وفاة مستشارة ملك المغرب محمد السادس “زليخة نصري”
أعلن مقربون من المراة الحديدية في المغرب عن وفاة “زليخة نصري” مستشارة الملك محمد السادس في العاصمة الرباط، و ذلك بسبب جلطة دماغية أصيبت بها في المستشفى العسكري في الرباط، بعد ان تم نقلها إليه في الأيام القليلة الماضية بعد ان تدهورت حالتها الصحية. و ذكرت وكالة المغرب العربي للأنباء بأن مستشارة الملك في الشؤون الإجتماعية قد توفيت في أول صباح اليوم الأربعاء 16 ديسمبر بعد أن ساء وضعها الصحي.
و تعد زليخة نصري أول امرأة يتم تعيينها في تاريخ المغرب كمستشارة للملك تم تكليفها بالاستشارة في المواضيع الإجتماعية، و ذلك قبل أن تصبح مستشارة ملكية معينة في القصر الملكي. زليخة نصري التي توفيت عن عمر يناهز 70 عاما، و كان يطلق عليها السياسيون و الصحافيون العديد من الألقاب كعين الملك التي لا تنام و “امراة من نار” و “المراة الحديدية” و العديد من الألقاب التي أبدعوها لوصف السيدة التي بصمت مسارها بالعصامية من مدينة وجدة إلى العاصمة الرباط.
كانت المرحومة لديها مكانة مميزة بين مستشاري الملك محمد السادس، حيث حظيت بثقته واحترامهم لها، وكانت تشتهر بالقسوة واللطف في الوقت نفسه، حيث كانت تدافع بشدة عن البروتوكولات وتتمتع بالبساطة والتواضع. وستتم مراسيم الجنازة بعد صلاة العصر اليوم في الرباط، وسيترأس جنازة المستشارة ولي العهد مولاي الحسن، وستوارى جثمان المرحومة الثر في مقبرة الشهداء في الرباط.
زليخة نصري Zoulikha Nasri
ولدت في سنة 1935 في مدينة وجدة و توفيت في 16 ديسمبر سنة 2015 في الرباط. هي امرأة سياسية مغربية و مستشارة الملك و المديرة المكلفة بؤسسة محمد الخامس للتضامن. عندما كانت الطفلة ذات السبع سنوات زليخة نصري تحمل حقيبتها في اتجاه مدرسة الفندق أو مدرسة مولاي عبد الله بوجدة لم تكن تدرك أن تلك الأصابع ستحمل ملفات ذات طابع إجتماعي و ترسم بواسطتها التوجهات الأساسية لسياسة البلاد في السنوات القادمة. و رغم اختلاف الأسباب التي مهدت للسيدة زليخة الطريق نحو خزائن الدولة لكن الصورة عن هذه السيدة تتشابه من كل الجهات ، ذلك أنها تجمع بين حزمها و جديتها لتربطهما بإدارة قوية للمحطات التي بصمت حياتها المهنية.
وما يثير الاستغراب هو أن السيدة التي يستشيرها الملك تمكنت من جمع بين منشأها والدور الكبير الذي لعبته في مؤسسة هامة في الدولة لمكافحة الفقر. حتى لو كان الشرق المغربي منطقة غير مفيدة في نظر المستعمرين، إلا أن ذلك لم يمنع الرجال والنساء من صنع تاريخ المغرب في مرحلة معينة. إذا كانت المنطقة الشرقية قاحلة، فإنها تنتج العقول والإرادة البشرية.
درست القانون في جامعة محمد الخامس بالرباط، وانضممت إلى المدرسة الوطنية للإدارة عام 1964، وتخرجت في قسم الاقتصاد والمالية عام 1967. بعد ذلك، انتقلت إلى فرنسا لإعداد أطروحة الدكتوراة في القانون الخاص في مؤسسة التأمين في ليون الفرنسية.
ثم انضممت إلى وزارة المالية المغربية كموظفة، ومع مرور السنوات بدأت في الترقية في سلم الوظيفة حتى تم تعيينها في عام 1994 كرئيسة لإدارة المالية. في شهر أغسطس عام 1997، تم تعيينها ككاتبة دولة في وزارة الأعمال الاجتماعية في حكومة الفيلالي. وفي عام 1998، تم استدعاؤها للانضمام إلى القصر الملكي كمستشارة في الشؤون الاجتماعية. وفي عام 1999، شاركت في إنشاء مؤسسة محمد الخامس للتضامن وتم تعيينها مديرة مكلفة بها.