هل الخلطات العشبية ضارة و كيف يمكن تجنب ضررها ؟
العلاج بالأعشاب أو الوصفات العشبية قد زاد مؤخرا انتشاره في جميع أنحاء العالم، سواء في الدول النامية أو الدول المتقدمة، بوتيرة كبيرة جدا. لقد لفتت انتباه العلماء هذه الظاهرة، مما دفعهم لتوسيع الدراسات والأبحاث المتعلقة بهذه الوصفات والأعشاب. وقد أسهم ذلك في الكشف عن العديد من الاكتشافات الجديدة وظهور العديد من العلاجات الحديثة، وحتى استخدام بعض الوصفات العشبية بعد تنظيمها بشكل أكثر دقة، مما جعلها أكثر فائدة. ومع ذلك، يعتمد انتشار هذه العلاجات بشكل واسع بشكل رئيسي على الممارسات الشعبية في الطب البديل، والتي انتشرت في جميع الثقافات تقريبا، وكثيرا ما ترتبط بالدين أو المعتقدات الدينية. لا يمكن لأحد أن ينكر أن الاعتقاد في فعالية الدواء يلعب دورا هاما في علاج الكثير من الأمراض، وقد ساهم ذلك في نجاح هذه العلاجات والوصفات الشعبية .
هل تعتبر هذه الوصفات ضارة أم مفيدة؟
اتجه العديد من الناس الى المعالجة العشبية بسبب المعتقدات من ناحية و بسبب أنها اقل تكلفة مقارنة بالطب الأكاديمي الذي يعتمد على الأشعة و التحاليل و العلاجات الكيميائية في أغلبها مما يمثل عبء تكاليف على المرضى , و لكن هذا النوع من المعالجة العشبية قد يمثل خطر كبير على الإنسان و يرجع ذلك الى عدد من الأسباب .
1- مصدر هذه الأعشاب أو بالأدق مكان زراعتها أو نموها هو مناطق قد تكون ملوثة بالمواد السامة مثل الزرنيخ والرصاص وغيرها من المواد السامة التي قد تنتشر في التربة .
2- التخزين بطريقة خطأ من المعروف ان الأعشاب التي تستخدم في الوصفات الطبية تحتاج الى طرق خاصة في التخزين بعيدًا عن الرطوبة و الضوء و الحرارة , حيث ان سوء التخزين يعمل على نمو و تكاثر البكتيريا و الخمائر التي تغير من التركيب الكيميائي للنبات و ربما تحول تاثيره من معالج الى سام او ضار , مما يجعل الأعشاب مصدرًا لبعض الأمراض فهناك بعض الاعشاب التي يمكن ان تؤدي لإسقاط الحمل و هناك ما يسبب ظهور اورام حميدة بالغدة الدرقية .
3- للأسف، في كثير من الأحيان نحصل على الأعشاب من مصدر قد لا يكون على دراية كافية بتأثيراتها، مما يؤدي إلى خلط الأعشاب مع بعضها، وبالتالي يتسبب في الضرر نتيجة خلط أعشاب غير متجانسة وظهور أمراض لا علاج لها .
4- عادة يتم إستخدام العلاج دون إستشارة متخصصة و بالتالي يتم تناوله دون معرفة الجرعة المناسبة للحالة من حيث شدة المرض و عمر المريض و نوعه , يعتبر واحد من أشهر الامراض التي ربما يلجأ البعض الى الطب البديل لعلاجها مرض السكري و لكن هنا الجميع يعرف أن حالة كل مريض تختلف عن الآخر من حيث نسبة السكر و الحالة الصحية بشكل عام للمريض فهل يصح ان يتناول الجميع نفس الجرعة من العلاج العشبي بالطبع لا , يجب تحديد جراعات مناسبة و إن لم يتم ذلك ربما تحول الدواء الى داء .
كيف يمكن تجنب آثار العلاج بالأعشاب
لا تشتري الأعشاب إلا من مصدر موثوق به وتأكد من أن الأعشاب التي يتعامل بها مصرح بها قانونًا .
لا ينبغي الانجرار وراء الآمال الكاذبة حول فوائد الأعشاب الخارقة التي تعد بإنجازات غير واقعية .
3- لا تشتري أو تستخدم الأدوية العشبية الملينة حيث تسبب تلك الأعشاب تهييجا للأمعاء وتسبب الضرر أحيانا، ولكن قم بتبديلها بأنواع من الأعشاب التي تعمل على تليين ودعم الجهاز الهضمي وتحمل تأثيرا صحيا .
حاول دائمًا عند شراء أعشاب طبية أن تستشير مختصًا أو شخصًا يفهم في تلك الأمور قبل الشراء .
يمكن استخدام بعض أنواع الأعشاب المخدرة والسامة كعلاج لبعض الأمراض، ولا ينبغي استخدام هذه الأعشاب دون استشارة متخصص، حيث تشكل هذه الأعشاب خطورة تصل إلى حد الوفاة، ويجب تحديد مدى جدوى العلاج والجرعات المناسبة للمعالجة .
بغض النظر عن الظروف، يعتبر عامل التخزين للأدوية العشبية الخطر الأكبر على هذه الأعشاب، ومن ثم يأتي تحديد طريقة وجرعة الاستخدام ومدتها، وأخيرًا مصدرها .