جاكلين سوتون “Jacqueline Sutton” مشنوقة في مطار اسطنبول
تم العثور على الصحافية والباحثة البريطانية، جاكلين سوتون، ميتة بالشنق في مرحاض بمطار إسطنبول الدولي في تركيا، مساء يوم السبت الماضي، وهي في طريقها إلى إقليم كردستان العراق. أعلنت السلطات التركية في ذلك الوقت أن الباحثة البريطانية انتحرت بشنق نفسها بعد تأخر رحلتها إلى أربيل في إقليم كردستان العراق. وعندما سمع زملاؤها الخبر، نفوا احتمال انتحارها، وقالوا إنهم لا يثقون في رواية السلطات التركية، وأنهم يرجحون فرضية أن تعرضت للاغتيال.
و من جهة اخرى اكدت وزارة الخارجية البريطانية وفاة مواطنة بريطانية في إسطنبول دون أن تحدد هويتها، و اختلفت ردود الأفعال المتوالية بخصوص وفاة جاكلين سوتون و التي تعمل كمختصة في الشؤون العراقية في معهد “صحافة الحرب و السلام” (IWPR)، بينما شكك الأغلبية في السبب الذي دفع إلى قتلها.
ذكرت وكالة الأنباء التركية `أناضول` أن سبب انتحار الباحثة البريطانية جاكلين سوتون هو عدم توفر المال الكافي لديها، حيث لم تستطع شراء تذكرة طائرة بعد تأخرها عن موعدها، وربما كان هذا هو السبب الذي دفعها لإنهاء حياتها من شدة الغضب.
هل تعرضت جاكلين سوتون لمحاولة اغتيال؟
و تساءل “كريستيان بلوير” أحد أصدقاء جاكلين في تغريدة له على حسابه في موقع التواصل الإجتماعي تويتر، و هو باحث في الجامعة الوطنية في أستراليا، إذا ما كانت جاكلين فعلا انتحرت بسبب تأخرها عن موعد إقلاع الطائرة، و قال أنه فعلا لا يؤمن بفكرة المؤامرة لكن بما أن الاتراك يقولون أن الكاميرات و اجهزة المراقبة كانت معطلة و لا تشتغل بشكل جيد، فهو دليل قاطع على ان جاكلين تعرضت للإغتيال.
و من جهة اخرى كذب مدير برنامج الغذاء العالمي لدى الأمم المتحدة “جان بيرس” التصريحات التي قدمتها السلطات التركية، حيث غرد على تويتر بالقول أنه يشعر بالحزن و يبكي وفاة صديقته و زميلته و انه لايثق في ما نشره الإعلام التركي. بينما قال “عثمان لقب” و هو صحفي عراقي على تويتر أنه في غياب الأدلة التي تثبت انتحار جاكي سوتون سيبقى واثقا جدا بأنها قتلت.
سأل شقيق الصحفية إيان، الذي يبلغ من العمر 59 عاما، عن النظريات المتعلقة باغتيال شقيقته وانتحارها، حيث أعرب عن شكه في فرضية انتحارها. فقد أوضح أنها كانت لديها الكثير لتعيش من أجله وعلاقات مع العديد من الأشخاص من حولها، وأنها كانت تحب عملها، فلماذا ستفكر في الرحيل بهذه السهولة؟ وأكد أنها رحلت، لكن يجب ألا ننسى صدقها وذكائها وإنسانيتها التي عرفت بها طوال حياتها.
جاكلين سوتون
تم الوصول إلى مطار إسطنبول الدولي في 17 أكتوبر الماضي من قبل المتخصصة في الشؤون العراقية بعد قدومها من العاصمة لندن، وكان من المقرر أن تتابع رحلتها إلى أربيل عاصمة كردستان العراق بعد وقت قصير من وصولها، ولكنها لم تتمكن من ذلك.
و قد شغلت جاكلين سوتون البالغة من العمر 50 عاما منصبا في الأمم المتحدة كما عملت كصحفية في قناة “بي بي سي” البريطانية و كان يتم وصفها بالمرأة الذكية و الخبيرة في شؤون النساء في الصحافة الأفغانية و العراقية حسب زملائها. و تتحدث جاكلين العديد من اللغات بما فيهم اللغة العربية. و كان من المنتظر أن تقول جاكي بإنجاز أطروحة في الجامعة الوطنية الاسترالية بإشراف الأستاذ “أمين سيكال”. هذا الأخير صرح لجريدة “لو غورديان” بأن سوتون لم تكن فقط ذكية و قوية في دراستها و أبحاثها بل كانت أيضا صديقة و زميلة و عملت بشكل كبير في تطوير المعهد.
و جاء مقتل جاكلين سوتون بعد مرور 5 أشهر فقط على مقتل أحد زملائها في نفس المعهد المدعو “عمار الشهبندر” في انفجار قنبلة في العاصمة العراقية بغداد في مايو 2015 الماضي، والذي جاءت لتعويض مكانه في العمل. و كانت جاكلين سوتون قد ساهمت في العمل من عدة مواقع مع عدة منظمات انسانية في العالم ، و عانت كثيرا عندما تم ارسالها للعمل في دول افريقيا الجنوبية.