الخليج العربي

قصة ” شاكر عامر ” معتقل غوانتنامو

شاكر عامر هو شخص بريطاني الجنسية وسعودي الأصل، أثار الجدل العام في الولايات المتحدة والعالم العربي بسبب اعتقاله في سجون غوانتانامو الأمريكية. حظيت قضيته بتغطية من قبل وسائل الإعلام العالمية، ويراه البعض خطرا على الولايات المتحدة بسبب المعلومات والتجارب التي شاهدها وعاشها بنفسه في المعتقل الشهير. دعنا نتعرف على تفاصيل القضية وملابساتها في مقالنا التالي .

من هو شاكر عامر ؟
هو شاكر عبد الرحمن محمد عامر ، سعودي الأصل كان يعمل في الولايات المتحدة بإحدى الفنادق في أوائل التسعينيات ، ثم انتقل للعيش في بريطانيا وحصل على الجنسية هناك ، وعمل في إحدى الشركات القانونية في الفترة ما بين 1994 إلى 2001 ، أما عن حياته الخاصة فهو متزوج ولديه أربع أبناء ، ولد الابن الرابع له وهو في المعتقل .

قصة اعتقاله :
سافر شاكر عامر إلى أفغانستان للمشاركة في عمل خيري هناك ، ولكنه تعرض للاختطاف من قبل بعض القرويين وتم احتجازه واستجوابه من قبل القوات الأمريكية. تفاجأ شاكر عامر بالاتهامات الكثيرة التي لا علاقة له بها، بما في ذلك اتهامه بالانضمام إلى تنظيم القاعدة وصلته بأسامة بن لادن. لكنه نفى جميع التهم الموجهة إليه، وعلى الرغم من ذلك، تم اعتقاله في إحدى السجون الأفغانية دون توجيه أي تهمة رسمية له .

تعرض لأشكال مختلفة من التعذيب من قبل الأمريكان بعد التحقيق معه، حيث تعلق على حاملة طائرات في فصل الشتاء القارس وتعرض للضرب المتكرر على رأسه بالحائط، وذلك بحضور رجال المخابرات البريطانية. بعد هذا التعذيب الوحشي، تم ارتداؤه ملابس السجين البرتقالية ونقله مقيدا إلى سجن غوانتانامو الأمريكي في كوبا، وذلك في عام 200 .

وقد تعرض شاكر عامل في معتل غوانتانامو لشتى أنواع التعذيب وأجريت عليه العديد من التجارب الطبية مما تدهورت حالته الصحية حيث أصبح يعاني من أمراض نفسية وجسدية نتيجة لهذا التعذيب ولاحتجازه طيلة هذه السنوات ، فأصبح يعاني من اضطرابات ما بعد الصدمة ، وأصيبت بحالة اكتئاب شديدة ، وأصبح يعاني من الرهاب الاجتماعي بسبب ما مورس عليه من تعذيب وسوء معاملة .

قرار الإفراج :
صدر حكم بالإفراج عن شاكر عامر بعد خمس سنوات من سجنه أي في عام 2007 ، إلا أنه وإلى تاريخ كتابة هذا المقال لم يتم الإفراج عنه بشكل رسمي ولم يطلق سراحه واستمر داخل زنزانات غوانتنامو تحت التعذيب المتواصل لمدة أربعة عشر عاما بأكمله ، وهو مازال ينتظر تطبيق قرار الإفراج ، وهو يعتبر آخر بريطاني يحصل على قرار الإفراج ولم يطبق بعد .

أسباب تأجيل تطبيق قرار الإفراج :
أعرب مؤيدي شاكر عامر عن خشيتهم من أن يصبح عامر سجينا إلى الأبد حيث أرجعوا السبب إلى أن شاكر عامر يعرف الكثير من الأسرار والخبايا عن معتقل غوانتانامو لتواجده كل هذه السنوات في المعتقل فقد شهد الكثير من ألوان التعذيب التي مورست على غيره من المعتقلين وكان شاهدا على الانتهاكات العديدة لحقوق الإنسان في المعتقل .

حتى شاكر عامر بنفسه يخشى أن يموت في سجنه قبل أن يطلق سراحه ، حيث وجه رسالة إلى زوجته بأنه يشعر أنه لن يرى النور خارج المعتقل خاصة أنه أعلن إضرابه عن الطعام ، وحتى يتم الإفراج عنه تكون قد تدهورت حالته الصحية بعد الإضراب عن الطعام ولا يعتقد أنه سيعيش حتى يطبق قرار الإفراج عنه .

طالب عدد من النواب البريطانيين رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بفتح تحقيق عاجل لكشف ما إذا كانت القوات البريطانية متورطة في عمليات التعذيب التي تعرض لها بعض المعتقلين، كما طالبوا بتنفيذ حكم الإفراج الفوري عن شاكر عامر .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى