الخليج العربي

5كتب من روائع الأدب السعودي

الكتب هي عوالم أخرى نرغب في استكشافها، مشاعر ضائعة وأحاسيس مختبئة، قصص أسطورية وواقعية وخيالية وعلمية وأدبية. نبحر في أعماق الكتب إلى أماكن لا نعرفها، نبحر بلا قبطان، نبحر بعيدا ونحن في مكاننا. الكتب هي الدواء والملاذ والرفيق. في هذه الأيام، وبمناسبة معرض الكتاب الدولي الذي يقام في جدة، نرغب في التركيز على بعض الكتب التي تعتبر من روائع الأدب السعودي. بالطبع هناك الكثير، ولكن سنستعرض خمسة فقط، وربما في المرة القادمة سنقدم مجموعة أخرى.

الكتاب الأول: ساق الغراب. الهربة – يحيى امقاسم
عن الرواية: تميزت الرواية التي حظيت باهتمام نقدي كبير بسبب قوتها في استكشاف عوالم مختلفة وأنماط متنوعة وجماليات لغوية وسردية فريدة ورسم شخصيات بدقة، وتناولت مواضيع متعددة مثل الإنسان والأرض والعلاقات والدين والسلطة والهوية.
تتحدث هذه الرواية عن تنازل قبائل “عصيرة”، وهي قرية تقع غرب السعودية وتقريبا بالقرب من اليمن، عن القيادة لصالح السلطة الإماراتية الجديدة الوافدة من الشمال، كما تتحدث عن ضرورة المساواة بين الرجل والمرأة. تدور أحداث هذه الرواية بعد عام 1800م، وهي رواية عن فساد الأزمنة والذات الإنسانية الحرة وعالم ملحمي وخيالي وخرافي يأسرك بسحره وحزنه ولغته.

عن المؤلف: يحيى امقاسم كاتب سعودي مِن مواليد عام 1972م في مدينة جازان، تخرج عام 1997م مِن كُلية القانون مِن جامعة الملك سعود في مدينة الرياض، وعمل عام 1999 مستشاراً قانونياً في كُلية التجارة تم اختياره في عام 2010ضمن 39كاتباً، وكاتبة مِن الوطن العربي وذلك للمشاركة في احتفالية بيروت39، والذي قامت بتنظيمه مؤسسة Hay Festival البريطانية في لبنان، وكان ذلك بمناسبة كون مدينة بيروت وقتها عاصمة عالمية للكتاب، كما قام بتمثيل المملكة في عدد مِن الدول العربية، والإسلامية. عمل في الشؤون الثقافية بالمكتب الثقافي السعودي في باريس، ثُم أنتقل مُشرفاً ثقافياً في المكتب الثقافي في السفارة السعودية في بيروت. له مجموعة قصصية بعنوان”المخش”، وقصص مِن السعودية، وطيور الرمل: مجموعة قصصية لكتاب، وكاتبات مِن السعودية، وتِلك الرواية(ساق الغراب.الهربة)

عن الكتاب: هي سيرة ذاتية للأديب السعودي المرحوم عزيز ضياء، يتم عرضها بلغة سردية جميلة وبسيطة ومتناسقة، يحكي فيها الكاتب عن الأحداث التي شهدها في فترة زمنية هامة، بدءًا من الحرب العالمية وحكم الأشراف وصولًا إلى عهد آل سعود.
سيرة الجوع، والترحال، والحرب، والحب، والأحلام، والآمال، والكفاح، في حقبة كانت مليئة بالأحداث، والتغيرات، والتي انتهت بقيام المملكة. هذا بالإضافة إلى أن القارئ لها سيتعرف على مجموعة مِن العادات، والتقاليد، وأنماط عيش مختلفة، وعلاقات اجتماعية متنوعة، كتنوع المجتمع وقتها العربي مع التركي مع البخاري، والقازاقي، والهندي.

عن المؤلف: عبد العزيز ضياء الدين زاهد مراد هو أديب ومترجم وإذاعي سعودي، ولد في المدينة المنورة في الثاني والعشرين من يناير عام 1914م، وهو نفس العام الذي اندلعت فيه الحرب العالمية الأولى، وفارق أباه وهو في الثالثة من عمره في روسيا.
درس في مدارس المدينة، ثم في المدرسة الهاشمية الراقية، ودرس أيضا لفترة في مدرسة الخديوي إسماعيل بالقاهرة، وانتقل بين الجامعة الأمريكية في بيروت ومعهد التحقيق الجنائي في كلية الحقوق بالجامعة المصرية، ولكن بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية اضطر للعودة إلى المملكة. كما يجيد العديد من اللغات مثل الإنجليزية والفرنسية والتركية. لديه ابن وابنة وهما من الشخصيات المعروفة. فضياء هو فنان تشكيلي وصاحب نصب المصحف الكبير المثبت على مدخل مكة المكرمة، وابنته هي الإعلامية الشهيرة وكبيرة المذيعين في إذاعة جدة، دلال فضياء. زوجته اسمها أسماء زعزوع وعملت في إذاعة هندية كأول مذيعة سعودية من خارج المملكة.

عمل في مجال الصحافة في وقت مبكر، وكان واحدا من أوائل الذين كتبوا المقالات السياسية، وتولى رئاسة صحيفة عكاظ، وهي أول صحيفة سعودية، وصحيفة المدينة، وشارك في تأسيس صحيفة البلاد. قام بكتابة مقالات للإذاعة السعودية كمعلق سياسي لأكثر من 15 عاما. كان أديبا، وكان من أوائل الذين قاموا بترجمة الأعمال الأدبية من الإنجليزية إلى العربية في المملكة، حيث قام بترجمة أكثر من 30 عملا روائيا ومسرحيا لكبار الكتاب مثل طاغور وأوسكار وايلد وتولستوي وجورج أورويل وبرنارد شو وغيرهم. من بين مؤلفاته، بالإضافة إلى عملي مع الجوع والحب والحرب، كان له أعمال أخرى مثل حمزة شحاتة قمة عرفت ولم تكتشف، عهد الصبا في البادية، سعادة لا تعرف الساعة، ماما زبيدة، عناقيد الحقد، آراء في الفن والجمال، وكان القلب يقو.

عن الرواية: تعتبر هذه الرواية سهلة القراءة ولكنها تحتوي على العديد من المفاجآت والألم والحب والوجع والمتاهات وغموض البدايات، ومن الممكن أن تفكر في ترك الرواية منذ الصفحات الأولى ولكن سرعان ما تتشابك الأحداث وتجذبك نحوها.
هي رواية تستوعب جميع الأفكار الخيالية المختبئة داخلك، ولكنها تتوقف فجأة عند فكرة واحدة وهي إن الأيام لا تخفي أحداً، ومن ثم تفتح الرواية نوافذها المتعددة لتطلق جميع الأفكار والهواجس المختبئة في أعماق الخوف من المواجهة.
عن المؤلف: عبده محمد علي خال، كاتب سعودي، ولد في الثالث من أغستست لعبه من أغسطس من عام 1962م. شارك في تحرير عدد من الدوريات كـ (الراوي، والنص)، بالإضافة لأن له زاوية أسبوعية في صحيفة عكاظ السعودية. نشر موضوعات له في عدد من الصحف والمجلات العربية كـ (مجلة العربي الكويتية، أخبار الأدب المصرية، صحيفة الحياة، مجلة الحدث الكويتية، مجلة نزوى العمانية، مجلة الحداثة البيروتية، ومجلة كلمات البحرينية، مجلة إبداع المصرية، والبحرين الثقافية). كما حصل خال على عدد من الجوائز والدروع والميداليات، فاز بجائزة البوكر العربية لعام 2010 عن روايته “ترمي بشرر”، له الكثير من المؤلفات منها: “ليس هناك ما يبهج، مدن تأكل العشب، الأوغاد يضحكون، ترمي بشرر، الطين (ذلك البعيد كان أنا)، وفسوق، وغيرهم.
عن الرواية: هي الرواية الأولى لكاتبها، تدور أحداثها بين جنوب المملكة، وإحدى المدن الفرنسية تتناول مرحلة تاريخية بكل أوضاعها السياسية، والدينية، والاجتماعية، وتقوم على سرد حكاية البطل، والذي يتنقل بين قُرى الجنوب في المملكة، ومدناً فرنسية هرباً مِن الواقع، وبحثاُ عن واقع آخر يكون بِه أكثر قُرباً مِن الحياة، والناس، ساعياً إلى الالتصاق بحريته، والانفصال عن ظروفه التي تتبعه. هي قصة تحكي عن الاعتقال، والوطن والغربة، بأسلوب سلس، وشيق، تُسكرك بجمالها.
عن الرواية: هذه الرواية تأسرك وتؤلمك وتجعلك تفكر وتحبس أنفاسك، وتميزت بالسرد والمعنى، وكل فصل منها ينم عن وقائع وأحداث منفصلة، وتترابط في النهاية مع بعضها البعض، وتحكي قصة ثلاثة شخصيات مختلفة يلتقون في نهاية الرواية بحبكة مميزة، وهم أبطال تم تشويههم بسبب الطبيعة ورسمت بعض العيوب عليهم وحملوا أعباءها طوال حياتهم وتحملوا الصعاب والألم وهربوا من كل شيء، حتى هربوا من أنفسهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى