هل تلتقي الزوجة بزوجها بعد الموت ؟.. لأبن باز
هل تلتقي الزوجة مع زوجها يوم القيامة ابن باز
قال تعالى: : “اجمعوا الظالمين وزوجاتهم”، وهنا الشيخ ابن باز يشير إلى أن المقصود به في الآية الكريمة ليس الزوجات فقط بل شركاؤهم في العمل سواء كانوا سيئين أو جيدين، فالظالمون يجتمعون مع أقرانهم في الفساد والكفر، وكذلك المؤمنون يجتمعون مع نظرائهم في الجنة
فيما يخص الزوج والزوجة، فهناك منحى آخر، حيث إذا كان الزوج والزوجة صالحين، فسيكونان من أهل الجنة، ولكن فكرة أنها ستتزوج في الجنة أو لا، فهذا شيء لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، لأن المرأة قد تكون لها أزواج أخرى وليس من المؤكد أن تكون مع شخص محدد
وقد جاء في حديثٍ فيه ضعفٌ رواه الطبراني وجماعة: إن الزوجة لديها خيار إذا كانت لديها أكثر من زوج وتختار الزوج الأفضل في الأخلاق عند دخولها الجنة. ومع ذلك، فإن هذا الحديث ضعيف السند، والمقصود هو أنه إذا كانت للمرأة أكثر من زوج، فإن الله هو الأعلم بمن سيكون زوجها في الجنة. وحتى لو كان للزوجة زوج واحد فقط، لا يوجد نص واضح يشير إلى ما إذا كانت ستكون مع زوجها في الجنة، أو ستكون في مرتبة أعلى منه، أو ستتزوج غيره. الله أعلم
هل تلتقي الزوجة مع زوجها يوم القيامة ابن عثيمين
السؤال المطروح هنا هو هل يسمح للزوجين الدخول إلى الجنة بحيث يمكنهما اللقاء مرة أخرى؟ صرح الشيخ ابن عثيمين في فتاوى نور على الدرب أن الجواب نعم، إذا دخل الزوجان الجنة، فسيتمكنان من اللقاء، حيث لن يتجاوز الزوج حد زوجته، والزوجة لن تتجاوز حد زوجها، إلا إذا وهب الله سبحانه وتعالى للزوج حورا عينا أو سيدة من الجنة التي لم تتزوج في الدنيا، وإذا كان لدى المرأة زوجين، فستختار بينهما، ويقال في الحديث أنها ستختار الأفضل خلقا.
هل تلتقي الأزواج في الجنة
من نعم الله على المؤمن أنه إذا دخل الجنة، وكانت زوجته من أهل الصلاح، فإن زوجته ستدخل الجنة معه، ويرفع الله جل وعلا منزلته من الأدنى إلى الأعلى، وهذه نعمة ومنة من الله وإحسانًا، وتدل على ذلك بعض الأدلة
- قول الله تعالى: “جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ” {الرعد: 23}.
- وقوله تعالى: “ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ” .
- قال ابن كثير في تفسيره للآية الأولى: “أي يجمع بينهم وبين أحبابهم فيها من الآباء والأهلين والأبناء ممن هو صالح لدخول الجنة من المؤمنين لتقر أعينهم بهم حتى إنه ترفع درجة الأدنى إلى درجة الأعلى امتناناً من الله وإحساناً من غير تنقيص للأعلى عن درجته”.
- و قال تعالى: وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ”.
وهناك بعض الحالات للزوجين سنوضحها في السطور التالية:
- في حال زواج المرأة لأكثر من زوج وقد دخل جميعهم الجنة فمن المرجح أنها تكون زوجة في الجنة لآخر أزواجها، وقد تم الاستناد على ما رواه البيهقي في سننه حيث أن قال حُذَيْفَةُ بن اليمان ـ رضي الله عنه ـ لِامْرَأَتِهِ ” إنْ أَرَدْتِ أَنْ تَكُونِي زَوْجَتِي فِي الْجَنَّةِ فَلَا تَزَوَّجِي بَعْدِي فَإِنَّ الْمَرْأَةَ لِآخِرِ أَزْوَاجِهَا”، وهنا نستنتج أن المرأة تكون زوجة في الجنة لآخر أزواجها ولهذا نجد أن هنا السبب الذي يكمن وراء تحريم زواج زوجات النبي صلى الله عليه وسلم من بعده لأنهن سيكونون أزواجه في الجنة والله أعلم، ونجد أنه تعددت الأقوال عند العلماء في أمر التقاء الزوجة مع زوجها يوم القيامة حيث أنها ممكن أن تكون مع أحسن أزواجها خلقاً أو ممكن أن تُخير بين أزواجها إذا كانت متزوجة أكثر من زوج في الدنيا.
- في حال كان للمرأة زوج واحد فإنها في هذه الحالة تخص زوجها فقط، وهذا ما ذكره ابن حجر الهيثمي في الزواجر: `إذا ماتت المرأة وهي في عصمة زوجها فله وحدها، ولا يشمل ذلك من ماتت وليس لها زوج`.
- من نعم الله تعالى أنه يقضي على الكراهية والتنافر بين الزوجين في الجنة، حتى لو كانت موجودة في علاقتهما في الدنيا، فإن من مزيد تكريم الله لأهل الجنة أنه يزيل مشاعر الكراهية والحقد والتباغض من قلوبهم، وقد قال تعالى: `ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا علىٰ سرر متقابلين`، فتسود المحبة في قلوب أهل الجنة.
- عندما تكون المرآة غير متزوجة في الدنيا، فإنها ستتزوج في الجنة بمن شاء الله، لأن كل ذكر في الجنة له زوجة وكل أنثى لها زوج، ولا يوجد أعزب أبدا. وقد قال رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام: “وما في الجنة أعزب”. ووفقا لابن منظور في لسان العرب، العزاب هم الذين ليس لديهم أزواج من الرجال والنساء.
هل حياة البرزخ جميلة
تنقسم حياة الإنسان إلى ثلاثة أقسام، وتتجلى في حياتنا الدنيا التي نعيشها حاليا، وحياة الآخرة. أما الحياة الثالثة فهي حياة البرزخ، والسؤال المطروح هنا: ما هي حياة البرزخ؟ وهل الإنسان يكون بجسده وروحه في هذه الحياة؟ تم الإجابة على هذا السؤال بأن حياة البرزخ تكون بين حياتين، وأن الأنواع الثلاثة للحياة ترتيبها من الأسفل إلى الأعلى هو: حياة الدنيا، حياة البرزخ، حياة الآخرة. وحياة البرزخ تكون أكمل من حياة الدنيا، ولكن عند المؤمن والمتقي ينعم في قبره بالإضافة إلى أنه يوجد باب يفتح له إلى الجنة، ويقوم بتوسيع بصره ليشمل حياة الآخرة، وهي الجنة التي تعتبر مأوى للمتقين.
تكون حياة الكافر في البرزخ في القبر، حيث يتعرض للعذاب ويقع في مثواه في نار جهنم، وحياة البرزخ تكون بين حياتين، الدنيا والآخرة، وتكون حال الإنسان فيها بين حالين، دنيا وعليا، وتكون حياة البرزخ جميلة للمؤمن الصالح ومعاكسة للكافر، ويتعلق الأمر بالروح ولكن يمكن أن يتصل بالبدن في بعض الأحيان، وقد ذكر في الحديث الشريف أن الميت يجلس في قبره ويسأله الملكين، فإذا كان صالحا يوسع له القبر، وإذا كان كافرا يضيق عليه وتختلط أضلاعه، وهذا يدل على أن العذاب عند الدفن موجود على الروح والبدن، وكذلك النعيم.