وفاة زعيم الفودو ماكس بوفوار
توفي زعيم الفودو في بلدته هايتي “ماكس بوفوار” يوم الأربعاء، حيث تختلط المعتقدات الدينية في هذا البلد بين المعتقدات الأصلية لسكان غرب إفريقيا والكاثوليكية، ويتبنون هذا المزيج كدين لهم.
توفي زعيم المعتقد الذي يسمى الفودو عن عمر يناهز الـ 79 عامًا، حيث اجتمع زعماء الفودو والمسؤولون الحكوميون لحضور حفل توديعه في حديقة شامب دي مارس في بورت أو برنس، عاصمة هايتي، في الأربعاء الماضي.
في نفس الحفل، قام الرئيس ميشال مارتيلي بمنح ابنة الزعيم بوفوار “شانتال” أعلى وسام شرف في الدولة.
ماكس بوفوار ولد في عام 1936 وكان مهندسا في مادة الكيمياء الحيوية، درس خارج بلده وحصل على شهادته في نيويورك، ثم عاد إلى وطنه هايتي في السبعينيات وقرر أن يصبح كاهنا، وفيما بعد أصبح رئيس فودو الأعلى في بلده عام 2008، وكذلك قائد تنظيم الكهنة الرئيسيين في هايتي.
تطورت هذه الديانة في القرن السابع عشر، في الوقت الذي كان المستعمرون يجلبون العبيد إلى البلاد ويجبرونهم على ممارسة الديانة الكاثوليكية، وهذا جعل المعتقدات تختلط لديهم بين الديانات الإفريقية والمسيحية الكاثوليكية.
يعتنق السكان الحاليون في هايتي الفودو والكاثوليكية معًا، وعددهم حوالي 10 ملايين.
ثقافة الفودو
الفودو أو الهودو (Vaudou) هو مذهب ديني من نوع توفيقي، وأصله في غرب إفريقيا، ويمارس في مناطق من الكاريبي خاصة في دولة هايتي ومناطق من جنوب الولايات المتحدة الأمريكية.
و حسب المعتقد السائد لدى أتباع الفودو، يمكن لممارسي الفودو أن يقوموا بغرس دبابيس في دمى يمثلون بها أعدائهم و من ثم إحراقها فتصيب أعدائهم اللعنة، كما يقولون أنهم يستطيعون تحويل الأشخاص إلى زومبي، ذلك أن كلمة “هودو” تعني نوعا من أنواع السحر الأسود الذي يستخدمون فيه الجن لخدمتهم.
تاريخ الفودو
تعد الفودو من أقدم وأشهر الديانات التي تستند إلى السحر الأسود، ويقول المؤرخون إن هذا المذهب يعود إلى الجزء الغربي من إفريقيا منذ بداية التاريخ الإنساني. ويحددون تاريخه بأكثر من عشرة آلاف سنة. بينما يعتقد آخرون أن هذا المذهب نشأ نتيجة الاستعمار الأوروبي لإفريقيا، حيث كان الأوروبيون يقسمون الجماعات الدينية آنذاك لتسهيل السيطرة عليها، وكان الأفارقة، بالمقابل، يجتمعون لتوحيد معتقداتهم وتثبيتها خوفا على دياناتهم. وكان الفودو نتيجة لتوحيد كل تلك المعتقدات التي كانت سائدة لديهم.
كلمة `فودو` مشتقة من كلمة `فودون` التي تعني الروح. انتشر هذا الدين بسرعة في جميع دول إفريقيا الجنوبية، مما جعله مذهبا معتمدا على نطاق واسع. ثم انتشر إلى القارة الأمريكية خلال سنوات تجارة العبيد وأصبح متأصلا في هايتي، وعرف على أنه سحر أسود يمكنه إيذاء الآخرين. مع مرور الوقت، بدأ يتلاشى من القارة الإفريقية واستمر في السيطرة في جزر الكاريب.
عقيدة الفودو
تستند معتقدات الفودو على أن الله يتجسد في أرواح آبائهم وأجدادهم الذين توفوا، كما يعتقدون أن هذه الأرواح قادرة على مساعدتهم أو معاقبتهم وفقا لأعمالهم. وبالتالي، فإن جميع معتقداتهم وطقوسهم تهدف إلى إرضاء أجدادهم المتوفين وربط هذا الرضا بقدسية حياتهم. وصورة الله بالنسبة لهم تأتي في شكل دمية ضخمة يعتقدون أنها تجمع في رمزيتها كل ما لديهم من إيماءات.
و كباقي الديانات الأخرى هناك مراتب في تصنيف رجال الدين، فكبار الكهنة يطلق عليهم الأب و الأم و هم كذلك يكافئون من طرف الإله أو يعاقبون لأنهم يعيشون على خدمته. بينما يطلق على الإله الأكبر “بون دبو” أي بالفرنسية الإله الجيد، يطلق على آلاف الأرواح التي تجوب الأرض اسم “لوا”. و هذه الأخيرة تتمثل في عدة أشكال : كدامبلاه و أجواه و أوجو وغيرها الكثير من الأسماء.
الفودو في الدين الإسلامي
السحر في الإسلام هو اللجوء إلى الشياطين بهدف إيذاء الناس، ويعتبر هذا الفعل شركا بالله وانحرافا عن الإسلام. يعتبر السحر في الإسلام من الأديان والتراثات الوثنية المشاركة في الشرك. يعتبر السحر في أصله خرافات تورثت، وأتباعه يستعينون بالشياطين لتحقيق أهدافهم، وهذا محرم وممنوع. يعاقب أي شخص يستخدم السحر، سواء كان سحر الفودو أو أي نوع آخر، بالإعدام. تطبق هذه العقوبة في المملكة العربية السعودية والسودان والصومال وأفغانستان وإيران.