احكام اسلاميةاسلاميات

هل يجوز للمرأة الحج مع مجموعة نساء .. لإبن باز

حكم حج المرأة مع نساء بدون محرم

في سؤال توجه للشيخ ابن باز رحمه الله حول حكم حج المرأة بدون محرم، أجاب الشيخ الجليل بأنه لا يجوز للمرأة المسلمة الحج بدون محرم، ويعد المحرم كالأخ والأب وكل من يعتبر من المحارم أو الزوج.

ويأتي هذا وفقا لحديث رسول الله عليه الصلاة والسلام: `لا تسافر امرأة فوق ثلاث ليال إلا مع ذي محرم`، وإذا قامت المرأة بأداء فريضة الحج مع مجموعة من النساء بدون وجود محرم، فحجها صحيح، ولكن يجب عليها التوبة والندم على عدم وجود محرم، والحج صحيح بإذن الله لأنها أديت مناسك الحج، ولكن أخطأت في مخالفة السنة، والله أعلم.

أحكام تتعلّق بالمرأة في الحج

أحكام حج المرأة كثيرة منها التالي:

  • يجب على المرأة أن تحصل على موافقة زوجها لأداء الحج النفل، وذلك بسبب الحقوق المتعلقة بها، وله الحق في منعها
  • يمكن للمرأة إذا كانت حائض أو نفساء أن تؤدي مناسك الحج جميعًا إلا الطواف والسعي بين الصفا والمروة وذلك لأن السعي لا تقوم به إلا بعد الطواف، أما إذا أصبحت حائض وقت الإحرام فإنها تُحرم لأن الإحرام لا يشرط له الطهارة، وإذا جاءها الحيض بعد انتهائها من الطواف وقبل السعي جاز لها السعي لعدم أشتراط الطهارة له.
  • من الممكن للمرأة المسلمة أن تنتهج سنن الإحرام كالرجل، وتشمل سنن الإحرام النظافة، والاغتسال، واستخدام طيب بلا رائحة، وتقصير الشعر.
  • ترتدي المرأة الملابس الشرعية التي تتوافق مع معايير محددة، وتكون طويلة وواسعة وغير مزينة، ويجب عليها أن تخلع البرقع والنقاب وتغطي وجهها بثوب أو خمار عندما ترى رجلا غير محرم لها، ويجب تغطية الكفين بالثياب وليس القفازات، ولها حرية اختيار الألوان التي تريدها.
  • يجوز للمرأة المسلمة التلبية بعد الإحرام بحيث يكون صوتها مسموعًا لها نفسها.
  • في الطواف، يجب على المرأة المسلمة التستر وعدم المزاحمة للرجال وخفض صوتها وتغيير بصرها. ولتجنب المزاحمة، يجب أن تؤدي الطواف في أقصى المطاف، وينصح لها بأن تشير إلى الحجر الأسود من بعيد.

أحكام الحج والعمرة للنساء

يشترط أن يكون المحرم موجودا مع المرأة في سفرها، وبالتالي يجب أن يكون معها أثناء أداء العمرة والحج، بغض النظر عن نوع السفر. يستند هذا الحكم إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يجوز لامرأة مؤمنة بالله واليوم الآخر أن تسافر لمسافة يوم وليلة إلا مع محرم عليها).

وفي حديث آخر قال  النبي -صلى الله عليه وسلم- : (لَا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بامْرَأَةٍ إلَّا وَمعهَا ذُو مَحْرَمٍ، وَلَا تُسَافِرِ المَرْأَةُ إلَّا مع ذِي مَحْرَمٍ، فَقَامَ رَجُلٌ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ امْرَأَتي خَرَجَتْ حَاجَّةً، وإنِّي اكْتُتِبْتُ في غَزْوَةِ كَذَا وَكَذَا، قالَ: انْطَلِقْ فَحُجَّ مع امْرَأَتِكَ)، وإن لم يتواجد المحرم أو امتنع عن الذهاب معها فلا يجب على المرأة الحج أو العمرة، لكن إذا قامت بأداء الحج أو العمرة بدونه صح النسك ولكن أصبح لديها إثم تستغفر عنه.

حكم سفر المرأة للعمرة أو الحج مع عصبة نساء

حصل خلاف بين العلماء حول ما إذا كانت عصبة النساء تعتبر محرمة وتستطيع السفر للحج أو العمرة، ويتضح ذلك فيما يلي

  • الحنفية والحنابلة

ذهبوا لمنع السفر مع مجموعة من النساء بدون محرم، واتفقوا على شرط وجود محرم بشكل قاطع، وكانت مصدر فتواهم في هذا الأمر هي الأحاديث النبوية العامة التي تحرم سفر المرأة المسلمة، والتي تم توضيحها أعلاه.

  • الشافعية والمالكية

تختلف مذاهب المالكية والشافعية عن المذاهب الحنفية والحنابلة فيما يتعلق بحكم سفر المرأة المسلمة مع مجموعة من النساء في حال غياب المَحرَم وإذا كان الحج والعمرة واجبين.

وكان سندهم في تلك الفتوى عدة أدلة، مثل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لعدي بن حاتم -رضي الله عنه- عندما قال: (فإن طالت بك حياة، لترين الظعينة ترتحل من الحيرة، حتى تطوف بالكعبة لا تخاف أحدًا إلا الله).

وبشكل عام أستندوا لقول الله في القرآن : (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا)، وفي قول للنبي صلى الله عليه وسلم فسر الاستطاعة في حديث ابن عمر -رضي الله عنه- قال: (جاء رجلٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ، فقال: يا رسولَ اللهِ، ما يُوجبُ الحجَّ؟ قال: الزَّادُ والرَّاحلةُ).

ومن خلال هذا يتضح أن النبي صلى الله عليه وسلم أجاز السفر بالزاد والحملة دون ذكر شرط المحرم للمرأة، ولذلك قرروا أنه يجب على المرأة القيام بالحج إذا كان لديها الزاد والحملة فقط.

وأوضحوا لمن يمنعون حج المرأة دون محرم بأن الأدلة التي يستدلون بها تشير إلى أن المراد هو أن يكون الحج كالنسك المستحب، وأما النسك الواجب فقد ذكره الله في القرآن في قوله: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا).

تشترط للمرأة العديد من الشروط لأداء فريضة الحج والعمرة بصحبة عصبة من النساء، وتتضمن هذه الشروط:

  1. تحقّق الأمان في الطريق.
  2. تحقّق الأمن من الفتنة.
  3. رفقة النساء تكون أهلاً للأمان وللثّقة.
  4. التزام المرأة باللّباس الشرعي.
  5. أن تتّمسك المرأة بالآداب العامة والأخلاق.
  6. يجب أن تكون إقامتها في مجتمع نسائي يتسم بالدين والأخلاق.

لباس النساء في العمرة والحج

تختلف لباس الإحرام للنساء عن الرجال، حيث يتطلب لباس الإحرام للرجل زيًا محددًا، بينما لا يوجد لباس محدد للمرأة، ويمكن للمرأة ارتداء المخيط أو أي لباس آخر ترغب فيه ، على أن يلتزم بارتداءاللباس الشرعي.

يُشترط الابتعاد عن التزيين والملابس التي تجذب الأنظار، ولا يشترط في لباسها تحديد لونٍ معين، بل يمكن أن ترتدي ما تشاء من الألوان طالما احترمت ضوابط الشريعة في لباس المرأة المسلمة.

التحلّل والتقصير للمرأة

في التحلّل واجب على المرأة القيام بالتقصير فقط، فتقوم بأخذ قدر أُنملة من شعرها، والقص لجميع الشعر أطراف لا من بعضه، حيث تَجمع الشعر وتَضمه ثم تقوم بالقصّ بقدر يساوي الأنملة من جميع الشعر، والفمعنى من كلمة أُنملة هنا؛ هو بمقدار رأس الأصبع، أو قدر المفصل الأول الأعلى من الأصبع الذي به الظّفر أو عقلة الإصبع.

حكم لبس النقاب والقفازين للنساء

ارتداء النقاب والقفازين يعد من الأشياء المحظورة والممنوعة خلال فترة الإحرام للمرأة، وهذا يستند إلى حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: `لا تنتقب المرأة المحرمة، ولا تلبس القفازين`.

لكن يجوز للمرأة أن تقوم بتغطّية وجهها بساتر غير النّقاب مثل القيام بإسدال جزء من ثوبها على وجهها وقت الحاجة لذلك مثل مرورها أمام رجال، وهذا بإجماع المذاهب الأربعة وقول الفقهاء، وسند الفتوى قول أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنها- عندما قالت: (كنّا نُغطِّي وجوهَنا من الرجالِ، وكنا نمشطُ قبل ذلك في الإحرامِ).

فيما يُسمح للمرأة بارتداء القفازات في فترة الإحرام، وهذا الأمر يُعتبر محرمًا، ويتوجب على المرأة أن تُقدم كفارة عن هذا الفعل، وتتمثل الكفارة في ذبح شاة إن أمكن، أو صيام ثلاثة أيام، أو إطعام ستة مساكين، ويُسقط الحكم عن المرأة إذا نسيت الأمر أو كانت تجهل أن هذا الفعل محرم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى