الخليج العربي

وفاة الشاعر يوسف رجب في دار الرعاية الاجتماعية بالطائف

في الأمس، انتشرت الحزنة على الجميع بعد وفاة الشاعر يوسف رجب. أصابت هذه الخبرية الوسط الفني بالصدمة، خاصة لأنه كان وحيدا بدون أطفال أو زوجة، وهو ما دفعه للعيش في دار الرعاية الاجتماعية بالطائف. رحل الشاعر يوسف رجب بصمت تام، دون إزعاج أي شخص، وتحققت آخر أمانيه بالعيش في دار الرعاية الاجتماعية بصحبة رفاق جدد، ولم يعيش بمفرده وعزلته. قدم إبداعا بقصائده وأشعاره، التي تعبر عن أحزانه التي عاشها، واستمتعت بها أكبر نجوم الغناء العرب. سنقدم في هذه المقالة تفاصيل الأيام الأخيرة في حياة الفقيد يوسف رجب، وتعليقات أصدقائه بعد وفاته.

انتقل يوسف رجب من الشهرة إلى دار الرعاية
قرر الشاعر الغنائي يوسف رجب رحمه الله أن ينتقل إلى دار الرعاية الاجتماعية للمسنين بالطائف وذلك بعد وفاة والده ووالدته وهو الذي كان يرعاهما، وقد تداولت المواقع والصحف الالكترونية خبر انتقال يوسف رجب إلى دار المسنين ، وكان سبب انتقاله كما وضح بنفسه هو شعوره بالجحود الذي قد طال الوسط الفني بعد مسيرة من العمل في حياته.

أضاف خلال حديثه لموقع العربية.نت في أحدث لقاءاته الصحفية في الخامس من أكتوبر الحالي والذي يوضح سبب انتقاله إلى دار الرعاية في الطائف: `قررت الدخول إلى دار الرعاية برغبتي بعد وفاة والدي ووالدتي، حتى لا أجد نفسي في وضع صعب في الشارع. كنت أبحث عن الاهتمام والرعاية، ولم يكن لدي أحد يهتم بي. اتصلت بالشباب في جمعية الثقافة والفنون وطلبت مساعدتهم للدخول إلى الدار، وكان لديهم استجابة إيجابية لمساعدتي. بعد خمسة أيام من اتصالي بهم، وجدت نفسي هناك.

وأضاف رجب : قال شخص: `كنت أخشى العيش بمفردي، وأكره الوحدة. لذا أتيت إلى دار المسنين، وأصبح لدي أسرة، وهناك من يعطيني أدويتي ويذهب بي إلى الحدائق ويراجع بي المستشفيات، وهذه أكبر نعمة`.

وتابع:قال بصوت متوقف للحظات: `أنا لم أتزوج`، ثم استمر: `لو تزوجت لكنت الآن محاطًا بأولادي، أنا بحاجة إليهم الآن… الحمد لله على قضائه وقدره

وأبدى فرحته وسعادته بالعيش مع خمسين مسنا، كل منهم يحمل قصة حياته التي لم تكتمل بعد، وما زالوا يحملون الأمل في أن الأيام القادمة ستكون أفضل، وكل صباح جديد يضيء حياتهم بإشراقة جديدة. وقال رجب: “أستيقظ في الصباح الباكر وأتناول وجبتي الإفطار، ثم أخذ الأدوية اللازمة، وأذهب إلى الخيمة حيث أتشارك في فنجان قهوتي وأحادث صباحية مع رفاقي الجدد. ولدينا قنوات رياضية مشفرة وأحيانا نقوم بالخروج إلى الهواء الطلق لنتنفس الأكسجين النقي أو نقوم بزيارة الأصدقاء القدامى، ثم أعود إلى المنزل.

آخر ما كتبه الشاعر يوسف رجب
ذكر الراحل الفنان يوسف رجب أنه قد كتب نصًا وطنيًا تزامنًا مع زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله إلى مصر، وبخصوص الأغاني فقد كان آخر تعاون له مع الفنان طلال سلامة قبل وفاته، وقبل ذلك مع الفنان راشد الفارس في أغنية الحلم.

أما عن رصيده من القصائد الغنائية فقد كتب 70 قصيدة تغنى بها أكبر الشعراء العرب وهو ما كان يشعره دائما بالثراء فقد قال أنه يشعر بالثراء كلما تذكر أن في رصيده 70 أغنية شدا بها أشهر الفنانين، حيث ردد شطراً من قصيدته “عوافي” التي غناها الفنان طلال مداح ولحنها طلال باغر، وأعاد الذكرى لرائعة محمد عبده “مالي على الحب اعتراض” التي أطلقها في بداية الثمانينات، وإحدى الروائع التي كتبها :”مين فينا ياهل ترى.. باع الهوى واشترى” التي غناها الراحل فوزي محسون ومن بعده الراحلة عتاب، وعاد من حيث ابتدأ إلى “صوت الأرض” في أغنية “عذري لله ، وقال: “لا تصدق أن أكثر مبلغ حصلت عليه من وراء القصائد الغنائية كان 4000 ريال. وهذا المبلغ الزهيد ليس بقيمة قصائدي”.

حزن شديد خيم على المحيطين به
أصابت خبر وفاة الشاعر يوسف رجب جميع المحيطين به بالصدمة، وتحدث مدير جمعية الثقافة والفنون في الطائف، الأستاذ فيصل الخديدي، عنه بكلمات قائلا: `إنه شاعر غنائي عاشق للكلمة، وقد أبدع في خياطة قصائد غنائية لأكثر من خمسة عشر فنانا مختلفا، بلغت سبعين قصيدة. كان متعلقا بمدينة الطائف وقدم لها الكثير من خلال لجنة الشعر في جمعية الثقافة والفنون. كان معروفا بإنسانيته وصدق تعامله، وتلك الصفات انعكست على إنجازاته الشعرية. كان متواضعا في تعامله، وهذا ما جذب بعض المطربين الذين تعاونوا معه. وفي كل مرة، يستمد الإبداع من الهامش ليدهش الجميع بروعة حروفه وأناقة كلماته.

وقال عنه المسرحي فهد الحارثي قال: توفي أبو يعقوب، وعلّق الناقد يحيى زريقان على هذا الحدث، وقال: ` رحل صديقي الشاعر الجميل، ورحل يوسف رجب عن دنيانا بهدوء، رحمه الله وغفر له وأسكنه جنات النعيم، إنا لله وإنا إليه راجعون، فقد أفنى يوسف رجب حياته من أجل الفن والإبداع`

وقال أيضا عبد الرحمن اللهبي علق: توفي الشاعر الغنائي الكبير يوسف محمد رجب، ابني وصديقي وحبيبي، وانتقل إلى رحمة الله. اللهم ارحمه رحمةً واسعة، وعوضه خيرًا، فما أنصفته الحياة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى