وظيفة الحوار في السرد القصصي
يعتبر الحوار في السرد القصصي شكلا من أشكال الفنون القديمة، ويعبر عن قيم التعبير البشري، وذلك لأن القصة مهمة جدا في العديد من الأعمال الفنية، ولهذا فإن “سرد القصص” يعني غالبا عدة أشياء، ولتبسيط المصطلح، يستخدم في المجتمع الثقافي والحيوي من قبل ممارسي رواية القصص في جميع أنحاء العالم .
تسعى معظم الجهات المختصة إلى الاهتمام بسرد القصص، لأنه فن جدير بالترويج حيث يتضمن قصة تحتوي على السرد والوصف والحوار، كما يسعى القائمون على هذا المجال لتعريف المهتمين خارج مجتمع سرد القصص بالفرق بين الرواية القصصية وأشكال التعبير الإنسانية الأخرى التي قد تتشابه معه، ويعتبر السرد فنا تفاعليا يستخدم الكلمات والأفعال لتوضيح عناصر وصور القصة، مع تشجيع خيال السامع أو القارئ.
وظيفة وأهمية الحوار في السرد القصصي
- سرد المعلومات: يعد هذا النقطة الأكثر وضوحا، ويجب على الجمهور أن يتم إبلاغه بما يريدون معرفته لمتابعة القصة، والأمر المهم هو أن الكاتب يجب أن يفعل ذلك بدون أن يكون واضحا أو يبطئ من تطور الأحداث التي تدفع الحكاية إلى الأمام، لذلك فمن المهم توفير المعلومات الضرورية مع الحفاظ على تسلسل وتناغم القصة.
- العاطفة: إذا كان من الممكن دون التأثير على أحداث القصة، يمكن التعبير عن العواطف من خلال الحوار. وفي حالة تجاهل العواطف في الحوار، يصبح الجو مملا وبلا حيوية. وكما هو معروف، يتمتع معظم الفنانين بحساسية فائقة، وبالتالي، تكون الأجواء العاطفية ذات أهمية كبيرة في متابعة الحوار.
- الحبكة: واحدة من أهم مهام الحوار هي إثارة الإهتمام والتشويق، ولكن يجب أن يتم ذلك بشكل مفاجئ حتى لا يكشف عن هدفه، في البداية يزيد من فضول الجمهور لمعرفة ما سيحدث لاحقا، وهذا الجو يخلق شغفا لإتمام العمل الفني بروح من التشويق.
- الشخصية: في نهاية المطاف، يجب أن يتسم الحوار بالوضوح والسلاسة والوصول إلى المطلوب، سواء كان الحوار بين المتحدث والشخص الذي يتلقى الحديث، ومثلا يمكن أن يبدأ الحوار بشكل مشابه لمقابلة أو محادثة بين الأصدقاء، ولكن بين متهم وضابط بدون إظهار أنها استجواب، وهذا يشجع الطرف المتهم على الحديث بحرية وإثراء الحوار، ومع ذلك، فإن التفاصيل الدقيقة للعبة داخل الحوار يلعبها الطرفان، وفي النهاية يضع كل منهما الأفكار الرئيسية للعمل الفني.
أهمية الحوار في الرواية
- الصفة المميزة: الحوار هو طريقة رائعة للشخصيات للتعبير عن أنفسهم بالكلمات التي يقولونها والأسلوب الذي يستخدمونه لنقل هذه الكلمات. لذلك، يجب الحرص على الاتساق في الحوار عن طريق استخدام أساليب الكلام المميزة واللغة العامية ولغة المهنة أو بحسب الخلفية الخاصة بكل شخصية.
- تكثيف الصراع: قد يكون الصراع في مكان العمل خارجيا، مثل صراع بين الأفراد أو بين الفرد والبيئة المحيطة به، أو يمكن أن يكون داخليا ويظهر في الحوار بسبب الأفكار. يمكن للصراع أن يتفاقم من خلال الخلافات والتهديدات والأكاذيب أو بالخداع والتملق أو الاستهزاء. وهناك أمثلة أخرى كثيرة.
- خلق التشويق: يعتبر الحوار وسيلة جيدة لإرسال نفحات من التشويق وإعداد الأحداث الفجائية المستقبلية. يمكن لشخصيات العمل أن تنبئ بأحداث ستحدث من خلال إضافة بعض التلميحات التي تشجع القارئ على الاستفسار والتخيل، وتزيد نسبة القلق بخصوص خطر أو صراع أكبر سيحدث في المستقبل. يجب استخدام هذه التقنية في لحظات قليلة التوتر لتعزيز القوة والبناء، ولكنها لا يمكن أن تستخدم في الأحداث غير الرئيسية.
- تقدم الحبكة: يجب أن يوفر جزء من الحوار إحساسا بالحركة، ويأخذ الشخصيات بعيدا عن أعراضهم ويقربهم منها، ويحدث ذلك عادة في نقطة تحول في المشهد، عندما يتم الكشف عن المعلومات التي تغير ديناميكية الأحداث بشكل درامي.
- تعزيز الجو وخلق الحالة المزاجية: يتم ذلك عن طريق استخدام الشخصيات الكلمات للتنقل داخل القصة، من خلال التعليقات التي يتبادلونها أو بوصفهم لمحيطهم، ويتركون صورا في عقل القارئ ويخلقون حالة مزاجية.
أنواع الحوار في القصة
-حوار يقدم الشخصيات الرئيسية:
الفرق بين السرد والحوار هو أن الحوار مفيدًا لتوضح الشخصيات للأسباب الأتية:
- يعطي فرصة للبراعة.
- يمكن توضيح تفاصيل حاسمة لشخصيات الشخصيات دون ذكرها بصراحة في السرد، ويمكن أن يدفع الأحداث بسرعة.
- الحوار يعد الأكثر ذكاءً من بين عناصر السرد التي تعطي صوتًا للشخصيات، ولكن الحوار الشيق يجمعنا في تجربة الشخصيات من خلال أصواتهم الفريدة.
-حوار يظهر صراعات مهمة بين الشخصيات:
يظهر الصراع في القصص كما يعكس السعي والرغبات المتضاربة للشخصيات، مما يخلق جوًا من التوتر السردي، وعادة ما تكشف الصراعات أو الخلافات السطحية بين الشخصيات عن وجهات نظرهم الشخصية وقيمهم وأعراضهم، ويساهم الحوار في قصة النزاعات لأسباب متعددة
- يتحرك الأحداث بشكل أسرع في الكتابة الدرامية مما يتيح العديد من اللحظات الدرامية.
- يعزز الصراع والحوار الحاد المصداقية في العلاقات الشخصية، حتى القصص الرومانسية تتضمن هذه العناصر.
-حوار لتمييز الشخصيات عن بعضها:
يكون الحوار الذي يعطي توضيحا للاختلافات الجوهرية للشخصيات من بين أنواع الحوارات المتنوعة، ويفيد في وصف طاقم العمل في القصة، بالإضافة إلى أصوات الشخصيات، حيث تصبح شخصياتهم ومعتقداتهم وأفكارهم أكثر وضوحا عن طريق الحوار مع مرور الوقت، وتعطي الاختلافات في الحوار بين الشخصيات تباينا دراماتيكيا، حيث يصبح قراراتهم وردود أفعالهم تجاه المواقف قابلة للمصداقية بناء على معرفتنا بهم.
-حوار لإظهار الصراعات الداخلية للشخصيات:
لا يُعتبر الحوار الداخلي ضروريًا في كل قصة، ومع ذلك، في الروايات التي تتطلب من الشخصيات التعامل مع الصراع الداخلي، يُعد الحوار الداخلي أداة فعالة.
-حوار الوحي:
الحوار الذي تسعى فيه شخصية ما معرفة المعلومات الرئيسية مفيد لتطوير الحبكة، في مثلاً قصة قصيرة عن النمط السردي أو الروايات البوليسية أو ألغاز القتل، تعطي الحوار الإحساس بالحيرة والتوتر والتشويق.، لأن القارىء يريد معرفة قيمة هذه الحقيقة أو هذا الكلام.
نصائح لكتابة الحوار في السرد القصصي
- يكون الحوار مختصراً: ليس من الضرورة أن يتحول الحوار إلى كل الصفحات، إذا حدث ذلك، فقد يكون العمل مسرحيا بدلا من رواية، وربما يكون الحوار الطويل مملا ومرهقا للقارئ، لذا يجب تلخيص الحوار إلى أدنى حد يتيح للشخصيات نقل المعلومات بوضوح.
- تجنب الحديث الصغير: يجب تجنب إضافة حوارات غير ضرورية، لأنها في الحياة الواقعية تشير إلى صمت محرج، ولكن في الروايات يجب إدخال الحوار الذي يعزز فهم الشخصيات والقصة.
- لا لتفريغ المعلومات: من الممكن بالتأكيد استخدام الحوارات للتعرف على شخصيات العمل بشكل كبير، ولكن يجب أن لا يتم تقديم معلومات كثيرة للقارئ في وقت واحد وبشكل مكثف.
- يكون الحوار متماسك: يجب أن يكون الحوار متماسكا مع الشخصيات، فالشخص الذي يتحدث بشكل مستهجن وخجول لن يصبح فجأة جريئا ومقداما.
- خلق التشويق: استخدم الحوار لتخفيف التوتر بين الشخصيات، فالإنسان عادة ما يخفي ما يفكر وما يشعر به، والشخصيات في الروايات يتركون الكثير من الأمور غير موضحة، وهذا يحدث في الحياة الحقيقية لتكوين تفاعل واقعي بين الشخصيات، ويجب أن تقدر حقيقة أن معظم الناس يتركون الكثير من الأسرار بداخلهم دون الكشف عنها.