ماذا فعل الرسول أول ماوصل المدينة ؟.. وأول ماتكلم به
ماذا فعل الرسول أول ما وصل المدينة
أرسل النبي رحمة للعالمين، وقام بنشر رسالات ربه ودلالة الناس عليها. وكان الأمر الإلهي: يا مدثر، قم وأنذر، وسبح ربك، وطهر ثيابك، واهجر الرجس، ولا تتمنى الكثير، واصبر لربك. [المدثر 1-7.
بدأت رحلة النبي صلى الله عليه وسلم لنشر الدعوة في سبيل الله واجهت المعارضة والرفض والاعتداء والحصار والحرب من المشركين. ثم جاءت الهجرة بأمر إلهي من الله سبحانه وتعالى إلى المدينة المنورة. استعدت المدينة وتأهبت رجالها ونساؤها، وتجمع أطفالها في الشوارع يرددون شهادة التوحيد والترحيب بالنبي صلى الله عليه وسلم في وطنهم بالبشرى والترحيب
لتبدأ رحلة الدعوة في تلك الأراضي الطيبة مرحلة جديدة من مراحلها، ومرحلة مختلفة لدولة إسلامية تترامى ربوعها شرقاً وغرباً ترفع راية التوحيد، وأن لا إله إلا الله، وتنشر العدل والسلام، ولذا فلكل ما سبق من أهمية للهجرة إلى المدينة المنورة كان من الضروري التعرف على أول ما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم لما وصل إلى المدينة المنورة.
يروي الصحابة والعلماء قصة وصول النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، ويشير البعض إلى أن أول عمل مادي وفعل ملموس قام به النبي صلى الله عليه وسلم بعد وصوله هو بناء المسجد.
كان بناء مسجد قباء هو أول ما قام به الرسول عند وصوله إلى المدينة المنورة. ويقع موقع مسجد قباء جغرافيا في الجهة الجنوبية الغربية من المدينة المنورة، ويبعد حوالي خمسة كيلومترات عن المسجد النبوي الشريف. ليس بناء مسجد قباء هو أول شيء قام به النبي عند وصوله إلى المدينة فقط، بل إنه أيضا أول مسجد تم بناؤه في الإسلام.
دخل النبي صلى الله عليه وسلم المدينة من مكة عندما توقفت ناقته في قباء، وقام النبي صلى الله عليه وسلم ببناء المسجد في مكانها، ووضع حجر المسجد الأول بيديه الشريفتين، ثم جاء أبو بكر الصديق ووضع حجرا، ثم جاء عمر بن الخطاب وحذا حذو النبي صلى الله عليه وسلم ووضع حجرا ثالثا، وبدأ الناس بمتابعتهم في بناء المسجد الذي تأسس على التقوى
ويقول العلماء عن هذا المسجد أنه المعني بالآية الكريمة في كتاب الله [ لَا تَقُمۡ فِیهِ أَبَدࣰاۚ لَّمَسۡجِدٌ أُسِّسَ عَلَى ٱلتَّقۡوَىٰ مِنۡ أَوَّلِ یَوۡمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِیهِۚ فِیهِ رِجَالࣱ یُحِبُّونَ أَن یَتَطَهَّرُوا۟ۚ وَٱللَّهُ یُحِبُّ ٱلۡمُطَّهِّرِینَ﴾ [التوبة 108].
لمسجد قباء فضل في الإسلام، والصلاة فيه تحتسب مثل عمرة، ففي حديث النبي صلى الله عليه وسلم ورد أن من يتطهر في منزله ثم يذهب إلى مسجد قباء ويصلي فيه صلاة، يكون له مثل أجر عمرة. هذا حديث رواه ابن ماجه
أول ما تكلم به النبي في المدينة
عندما وصل النبي – صلى الله عليه وسلم – ووجد الأنصار ينتظرونه، رجالا ونساء وأطفالا، يملئون الشوارع وفوق البيوت على الأسطح، تكلم فيهم النبي – صلى الله عليه وسلم – وقال: `يا أيها الناس، انشروا السلام بينكم، وأطعموا الفقراء والمحتاجين، وأقيموا صلاة الليل، حتى تصبحوا من أهل الجنة السالمين وأمينيها`
وهذا ما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم. فقد روى الترمذي عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: `عندما وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، جاء الناس يهرولون إليه، وقيل: وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيت بين الناس لأراه`.
فَلَمَّا اسْتَبَنْتُ وَجْهَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ ، فَكَانَ أَوَّلَ شَيْءٍ تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، أَفْشُوا السَّلَامَ ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ ).
ومما سبق يتبين أن كلام النبي صلى الله عليه وسلم أول ما كان في المدينة المنورة عبارة عن توصيات، لهم بما فيه خيرهم، جمع فيه النبي صلى الله عليه وسلم بين الذوق وحسن الخلق، بإلقاء السلام، وعدم الإهمال في ذلك لكونه يؤلف بين القلوب، ثم كان ثاني ما أمر به هو الوصية بالجائع، والجائع هنا فقير، أو مسافر، أو عابر سبيل، فلا أشد على الناس من الجو.
لذلك، جعل النبي صلى الله عليه وسلم كلمة `أطعموا الطعام` عبارة عامة تشمل تقديم الطعام، ولا تقتصر على الصدقة والفقراء فقط، لأنه قد يكون هناك شخص محتاج يتعفف عن إظهار حالته وحاجته ويعاني من الجوع، فإطعام الطعام يعتبر اهتماما بمن يتعففون عن إظهار حالتهم، وخاصة مع وجود المهاجرين الأجانب في المدينة، فبعضهم قد يحتاج إلى الطعام ولن يطلبه بنفسه
أما قيام الليل فهو وصية لما في خير من تلك العبادة، ومن الالتزام بالقيام بها، فهي صلة بين العبد وربه، وقد أقرنها بالناس نيام، لما فيها من مجاهدة، للنفس، ومشقة، ثم أظهر الجزاء لمن قام بذلك وهي دخول الجنة، ولم يكتفي بدخول الجنة فقط بل زاد عليها بسلام، وكلمة السلام تعني الأمن من كل شر.
من هو الصحابي الذي نزل عنده الرسول في المدينة
هو الصحابي الخزرجي الذي خصه النبي صلى الله عليه وسلم حيث نزل بيته، وداره في بني النجار حتى تم بناء حجرة أم المؤمنين سودة، وتم بناء المسجد الشريف، واسمه خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد عمرو بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار بن ثعلبة بن الخزرج.د، المعروف بأبي أيوب الأنصاري.
تروي السيرة أنه في يوم وصول النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى المدينة بعد هجرتهما من مكة، استقبل الناس في المدينة واستقبالا كريما، ولكنه كان يوما غير عادي في حياة أبي أيوب الأنصاري. ولم يكن يعلم حينها أن منزله سيشرف على استضافة النبي صلى الله عليه وسلم فيه. وعندما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أقرب البيوت، أجاب أبو أيوب الأنصاري بأنه هو أقرب البيوت، وطلب من النبي أن ينزل في منزله، فوافق النبي على الدعوة. واختار النبي صلى الله عليه وسلم الطابق السفلي من منزل أبي أيوب الأنصاري، وترك له الطابق العلوي.
لكن أبو أيوب تحرج من السكن في الطابق الأعلى بينما يسكن النبي صلى الله عليه وسلم في الطابق الأسفل، وحاول تغيير المكان لكن النبي صلى الله عليه وسلم رفض، وفي ليلة كسرت جرة ماء خشي أبو أيوب وزوجته من أن يتسرب الماء على النبي صلى الله عليه وسلم في الطابق السفلي، فراحوا يجففون الماء بالغطاء المتاح لديهم، خوفا من أن تتساقط القطرات على النبي صلى الله عليه وسلم، وبعد ذلك وافق النبي صلى الله عليه وسلم على السكن في الطابق العلوي
قصة وصول النبي للمدينة المنورة
وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، وكان معه الصديق رضي الله عنه، واستقبله سكان المدينة، وعاش هناك لعدة أشهر في منزل أبي أيوب الأنصاري حتى تم بناء غرفا له والمسجد النبوي الشريف. خلال هذه الفترة، بدأ النبي صلى الله عليه وسلم في تعزيز العلاقات بين المهاجرين والأنصار، وأسس الدولة الإسلامية، وعلم الناس بالعبادات بعد التوحي.