صحة

5 حقائق عن علاج الاسبرين لقلبك

بدأ تحضير الأسبرين في المعامل منذ عام 1853 م واستمر التحضير حتى يخرج إلى النور ويصبح دواء يتم تناوله من قبل المرضى لعلاج سيولة الدم ومكافحة تجلطات الدم ابتداء من عام 1899. كان معروفا أيضا لدى الإغريق والمصريين القدماء، ولكن بمفهومه الأولي واعتماده على قشرة الصفصاف كلقاح في العصور القديمة، وهي نفس المادة المستخدمة في صناعة الأسبرين. ولكن مع تغير الزمن وتطور المجال الطبي، تطور مفهوم هذا الدواء الذي سمي بالأسبرين باللغة الألمانية.

مع مرور الوقت والزمن، وصلنا الآن إلى وجود نسبة ليست قليلة من سكان العالم بأكمله يتناولون الأسبرين لمكافحة أمراض تجلط الدم والجلطات. ووجدت دراسة نشرت مؤخرا في مجلة الكلية الأمريكية لأمراض القلب أن أكثر من واحد من كل عشرة مرضى الذين تمت مراجعتهم، وبلغ عددهم أكثر من 68000 شخص، يتلقون الأسبرين بشكل غير مناسب للوقاية الأولية من أمراض القلب والأوعية الدموية. وتعني الوقاية الأولية تقليل احتمالية تعرض الشخص لنوبة قلبية أو سكتة دماغية لأول مرة. وقد تم تعريف الاستخدام غير المناسب من قبل إرشادات الوقاية من أمراض القلب.

تعد هذه الدراسة مهمة لأن الأدلة المتزايدة تشير إلى أن الأسبرين لن يقلل من خطر الوفاة بسبب نوبة قلبية أو سكتة دماغية إذا كنت بصحة جيدة وليس في خطر كبير. وعلاوة على ذلك، إذا كنت في خطرمنخفض، فهناك 6 أمور أساسية يجب النظر فيها عند التفكير في تناول الأسبرين لصحة القلب

يجب تجنب تناول الأسبرين بانتظام بدون وصفة طبية من طبيب متخصص أو تقييم الخطر القلبي من قبل طبيب يمتلك معلومات كاملة عن المخاطر. كما أوضحت الدراسة بشكل واضح، يعتمد العديد من الأطباء على تقييم غير دقيق لخطر الإصابة بأزمة قلبية لدى مرضاهم ويصفون الأسبرين بشكل غير لائق كإجراء وقائي. من المهم أن ندرك أن الخطر من الإصابة بأزمة قلبية أو سكتة دماغية يعتمد على عوامل متعددة، سواء المعروفة أو غير المعروفة، وكيفية تفاعلها مع بعضها. ببساطة، يتم تحديد المخاطر بناء على صيغة معينة. يحتاج الأطباء إلى البحث عن المرض نفسه من خلال إجراء اختبار بسيط وآمن وغير مكلف نسبيا.

اليوم، وبالحصول على الاشعة المقطعية موسعه لقلبك للبحث عن التاجي الكلسي عن طريق مقياس أغاتستون هو مقياس لنسبة الكالسيوم الذي يظهر بصفة عامة في نتائج اختبار التصوير المقطعي المحسوب للتكلس التاجي، ويعتبر معظم الخبراء أنه أفضل مؤشر لنوبة قلبية في المستقبل , أفضل من كل عوامل الخطر الأخرى مجتمعة. ويطلق على نتيجة هذا المسح ” درجة الكالسيوم “، وأنه يعبر عن مقدار وحدة تصلب الشرايين التي كانت قد تراكمت في الشرايين التاجية على مدى العمر. وارتفاع درجة الكالسيوم والمزيد من الترسبات في الشرايين كلما ازدادت مخاطر الاصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية في المستقبل.

تقييم المخاطر هذا أمر ضروري عندما يتعلق الأمر بالتقرير في وضع الشخص في العلاج بالاسبرين مدى الحياة. وأنصحكم بالحصول على طلب من طبيبك  للحصول على هذا الاختبار إذا كنت رجلا أو امرأة في الثلاثينات مع تاريخ عائلي من مرض القلب في وقت مبكر؛ رجل فوق سن 40؛ أو امرأة فوق سن 50 التى تكون بعد سن اليأس.

في دراسة حديثة نشرت في مجلة القلب الأمريكية، تبين أنه على الرغم من زيادة خطر نزيف المعدة والأمعاء مع التقدم في السن، فإن فوائد الوقاية من علاج الأسبرين تزداد وتتجاوز المخاطر لدى النساء (وليس الرجال) اللاتي تجاوزن سن الـ65. وعلى الرغم من نتائج هذه الدراسة، أود ألا يتم وصف الأسبرين للنساء المسنات إلا إذا كانت تعاني من تراكم بعض الترسبات في الشرايين .

إذا كانت لديك نوبة قلبية أو سكتة دماغية، فتناول الأسبرين يمكن أن ينقذ حياتك ويقلل من مخاطر الإصابة بأزمات قلبية أو سكتات دماغية إضافية، وهذا ما يعرف بالوقاية الثانوية. ويعرف فوائد الأسبرين للوقاية الثانوية من خطر النزيف لدى المرضى الذين أصيبوا بنوبات قلبية أو سكتات دماغية، أو الذين يعانون من مرض الشريان التاجي، مثل الذبحة الصدرية وأجروا لهم عمليات جراحية على الشريان التاجي أو الأوعية التاجية.

2- إذا كنت تعاني من مرض السكري، فقد لا تحتاج بالضرورة إلى تناول الأسبرين الوقائي، فتوصي الجمعية الأمريكية للسكري بتناول الأسبرين الوقائي للمرضى الذين يعانون من مرض السكري سواء كان من النوع 1 أو النوع 2 والذين يعانون من زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وليس لديهم تاريخ سابق من أمراض الأوعية الدموية، وذلك إذا لم يكن لديهم مخاطرة متزايدة للنزيف. ويشمل ذلك الرجال الذين تتجاوز أعمارهم الـ 50 عاما ومعظم النساء اللواتي تتجاوز أعمارهن الـ 60 عاما، ولكن ينبغي للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري الاتصال بطبيبهم لمناقشة تناول الأسبرين الوقائي، لأن الإصابة بترسبات الكالسيوم لا تعني بالضرورة تواجد ترسبات في جميع الحالات.

في حال كنت تعاني من خطر الإصابة بأمراض القلب، يجب عليك تناول أدوية الستاتين والأسبرين، حيث يعمل الأسبرين على منع تجلط الدم ويجب الامتناع عن تناوله قبل العمليات الجراحية.

الأسبرين هو دواء قوي، وإذا تم تناوله من طرف الأطفال بجرعة 81 ملغ يوميا، فقد يزيد من خطر الإصابة بالنزيف في المعدة والأمعاء والمستقيم وفتحة الشرج، وحتى السكتة الدماغية، خاصة إذا تم تناوله بين 2-4 مرات يوميا. ولذلك، يجب تقييم المخاطر بعناية قبل تناول الأسبرين. وعلاوة على ذلك، فإن الأسبرين يمكن أن يتفاعل مع أدوية أخرى غير المضادة للالتهابات، مثل الإيبوبروفين والنابروكسين والموترين، وأدوية منع تجلط الدم مثل الوارفارين، والأدوية المضادة للصفيحات مثل الكلوبيدوجريل والتيكلوبيدين

5- الأسبرين ليس حلا سحريا، يمكنك تدبير حياتك بأسلوب صحي يساعد في منع النوبات القلبية والسكتات الدماغية بشكل أفضل من الأسبرين، وخاصة إذا كنت في مرحلة مبكرة من العمر. يتضمن ذلك ممارسة الرياضة بانتظام، والحفاظ على وزن صحي، والتوقف عن التدخين إذا كنت تدخن

باختصار، لا يمكن وصف الأسبرين لنفسك والتأكد من حصولك على تقييم دقيق لمخاطر الإصابة بأمراض القلب. يجب عليك معرفة ما إذا كانت فوائد الأسبرين تفوق مخاطره أم لا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى