الزراعية وسلبها من البلاد، وتراكمت عليها ديون كثيرة. ومن بين أفعاله الظالمة، هدم “بيت الشعب” من أجل غرض خاص له، وهو بناء منزله الخاص .

سياسة تشاوشيسكو : قام تشاوشيسكو بتبني سياسة ظالمة في الحكم تسمى “سياسة التضيق” ومنع جميع القنوات، وجعلت رومانيا تتحول إلى حكم بوليسي ديكتاتوري، وبعد ذلك تم وضع جهاز “السيكوريتات”، والذي يعتبر جهازا سريا للشرطة يراقب كل شبر في رومانيا لمنع أي تعارض أو ثورة عليه ..

ثورة رومانيا : بالطبع، كان يجب أن تندلع ثورة عارمة ضد الظلم والديكتاتورية، وبالفعل نشبت ثورة في جميع أنحاء رومانيا، بدءا من مدينة تيميسوارا في غرب رومانيا، وانتشرت فيما بعد إلى جميع أنحاء البلاد. حاول الطاغية قمع الثورة، لكنه فشل

تنفيذ حكم الإعدام في تشاوشيسكو : إن بطش ربك لشديد.. وكان لابد من وجود نهاية لكل ظالم، وبالفعل تمكن شعب رومانيا من الإمساك بتشاوشيسكو بعد هروبه وتسليمه للقضاء الذي حكم عليه بالإعدام رميا بالرصاص على الهواء مباشرة، وتم أخذ عينات DNA له ولزوجته إيلينا للتأكد من هويتهما.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى