اسطورة المستذئبين بين الحقيقة والخيال

بالطبع، شاهدنا جميعا العديد من الأفلام الأجنبية التي تدور حول تحول البشر إلى ذئاب. فمعظم هذه الأفلام تركز على علاقة القمر واكتماله وتحويل الإنسان إلى ذئب. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل أسطورة المستذئبين حقيقية أم مجرد خيال؟ وهل يمكن حقا للإنسان أن يتحول إلى ذئب؟ وهل هناك فعلا مرض يجعل الإنسان يتحول إلى مستذئب؟ ومن أين جاءت فكرة المستذئبين في عقول البشر؟ سوف نتناول في هذه المقالة إجابة جميع هذه الأسئلة حول المستذئبين .

شخصية المستذئب : الشخص الذي يتحول إلى ذئب يصبح شخصيته مرعبة، حيث يتغذى عادة على لحوم البشر، ويظهر أمام الناس كانسان طبيعي. ولكن في كل شهر، في الليلة التي يكتمل فيها القمر، يتحول إلى شخصيته الأولى كذئب. ويحدث أحيانا أن يتحول بعض الأشخاص فجأة بمرض المستذئبين، ويصبحون مستذئبين، ويتحول كل من في البيت، سواء كانوا زوجا أو زوجة أو أبنا أو أخا، إلى مستذئبين فورا. وقد ظهرت شخصية المستذئب بكثرة في الأساطير اليونانية، وكان هناك آلهة مخصصة لتحويل البشر إلى ذئاب. واعتبرت معظم الروايات والكتابات شخصية المستذئب شخصية غامضة ومخيفة، وربما تكون في الأصل مرضا أو لعنة يصيب بعض الأشخاص لأسباب غامضة .

ظهور اولى حالات المستذئبين : ظهور أولى حالات المستذئبين في عائلة تسمى عائلة “سخاروزان” وذلك وفقا لما سجله المؤرخون، حيث كانت هذه العائلة تحكم ترانسلفانيا خلال القرون الوسطى، وكانت تشتهر بأنها عائلة غير عادلة وظالمة، وكان بطشها شديدا، ولذلك كان عقابها هو إصابتهم بمرض المستذئبين، ووصفت الأسطورة أعراض هذا المرض الذي أصابهم، وهي أن أفراد العائلة يتحولون ويصبح لون أعينهم أسود، ثم يتكاثر الشعر في أجسادهم حتى يغطيها بأكملها ..

بعض الاقاويل عن المستذئبين : تداولت الشائعات كثيرا حول وجود المستذئبين، وظهرت أساطير تؤكد وجود سحرة يستخدمون السحر الأسود لتحويل البشر إلى ذئاب، وبعض السحرة الخارقين استطاعوا تدريب صناعة المستذئبين… وعلى الرغم من هذه الشائعات، يؤكد العديد أن المستذئبين مجرد خيال ولا يوجدون في الواقع، وأن معظم السحرة صنعوا هذه الأساطير لتخويف الناس فقط ..

المستذئبين والخلافة العباسية : يقال إنه خلال الخلافة العباسية، تمت ذكر رجل يدعى أحمد بن فضلان، وكان هذا الرجل معروفا بكثرة تنقلاته بين البلدان المختلفة. قام برحلة إلى أرض الفايكنج، وأثناء تواجده هناك، سمع عن حروب عديدة بين المستذئبين والمحاربين الأقوياء. ولكن عندما بحث العباسي أحمد بن فضلان في هذا الأمر، اكتشف أن هؤلاء الأشخاص الذين يدعون أنهم مستذئبين، في الواقع هم مجرد أشخاص استغلوا أسطورة المستذئبين وصنعوا جلود الذئاب وارتدوها لتخويف سكان الفايكنج .