منوعات

تقرير مصور عن جامع الحاكم بأمر الله

مصر مليئة بالمساجد التي تم بناؤها بأمر حكامها، ومن بين هذه المساجد يأتي مسجد الحاكم بأمر الله، الذي يعتبر جوهرة إسلامية… يعود تاريخ المسجد إلى العصر الفاطمي ويقع داخل القاهرة… مسجد الحاكم بأمر الله هو أحد أهم المعالم الإسلامية التاريخية في مصر بسبب تصميمه الراقي جدا والفن المعماري القديم الذي ينبض بروح السكينة… موقع جامع الحاكم بأمر الله هو “شارع المعز لدين الله الفاطمي في حي الجمالية، بجوار باب الفتوح… وفي هذه المقالة سنستعرض معلومات حول تاريخ جامع الحاكم بأمر الله منذ بنائه بأيدي الفاطميين .

موقع جامع الحاكم بامر الله  : يقع مسجد الحاكم بأمر الله في شارع المعز لدين الله الفاطمي بحي الجمالية، بجوار باب الفتوح. ويوجد سور القاهرة الشمالي القديم على الجهة الشمالية من المسجد، ومن الاتجاه الشرقي يوجد وكالة قايتباني وباب النصر، ويطل المسجد من الجهة الغربية على شارع المعز .

تاريخ جامع الحاكم بأمر الله : تعود تاريخ المسجد إلى أواخر القرن التاسع الميلادي الثالث الهجري… في ذلك الوقت، كانت مصر تحت حكم الفاطميين، وذلك في الفترة بين 379 هجريا – 989 ميلاديا. وقد تم بناء المسجد بأمر من الخليفة الفاطمي العزيز بالله، الذي كان يرغب في بناء أكبر مسجد في القاهرة ليستوعب عددا أكبر من المسلمين، ولكنه لم يتمكن من رؤية المسجد الذي أمر ببنائه لأنه توفي قبل الانتهاء من البناء. وبعد وفاة الخليفة الفاطمي العزيز بالله، قام الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله بإكمال بناء المسجد، وأطلق عليه اسم جامع الحاكم بأمر الله .

بناء المسجد: استغرق بناء المسجد في تاريخ 380 هـجريا – 990 ميلاديا ما يقرب من 14 عاما، وبالطبع استغرق الجامع وقتا طويلا للغاية لأنه بدأ في عهد الخليفة العزيز بالله وحين توفي توقف العمل لعدة سنوات حتى قرر ابنه الحاكم استكمال بناء المسجد. وفي تاريخ 393 هـجريا – 1002 ميلاديا تم تشييده .

مكانة الجامع بداخل الدولة الفاطمية: لقد شهد الجامع العديد من الأحداث التي أدت إلى تغيير وضعه في إطار الدولة الفاطمية، بدأت هذه الأحداث مع تعليمات من الخليفة `الحاكم بأمر الله` للسماح بالتدريس في الجامع والسماح لعلماء الأزهر بالانضمام إليه والتدريس فيه، وبهذا القرار أصبح “الجامعة الرابعة في مصر” بعد جامع عمرو بن العاص وجامع أحمد بن طولون وجامع الأزهر.

تطابقت آخر التغييرات مع تجديد الخليفة “المستنصر” لسور القاهرة الشمالية ودمج الجامع داخله، وبالتالي أصبح جزءًا هامًا داخل مدينة القاهرة في زمن المعز.

تجديدات تمت بالمسجد

تعاقب الخلفاء الفاطميون على حكم مصر، وقام كل خليفة بإجراء تعديلات على المسجد وتسجيلها باسمه، ومن بين هذه التجديدات:

قام الخليفة المستنصر بتجديد الجامع وإنشاء جدران حوله وتجديد المئذنة الشمالية .

حدث تجديد في الجامع بعد سقوط الفاطميين وتسلم الحكم من قبل المماليك، حيث قاموا بإعادة بناء الأجزاء التي تصدعت في جامع الحاكم بأمر من الله عقب حدوث زلزال .

قام الخليفة العباسي الناصر حسن بن محمد بن قلاوون بتجديد المسجد وتغطيته بالرخام .

تعرض الجامع للاهمال : – “تعرض المسجد للعديد من الأحداث التي أدت إلى انهياره بسبب الإهمال الذي تعرض له. بدأ تدهور الوضع في القرن الخامس عشر، وتدهور أكثر بعد غزو فرنسا لمصر، خاصة لأن الحملة الفرنسية لم تقدر قيمة المسجد ولم تحترم حرمته، واستخدمت موقعه كمقر للجنود بلا اعتبار لأهميته الدينية. في القرن الثامن عشر، تتابعت أحداث الإهمال على الجامع، حيث استخدموه كمكان لصناعة الزجاج ونسج الحرير، وأصبح مخزنا، وبعد ذلك تم بناء مدرسة داخل صحن الجامع مما أدى إلى تدهوره أكثر

طائفة البهرة وانقاذ جامع الحاكم بأمر الله من الاهمال والاندثار : بعد الأحداث المأساوية التي تعرض لها المسجد وكادت أن تؤدي إلى اندثاره، ظهرت طائفة البهرة التي تعتبر طائفة الإنقاذ للمسجد في فترة حكم الرئيس محمد أنور السادات. وبفضل جهودهم، تم إعادة بناء المسجد ليصبح تحفة إسلامية لا مثيل لها في العالم

عمارة جامع الحاكم بأمر الله : يتألف مسجد الحاكم بأمر الله من مساحة تبلغ 16200 متر مربع، يتضمن صحن مكشوف وآخر داخلي وأروقة، ويتزين المسجد بالرخام الأبيض، كما يتضمن فسقية رخامية وحوض للوضوء، بالإضافة إلى محرابين ومنبر خشبي وثلاثة قباب .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى