وفاة الشيخ صالح الحمودي بالملاريا
الدعوة إلى الله من الأعمال التي يجزى القائم عليها أجر عظيم من قبل الله، خاصة إذا تم ذلك بالطرق الحسنة والخير، وليس بالعنف أو الإرهاب. الدعوة إلى الله تتم عبر الكلمة الحسنة، والتعامل الإنساني الرحيم، والروح الإيمانية الصادقة. هناك أشخاص قد رهنوا حياتهم لهذا العمل، سعيا لوجه الله والدار الآخرة، فاختاروا الدعوة إلى الله طريقا ومسارا في أي مكان أو بلد.
كان الشيخ صالح الحمودي، الذي يشتهر بحسن الخلق، يشكل ثنائيًا محبوبًا من قبل محبيهم مع الشيخ سليمان الجبيلان، وكانا يجتمعان معًا في الندوات واللقاءات والرحلات الدينية، حيث يدعوان إلى الله وتعاليم الدين. ولكن جاء الموت فأخذ أحدهما من الآخر.
وفاة الداعية الحمودي
نعى الشيخ الحمودي الكثير وذلك عبر حساباتهم الشخصية على موقع تويتر، أو عبر وسم دشنه رواد هذا الموقع تحت أسم(#وفاه_الداعيه_صالح_الحمودي)، والذي تفاعل معه الكثير مِن رواد موقع تويتر حتى أصبح في التيرند السعودي مساء الثلاثاء 15/12/2015، وكان مِن الناعين له عبر حساباتهم الشخصية الشيخ سلمان العودة داعية إسلامي سعودي معروف حيث غرد قائلاً”رحمك الله من صابر داعية لم يملّ من التطواف في إفريقيا ومساعدة الضعفاء والمرضى وهداية الحائرين”، كما نعاه أيضا الشيخ عادل الكلباني إمام مسجد الحرم المكي سابقاً، وحالياً هو إمام مسجد المحيسن بحي إشبيلية في شمال شرق الرياض حيث غرد هو الآخر ناعياً الشيخ”اللهم اغفر له وارحمه وتجاوز عنا وعنه ، واجعل مثواه الجنة”، هذا وقد نعاه الشيخ خالد المصلح عضو الإفتاء بالقصيم، وأستاذ الفقه بجامعة القصيم عبر حسابه الشخصي بتويتر وكتب:”اللهم اغفر لعبد صالح الحمودي اللهم ارحمه واجعل الفردوس مثواه واجبر مصاب ذويه وحبيه إنَّا لله وإنا إليه راجعون”.
كما قامت الصفحة الرسمية لتحفيظ القرآن بالرياض بنعيه عبر حسابهم الرسمي على الموقع وقاموا بتدشين حملة للمساهمة في وقف القرآن صدقة عنه رحمة الله عليه، كما ذكروا أن للشيخ الحمودي مواقف تُذكر فتشكر مع الجمعية، حيث كان مِن المشرفين على مدرسة خديجة الكاتب، كما ساهم رحمة الله عليه في بناء مركز الوسط الجنوبي الذي يُشرف على الحِّلق والدور في وسط الرياض.
كشف الداعية المعروف الشيخ حسن القعود أن رفيق دربه صالح الحمودي عليه رحمة الله قد ساهم في آخر رحلاته الدعوية التي كانت قبل ثلاثة أسابيع في نطق أكثر مِن 120شخص للشهادتين. كما أكد القعود أن لم يكن للشيخ أي هم في أي من رحلاته الـ30 التي صحبا بعضهما فيها لا مأكل، ولا مشرب همه، وشغله الشاغل كان البرنامج الدعوي الذي أعدوه، وكيفية القيام بهداية الناس. كما أضاف أن الشيخ الحمودي قدم كُل ما لديه في سبيل الدعوة إلى الله حيث تكفل بنفقات كثير مِن الدعاة، متواصلاً معهم، وساعياً في خدمتهم، وقام ببناء الكثير مِن المساجد حتى أنه تم إطلاق عليه اسم” عبد الرحمن السميط الجديد”، وكان آخر لقاء جمع بين القعود والحمودي كان يوم الاثنين الماضي حيث أفاق الشيخ صالح مِن الغيبوبة والتي دامت 4أيام، وأول شيء قاله “لا إله إلا الله.. الله أكبر”، ثم سأل عن أفريقيا والدعوة هناك، ثم قال: “نحن مستعدون للذهاب إلى هناك للدعوة”.
آخر فيديو له
وكان قد تداول الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو للشيخ ذكروا أنه الأخير له، حيث أظهر المقطع تلقين الشيخ صالح الراحل الشهادتين لعشرات مِن الأشخاص والذين قرروا دخول الإسلام في إحدى زياراته إلى إفريقيا، وذلك قبل عودته إلى الرياض بأيام، والتي أعقبها دخوله للعناية المركزة بعد أن تم اكتشاف إصابته بالمرض.
مقطع الفيديو المتداول: https://youtu.be/nySZLNtDOUM