صحة

فحص الهرمون و متى نحتاجه ؟

الهرومونات هي مركبات كيميائية تفرز في الدم من مجموعة من الغدد المعروفة بالغدد الصماء، وتعتبر الغدة النخامية الموجودة في المخ أهم تلك الغدد. بالإضافة إلى ذلك، تقوم الغدة الدرقية والغدد الكظرية والمبيض والخصيتين بإنتاج أنواع مختلفة من الهرمونات. تعمل الهرمونات على نقل المعلومات وتنظيم العديد من العمليات في جسم الإنسان، وتساعد أيضا في الوظائف الحيوية المختلفة في مختلف جوانب الحياة. تؤثر الهرمونات بشكل واضح على نمو العضلات والعظام وتطورها، وكذلك على نمو الجهاز التناسلي والعقلي ونمط النوم والاستيقاظ، وكيفية استجابة الجسم للتوتر أو الضغط، وأيضا على الإنجاب والعديد من جوانب الحياة الأخرى. على الرغم من أن الهرمونات تفرز في الدم بكميات صغيرة، إلا أن اختلال التوازن أو التغير الطفيف في تلك الكميات المحسوبة بدقة يؤثر بشكل قوي على عمليات الجسم ويظهر بوضوح .

أثر و أهمية الهرمونات على الجسم .
تبدأ تأثير الهرمونات على الجسم وعملياته ووظائفه في الإنسان منذ الطفولة. منذ الأيام الأولى، تقوم الغدة النخامية، وهي الغدة الرئيسية في الغدد الصماء، بإفراز هرمونات النمو وتسيطر على إفرازات الغدد الأخرى. ثم هناك الغدة الدرقية التي تفرز هرمون الثيروكسين الذي يؤثر على عملية الأيض في جسم الإنسان. عندما يصل الشخص إلى سن البلوغ، تبدأ الهرمونات الجنسية في التحكم في ظهور الصفات المميزة للجنس، حيث تؤثر في عملية التبويض لدى النساء وتكوين الحيوانات المنوية لدى الرجال. وعندما تكون المرأة حاملا، تظهر دور الهرمونات في تثبيت الحمل عن طريق هرمون البروجيسترون، وتؤثر الهرمونات أيضا على الشعر والبشرة وضبط الوزن لدى النساء. وبالطبع، إذا حدث خلل في وظيفة أو عملية تتأثر بها الهرمونات بشكل مباشر، فإننا بحاجة إلى فحص الهرمونات، وهناك عدد من المشكلات التي تتطلب فحص الهرمونات .

المشكلات التي تتطلب فحص الهرمون .
1- مشاكل مرحلة البلوغ .
الهرمونات هي إحدى العوامل الرئيسية التي تؤثر على عملية النمو والبلوغ، ويظهر الخلل فيها بوضوح على علامات البلوغ سواء كانت عند الرجال أو النساء. عند عدم ظهور العلامات الأولية للبلوغ، والتي تتضمن بدء ظهور الشعر عند الرجال وظهور الصفات الجنسية الثانوية وتأخر الدورة الشهرية عند النساء، ينبغي إجراء فحص لهرمون الغدة النخامية وكذلك هرمونات الغدة فوق الكلوية. تظهر المشكلة هنا في حالتين: إما بنقص إفراز الهرمونات مما يؤدي إلى تأخر النمو، أو زيادة إفرازها مما يؤدي إلى البلوغ المبكر. يمكن علاج هذه الحالات بعد إجراء الفحص لتحديد مستوى الحالة وبناء عليه يتم تحديد المعالجة .

2- الهرمونات خلال الحمل .
في حالة إفراز الهرمونات بشكل طبيعي وعدم وجود أي مشاكل تؤثر على الحمل والإنجاب، فلا يوجد مشكلة. أما إذا تأخر الحمل بعد الزواج ولم تظهر أي مشاكل طبية واضحة، فيتم إجراء فحص للهرمونات. يمكن ملاحظة بعض العلامات التي تشير إلى وجود اضطراب هرموني، مثل زيادة إفراز هرمون الحليب ومشاكل في الغدة الدرقية وزيادة الوزن غير المبرر، وكذلك عدم انتظام الدورة الشهرية وزيادة نمو الشعر. في هذه الحالة، يجب إجراء الفحص لتحديد نوع المشكلة والعمل على علاجها .

3- زيادة الوزن .
في حال زيادة الوزن بشكل غير مبرر أو دون وجود أسباب ظاهرة، يجب إجراء فحص للهرمون الذكري لدى النساء. فزيادة مستوى الهرمون يؤثر على الخلل في الدورة الشهرية وعدم انتظام التبويض، وزيادة غير طبيعية في نمو الشعر. ومن المعروف أن زيادة مستوى الدهون حول البطن يؤدي إلى إفراز هرمون الذكورة، وتترافق مع ذلك بعض الأعراض الواضحة مثل تساقط الشعر وظهور البثور في الوجه والصدر، وزيادة إفرازات هرمون الذكورة في حالة إصابة المبايض بالتكيس. لذا يجب إجراء فحص الهرمون للتغلب على هذه المشكلة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى