يونس بحري .. هنا برلين
يونس صالح بحري الجبوري، كان صحفياً ومذيعاً وكاتباً عراقياً، حيث كتب العديد من الكتب وسافر إلى العديد من البلدان، ولذلك كان يُعرف بـ”المسافر العراقي” في عصره، ويُقال إنه كان يجيد أكثر من 17 لغة، بما فيها الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية والإسبانية والتركية .
سيرة حياة يونس بحري
ولد يونس بحري عام 1903 في الموصل بالعراق، وتزوج لأول مرة من امرأة تدعى مديحة في الموصل، ويقال إن يونس بحري تزوج أكثر من 100 امرأة، ومع ذلك، فإن الكثير من التفاصيل حول حياته غير مؤكدة بسبب وجود العديد من الخرافات والأساطير حوله .
في عام 1929 ، التقى يونس بحري بجولي فان دير فين ، وهي رسامة هولندية ، في كازينو بمدينة نيس الفرنسية ، وأراد أن يتزوجها لكنها لم ترغب في السفر كثيرًا وأرادت الاستقرار ، ثم غادر وسافر والتقى بجولي مرة أخرى في عام 1939 ، كان لديه علاقة غرامية معها لأكثر من عشر سنوات ، وتبادل رسائل الحب باللغة الإنجليزية حتى تزوجا في وقت لاحق في برلين في نهاية عام 1939 ، ولكن انتهى هذا الزواج بعد أقل من أربعة أشهر وعادت جولي إلى هولندا .
يونس بحري هو صحفي عراقي وأسس البرنامج العربي في إذاعة برلين خلال الحرب العالمية الثانية. ولد في بيروت عام 1955 وكان لديه أكثر من مائة طفل. ذكر ذلك لرفيق في المجلس الذي حضره الملك فيصل الأول عندما هنأه بمولد ابنه الستين. تجاوز عدد زيجاته الحد الشرعي، وسئل في نهاية حياته من قبل أحد الصحفيين عن كيفية تزويجه من النساء الكثيرات وأنه مسلم ولكن الإسلام لا يسمح بأكثر من أربع زوجات. فأجاب بأنه طلق زوجاته بعد كل زواج لمدة شهر أو سنة أو أكثر .
في نهاية حياته مكث يونس بحري في بغداد وتوفي في عام 1979 في منزل قريبه وزميله نزار محمد زكي مدير مكتب وكالة الأنباء في بيروت ، وتم دفنه من قبل البلدية في مقبرة الغزالي ، وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية ووكالة رويترز عن خبر وفاته والذي نشرته يومية النهار اللبنانية على صفحتها الأولى .
يونس بحري وإذاعة برلين
كان يونس بحري، الصحفي، يعمل في إذاعة برلين وكانت عمله مع إذاعة برلين هو أبرز ما اشتهر به. قام بكتابة كتابه الشهير بعنوان `هنا برلين حي العرب`. تعاون يونس بحري مع هتلر وكان يجيد عدة لغات، وكان يعمل كمذيع في راديو برلين. كان يعتبر الصوت العربي الذي كان الجميع ينتظره خلال فترة الحرب العالمية الثانية. حكم عليه بالإعدام من قبل الإنجليز، لأنه كان رجلا وطنيا وهرب من العراق وناضل ضد الاستعمار البريطاني والاستعمار الفرنسي في الجزائر. كان مشهورا جدا في جميع دول الاتحاد الأوروبي بسبب آرائه الحرة والجريئة التي كانت أساس عمله في الإذاعة .
يعتبر يونس بحري أول من قال عبارة `بلاد العرب` للعرب، وقد قام بتحريض المستمعين على الإنجليز في برنامجه الصباحي في إذاعة برلين، وكان أفضل من يعمل دعاية للألمان وهتلر في ديار العروبة، حيث كان يبدأ برنامجه بكلمة `حي العرب` .
اشتهر يونس بحري بعبارته الشهيرة `هنا برلين حي العرب`، حيث كانت تعتبر إشارة الافتتاح لبرامج الإذاعة التي كانت تهدف إلى مهاجمة قوات التحالف وتوعية الجماهير العربية بخطر الاستعمار .
وكان يونس بحري يبشرها بالحرية على يد قوات النازية الألمانية، وبعد سقوط برلين على يد الحلفاء، كان يونس بحري من بين الأسماء المطلوبة للقبض عليها، وقد ذكرت قصة هروبه من قبضة الحلفاء في كتابه الشهير “هنا برلين، حي العرب”، الذي عرض فيه خريطة المانيا، وبعض المواقف التي تعرض لها خلال عمله في ألمانيا وتعاونه مع الداهية هتلر .
خرج يونس بحري من برلين برفقة مجموعة من الأجانب قبل أن تحاصرها الروس، وقام بتغيير اسمه المسجل في جواز السفر بالأحرف اللاتينية، وزعم للمحققين أنه كان معتقلا في ألمانيا، حتى تم السماح له بالسفر إلى باريس .